الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

علي عبد الرحيم لـ”العباس السكري”: “جاتني جلطة في المخ بسبب كلمة من واحدة.. و4 شباب سرقوني”

القاهرة 24
أخبار
السبت 29/فبراير/2020 - 03:35 م

“ماحبش حد يتعاطف معاي.. وتماثلت للشفاء.. وعايش مستور لأنى بتقى الله”

“إبراهيم نصر كان بيفطسنا من الضحك فى لوكيشن “شمس الزناتى”..”

تعرضت لموقف محرج بسبب مسلسل “الملك فاروق”

لا يكف عقل الإنسان طوال الوقت عن السؤال بماذا؟ ولما؟ وهل؟.. صراع كبير بين الإنسان وعقله وفكره، ولا أنكر أن علامات الاستفهام هذه طاردتني طول طريقي وأنا ذاهب للفنان الموهوب على عبد الرحيم، قلت لماذا ينعم نجوم الصف الأول دون غيرهم بالمال والشهرة والمجد سواء الموهوب منهم أو عديم الموهبة؟، ولما هناك جيل لم نسمع في يوم ما عن تكريم أي منهم؟، أو منح أحدهم وساما من أى نوع؟.. رغم أنهم على درجة كبيرة من الموهبة والعطاء، هل هؤلاء المخلصون ليس لهم حظ؟، أم رضوا بالقليل وفرحوا به!، لكن حتى القليل هرب منهم، فالفنان على عبد الرحيم لا يعمل منذ سنوات، ولم يظهر في أي عمل فنى سواء سينما أو دراما، وكأن الرجل فص ملح وذاب.

حين إلتقيت الفنان القدير الشهير بـ “سامبو”، وهى الشخصية التى لعبها فى فيلم “شمس الزناتى”، على إحدى المقاهى التى اعتاد الجلوس عليها بالقرب من منزله، كان هادئا، مبتسما، يرنو بعينيه بعيدا كأنه جالس وسط الناس بجسده، أما خياله وفكره كانا فى مكان آخر يطيران مع ذلك الدخان الذى انبعث من “الشيشة” التى يحرص أن يلتقط منها نفس من وقت لآخر، هو يأتى كل يوم بعد “الفطار” ليجلس على المقهى، حتى يعود لمنزله مع غروب الشمس، فنان فى قمة الرقى والتحضر لا ينطق اسم زميل له غير إذا سبقه لقب “الاستاذ”.

الفنان علي عبد الرحيم
الفنان علي عبد الرحيم

“الرضا” و”البساطة” هما عنوان الفنان الكبير على عبد الرحيم، الرجل لا يزعجه أى شىء، وليس غاضبا من أى شىء، إلا ما حدث معه قبل سنوات عندما نهرته إحدى السيدات فى لوكيشن التصوير، وتسببت فى مرضه، حيث يقول فى حواره :”أنا إنسان حساس جدا، وهذه طبيعة الفنان، وأقل كلمة تزعلنى، وتؤثر بداخلى، ولا أنكر أننى أحمل الكلام على أعصابى، وبسبب هذا أصبت بجلطة فى المخ بعدما نهرتنى “واحدة” فى اللوكيشن، وظللت أتعالج منها الى الآن، وتحملت البُعد عن الكاميرا”، ويضيف :”المرض أكتر حاجة بتعّجز الإنسان، وقبل المرض كنت وقعت عقد مسلسل، لكن احتراما لنفسى ولصناعه اعتذرت لأنى مقدرتش أقف قدام الكاميرا، وقولت إيه ذنب المخرج والممثلين يتحملونى، واشتغلت فى أعمال اذاعية فقط”.

محمد فريد يحكي مع العباس السكري: “مخدتش حقي من الفن وأًُُُُُعُاني من التهميش” (1)

الفنان على عبد الرحيم، لا ينشغل بحال المعيشة، ربما يسير بمبدأ فريد الأطرش “خليها على الله خليها، مشيها ويالا مشيها”، يقول :”من يتق الله يجعل له مخرجا، وأنا بتق الله وربنا ساترها معاى، وعايش وبصرف الحمد لله، رغم أنى مابشتغلش من 5 سنين، لكن ربنا سترها معاى، وقدمت رسالتى فى الحياة، ولدى 3 أبناء تقى وهى معيدة فى المعهد العالى للكونسرفتوار وبتعزف، وأحمد خريج آداب لغات شرقية ويعمل بإحدى الشركات الكبرى، وابنتى الصغرى تدرس فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وعندى حفيدتى “تلا” ونجتمع معا كل أسبوع، وهذه من نعم الله علىّ”، ولفت الفنان إلى أنه خرج معاش من المسرح على درجة ممثل قدير، مؤكدًا أن أكثر شىء يؤثر فى نفسيته، عندما يقابله جمهوره ويقولون له “وحشتنا”، حيث يقول :”الجملة بتأثر فىّ، وماحبش حد يتعاطف معايا، والحمد لله أنا خفيت من المرض، وهرجع أقف قدام الكاميرا تانى، لانى أنا ممثل ومكتوب فى خانة البطاقة ممثل، ولا أجيد مهنة أخرى غير التمثيل”.

أول دور سينمائي

فى أثناء الحديث عاد الفنان بذاكرته إلى أيام الصبا والأحلام وذكرياته وبداياته مع التمثيل، إذ يقول :”كنت بمارس هواية التمثيل من خلال الثقافة الجماهيرية، وظللت هكذا، حتى جاء أحد المخرجين وتحمس لى ومنحنى بطولة مسرحية المهاجر، وسألنى لماذا لا أقدم فى معهد السينما، وقتها كان دخول المعهد صعب جدا، حيث يقدم الآلآف ويتم قبول عدد محدود جدا، فقلت له :لو قدمت “هسقط” مثل أغلب المقدمين، قال لى :احفظ كام مشهد بالعربى وبالعامية وادخل لجنة الامتحان، وبالفعل قدمت للمعهد، وكان إجمالى عدد المقدمين وقتها 1400 طالب وطالبة، ونجحوا 18 كنت واحدا منهم، وأتذكر أن اللجنة وقتها كانت مكونة من عمالقة هم كرم مطاوع، وكمال ياسين، سميرة محسن، شاكر عبد اللطيف، وغيرهم، ودخلت المعهد سنة 80 واتخرجت بعد 4 سنوات، وبدأت الاحتراف من المسرح بمسرحية “هنا عرايس” تأليف المسرحى الكبير جلال توفيق والد ياسر ورامز جلال، وبعد نجاحى توالت على عروض الأعمال التلفزيونية، ومنها مسلسل “ضمير أبلة حكمت” مع سيدة الشاشة فاتن حمامة.

الفنان علي عبد الرحيم
الفنان علي عبد الرحيم

لمعت عيون الفنان القدير على عبد الرحيم وهو يتذكر وقوفه أمام فاتن حمامة وحكى قائلا :”كنت سعيد جدا جدا أنى بمثل مع القيمة والقامة فاتن حمامة، ومن أمنياتى كنت أمثل معها، وتحققت الأمنية، وأفخر أن فى تاريخى عمل يجمعنى بسيدة الشاشة العربية”، وينتقل للحديث عن فيلم “شمس الزناتى” قائلا :”فى احدى المرات شاركت فى مسلسل بعنوان “الزهرة والسيف” وهو مسلسل دينى من إخراج أحمد توفيق، وكانت تربطنى به صداقة، وكان معنا المرحوم مصطفى متولى وعلاقتى به كانت لطيفة جدا، وبعد انتهاء المسلسل، جانى أوردر إنى اقابل الأستاذ سمير سيف فى مكتب المنتج واصف فايز، ذهبت اليه وأبلغونى إنهم بيعملوا فيلم اسمه شمس الزناتى، قالوا موافقين عليك، بس ياريت تروح تقابل الاستاذ عادل امام عشان يشوفك، وذهبت اليه فى المسرح حيث كان يعرض الواد سيد الشغال، وقابلته وكان لقاء لقاء لطيف جدا، واستقبلنى استقبال باهر ورحب بى، وقال لمصطفى متولى خلاص على عبد الرحيم معانا واخدت النسخة وكتبت عقد وصورت وكان وشه حلو جدا”، ويستكمل :”اللوكيشن كان كله حب واحترام، وشمس الزناتى كان بيحمل رسالة كلها انسانية، وكان بيقول إن أى بلد من غير قوة ماتنفعش وكانت أيامها حرب الكويت ووجهنا الرسالة إن أى دولة لازم يكون عندها قوة عسكرية، وأذكر أنه تم بناء لوكيشنات الخاصة بالفيلم فى سقارة والاسماعيلية واستوديو مصر، وأكثر واحد كان بيضحكنا فى الكواليس إبراهيم نصر كان بيموتنا من الضحك، حكاياته الكوميدية لا تنتهى، وعادل امام كان بيدمع من الضحك”.

سيد صادق يصرخ مع العباس السكري: “بعض الفنانين مش لاقيين الفتات وحالهم يقطّع القلب”

مسلسل الملك فاورق

ويسرد الفنان بعضا من المواقف التى تعرض لها بسبب الشخصيات التى قدمها قائلا: “فى مسلسل الملك فاروق، قدمت شخصية “ادريس”، والعمل كتبته الكاتبة لميس جابر، وأخرجه السورى حاتم على، ولأن المخرج سورى الجنسية وكذلك مصممة الأزياء، تعرضت لموقف محرج، حيث كنت جالسا فى نادى نقابة الممثلين وفوجئت بأحد الأصدقاء يقول لى أن أحد الطيارين يريد يحدثنى، وبالفعل تحدثت معه على الموبايل وطلب يلتقى بى، وذهبت اليه فى منزله بالزمالك، وبمجرد دخولى المنزل واستقبلنى، قال لى أنا ابن ادريس الرجل الذى جسدت شخصيته فى مسلسل الملك فاروق، وأبلغنى أن والده ادريس لم يكن خادما عند الملك فاروق، بل كان باشا من باشوات القصر، وأتى لى بشهادات من جميع رؤساء العالم وهم يخاطبونه تحت مسمى إدريس باشا، وأدخلنى غرفة بها مقتنياته وصورة كبيرة له، وعرفت وقتها أن جميع الازياء حتى الطربوش الذى كنت ارتديه كان خطأ”.

الفنان على عبد الرحيم
الفنان على عبد الرحيم

ويرى على عبد الرحيم أن أهم ممثل فى مصر هو الراحل أحمد زكى، حيث يقول :”أنا من أشد المعجبين بالنجم الراحل، وبستفيد منه، فى أى فيلم بتفرج عليه، كان عبقرى، كل حتة فيه بتمثل، والتقيته مرتين احداهما وأنا طالب فى معهد فنون مسرحية، شفته فى شارع الهرم، ولم اتجرأ وأسلم عليه، والأخرى كنت بصّور مسلسل فى استوديو الأهرام بعد نجاح شمس الزناتى وكان موجودا فى اللوكيشن بص لى وقال لى ازيك يا على، قولت له حضرتك تعرفنى، قال لى آه، عادل امام بيشكر فيك، ولم أقابله من بعدها، لكنى عملت مع ابنه الراحل هيثم وكان شخص طيب جدا، وكان يحب والده الى حد الجنون، وذات مرة قالى لى إن والده كان يقوله اتفرج على القفا، ستجد أننى فى كل فيلم تسريحة مختلفة، حيث كان يهتم بأشياء غريبة وصغيرة ويدرس الشخصيات بشكل غير عادى، ويشير الفنان إلى أنه أحب أحمد زكى وسعاد حسنى ومحمود المليجى وزكى رستم، ومن الجيل الجديد عمرو سعد ويراه ممثل هايل، وأيضا يرى أن مستقبل الفنان الشاب محمد مهران جيد، كما أحب العمل مع المخرجين إسماعيل عبد الحافظ، حسام الدين مصطفى، وأشرف فهمى.

ويكشف الفنان الكبير على عبد الرحيم عن موقف سىء تعرض له، أثناء سيره بعد صلاة الفجر فى الشارع بالقرب من منزله، قائلا :”ذات يوم ذهبت لصلاة الفجر فى المسجد، وكان الطبيب نصحنى بالسير، وعقب الصلاة قولت اتمشى شوية، وبالفعل بدأت أتمشى فى شارع فيصل وفوجئت بسيارة ملاكى نزل منها 4 شباب، سألونى :”مالك يا فنان”، قولت لهم :”تعبان شوية”، قالوا لى :”الساعة كام”، قلت لهم :”مش معايا ساعة”، قالوا :”طيب شوف الموبايل”، قلت لهم :”الموبايل فى البيت مش معاى”، قالوا :”يبقى معاك فلوس”، عندها شعرت أن هؤلاء الشباب لديهم نية للسرقة، وبالفعل تجرأوا علىّ والدنيا ضلمة وأخذوا “المحفظة” بكل الفلوس اللى فيها، ولم استطع أفعل شىء حيث كنت اتعكز على العصا وهددونى بضربى بالمطواة اذا نطقت، ومن وقتها لم أخرج ليلا، ولم أصدق ما حدث تلك الليلة”.

تابع مواقعنا