الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في حوار لـ”القاهرة 24″.. سعيد شعيب: أسست المعهد الكندي للدراسات الإسلامية لمواجهة الإخوان في الغرب

القاهرة 24
أخبار
الجمعة 06/مارس/2020 - 09:36 م

قال الباحث في الشئون الإسلامية، سعيد شعيب، إنه أسس المعهد الكندي للدراسات الإسلامية لهزيمة الإخوان والإسلاميين أيديولوجياً وفكرياً، بكشف الخلفيات الدينية والتاريخية التي يستندون إليها، وأنها لا علاقة لها بالإسلام الذي نتمناه.

وأوضح في حواره لـ”القاهرة 24“، أنه المعهد سيعمل مستقبلاً على تقديم نموذج “إنساني” للمساجد والمدارس الإسلامية بدلاً من التي يسيطر عليها الإسلاميون، والتي تحول معظمها إلى مصانع لإنتاج الإرهابيين، وتقديم المعهد الدراسات الأكاديمية التي تلقي الضوء على ما يفعلونه في الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وضد بلدانهم الأصلية، لافتا إلى أنه سيقدم أيضًا اجتهادات إنسانية للإسلام لكي يتيحها أمام المسلمين في كل مكان في العالم لتحريرهم من الأيديولوجيا الإرهابية التي يتبناها الإخوان والإسلاميون.

وإلى نص الحوار

 

– في البداية.. من أين جاءت الفكرة للتأسيس المعهد؟ 

هناك عدة أسباب أهمها هي وقف احتكار وسيطرة الإخوان وأنصارهم على “الإسلام والمسلمين” في الغرب، وتعامل الحكومات على أنهم ممثلون للإسلام والمسلمين، وهذا يحتاج إلى معهد أكاديمي متخصص في الأسس الدينية والتاريخية التي يؤمن بها الإخوان والإسلاميون، وهي التي أنتجت الإرهاب والكراهية والتعصب والتطرف والعنف، وكل ما يعانيه العالم.

ودون فهم هذه الأسس ومحاولة كشفها بشجاعة وتفكيكها لن نستطيع الانتصار على الإرهاب، فالواقع أثبت فشل نظريات كثيرة تعاملت مع الإرهاب وتنظيماته، مثل ما كان يروجه اغلب اليسار من أن ارهابيون لأنهم ضحايا الفقر والقمع .. الخ، وكل هذا غير صحيح، فالإرهابي الغربي مثلاً ليس لديه مشكلة فقر ولا استبداد. كما ان اغلب قادة التنظيمات الإرهابية من ابناء الطبقة الوسطى واغلبهم حصل على تعليم جيد. ومن ثم نحن نحتاج لكي نقضي على هذه الظاهرة غير الإنسانية إلى أدوات بحثية ومعرفية جديدة بعد فشل أغلب الأدوات القديمة.

– ما الهدف الأساسي من وراء إنشاء المعهد؟

المعهد يهتم بالأسباب الدينية والتاريخية التي تبرر التمييز والعنف والكراهية ضد الأطفال والنساء والفقراء، وغيرها، لتفكيك هذه الأسس وتجاوزها برؤي انسانية مستندة الى الإسلام. كما سيهتم بتقديم الدراسات والأبحاث عن المسلمين، بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، و سوف يهتم بالفرق التي انطلقت من الإسلام مثل البهائية والأحمدية، والدروز وغيرهم حتى نفهم المسلمين أكثر، ونقترب أكثر من الثقافة الإسلامية السائدة في أوساط المسلمين، بما يمكننا من المساهمة في تحرير المسلمين من الإسلاميين، أصحاب مشروع “الإسلام دولة وخلافة” الذين يتبنون التمييز والعنف والكراهية والإرهاب على أسس دينية اسلامية.

سيقدم المعهد ايضاً الإستشارات العلمية لمن يطلب لمواجهة وفهم الإرهابيين المسلحين وغير المسلحين، الذين يرتكبون الجرائم لإقامة “دولة الإسلام” وما يسمونه “الخلافة”. كما يقدم الأبحاث والدراسات العلمية الأكاديمية عن المسلمين بكل تنويعاتهم في أي مكان في العالم وخاصة أمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلندا وأمريكا اللاتينية. وهي مناطق منتشر فيها الإسلاميون ولا توجد مواجهة كافية ضدهم.

كما سنقدم رصدا للانتهاكات التي يقوم بها الإخوان والإسلاميون ضد المسلمين وغير المسلمين، وضد الغرب وضد البلدان التي تقف ضد مشروعهم مثل مصر والإمارات. وسنحاول كشف حقيقتهم وخطورتهم للنخب السياسية وغير السياسية في كندا والغرب بكل السوائل بما فيها القانون. وسنحاول بناء تحالف دولي من كل الذين يرفضون هذه الأيديولوجيا الإرهابية.

سعيد شعيب يكتب مذكراته: عندما قال لي ماهر زهدي “ارفع راسك يا سعيد”

– وماذا عن الباحثين والجهات المشاركة في المعهد؟

هناك باحثون واكاديميون من بلاد كثيرة، مثل كندا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا ومصر وغيرهم. كما يوجد باحثون من خلفيات دينية مختلفة، مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم. ومن خلفيات ثقافية مختلفة مثل باكستان والهند والشرق الأوسط والغرب.

– ما جهات التي تمول هذا الكيان؟

نحن في مرحلة التأسيس، وهناك متطوعون للعمل، وتبرعات قليلة من أفراد، وكل هذا سيتم إعلانه عندما ينطلق الموقع قريبا بإذن الله.

– ما الآلية التي يرتكز عليها المعهد لمواجهة تيارات الإسلام السياسي؟

نحن في الأساس معهد أكاديمي علمي، يقدم أبحاثه ومنتجاته المعرفية للمسلمين و لصانع القرار سواء في كندا والغرب أو الشرق الأوسط. كما سنعقد المؤتمرات ونصدر الكتب ونستخدم السوشيال ميديا بلغات مختلفة، كما سنحاول في المستقبل باذن الله تأسيس مساجد ومدارس اسلامية تقدم “الإسلام الإنساني” وليس “اسلام الإخوان”.

كما سنعقد اللقاءات مع قادة من النخب السياسية وغير السياسية في كندا والغرب لكي يطلعوا على منتجات المعهد التي تكشف بشكل قاطع كيف ان الإخوان وعموم الإسلاميين ليسوا فقط خطر علي بلدان الشرق الأوسط، ولكن هدفهم تدمير الغرب ايضاً، فللأسف هناك قطاعات من المجتمعات الغربية لا تفهم خطورة مشروع “الإسلام السياسي”، بل وهناك متحالفون معهم لأسباب كثيرة، منهم اغلب اليسار في الغرب سواءً سياسيين أو اكاديميين. ودور المعهد كشف خطورة ذلك، وكشف خطورة الإسلاميين على الحضارة الغربية والإنسانية.

– “مجابهة الفكر بالفكر”.. هل وضع هذا الأمر في الحسبان؟

انت محق إلى حد كبير، فالمواجهة الفكرية لم تحقق ما نتمناه ضد الإخوان والإسلاميين لأسباب كثيرة اهمها تجنب الاشتباك المباشر مع الأسس الدينية والتاريخية التي يستندون إليها. المعهد سوف يستفيد من أخطاء الماضي، ويسعى إلى الانتصار عليهم في أرضهم. ساعطيك مثالاً هم يستندون مثلاً إلى خرافة اسمها “الخلافة الإسلامية”، وأنها كانت عظيمة وملائكية .. الخ. ولذلك هم يريدون استعادتها، في حين انها كانت مشروعا استعماريا بشعا دمر شعوبا وحضارات ولم يقدم للإنسانية شيئاً ذا قيمة.

كما انه وهذا هو المهم لا علاقة له بالإسلام كدين ومن هنا نهدم احد اهم الأسس التي يخدعون بها المسلمين والعالم، واحد اهم الأسس التي تنتج الإرهاب، كما سنكشف اكذوبة كبرى اسمها “الحضارة العربية الإسلامية” وهي في الحقيقة اكبر كذبة واكبر عملية سرقة في تاريخ البشرية، حيث استولى الغزاة من قبيلة قريش على المنتجات الحضارية للشعوب التي احتلوها ونسبوها لأنفسهم. وسنوضح للغرب أن الإسلاميين يريدون استعادة “الإمبراطورية الاستعمارية” المنسوبة زورا للإسلام، وهذا لن يتم إلا بتدمير الحضارة الغربية كلها والسيطرة على العالم كله.

– الجميع يتحدث عن تفكيك الأسس التي تعمل على نشر الفكر الإرهابي دون العقول.. كيف سيواجه المعهد ذلك؟

كما قلت من قبل سنكون أكثر شجاعة ومن على أرضية الإسلام في الإشتباك مع الأسس الدينية والتاريخية التي تم تقديسها، والتي تنتج الإرهاب والعنف والكراهية، سيكون هدفنا في الأبحاث والدراسات هو القيم الإنسانية العظيمة التي تستند الى الإسلام، وليس ما يقرره فلان أو علان، أو ما تقرره أي مؤسسة دينية سواءً في الشرق الأوسط أو في أي مكان في العالم. ولأن المعهد في كندا، فيمكنه الاستفادة القصوى من الحريات في الغرب، ويمكننا طرح ما يصعب طرحه في الشرق الأوسط.

سعيد شعيب: مصطلحات “معتدل ووسطي” خرافة.. فالإرهابي إما مسلح أو غير مسلح (حوار)

كما أن مشروع المعهد لن يكتفي بالأبحاث والدراسات وغيرها، ولكن مستقبلاً سوف نؤسس باذن الله مساجد ومدارس اسلامية انسانية، أي تخاصم النماذج التي سيطر عليها الإسلاميون والإخوان واصبحت منتجة للكراهية والعنف والإرهاب، سوف نقدم خطابات ومناهج تعليم إنسانية تستند إلى الإسلام وتخاصم وتحارب الإسلاميين الذين اختطفوا الإسلام ويحاولون السيطرة على المسلمين.

  • البعض يتهم هذه الكيانات (المعاهد أو غيرها من المؤسسات البحثية) بالسعي لتحقيق الربح دون نتائج على أرض الواقع، إلى أي مدى هي قادرة على الصمود في وجه النفوذ المالي لجماعات الإسلام السياسي وأنصارها؟

*كل الأنشطة الإنسانية فيها الجيد والسيئ، وهذا أمر عادي يحدث في كل المهن المختلفة، لكن هناك دائماً مؤسسات بحثية جادة مهمتها انتاج المعرفة، قد تأخذ بعض الوقت لكي تحقق اهدافها، ولكن حتماً سوف تصل الى ما تريد. ساضرب لك مثلاً: كتبت منذ حوالي 25 عاماً ان “الأندلس” كانت احتلال استيطاني، ولا يجب ان يتكون مفخرة للمسلمين. وبالتأكيد تعرضت لهجوم شديد، الآن هناك قطاع يبني ذات الفكرة وهي أن كل هذا احتلال لا علاقة له بالإسلام.

كما تعرف أصعب مهنة في الدنيا هي مهنة تغيير الأفكار. وفي حالة المسلمين، فالنسخة السائدة من الإسلام ترسخت منذ أكثر من 1400 عام. ورغم وجود اجتهادات انسانية اسلامية عظيمة إلا انه تم قمع قادتها، وحان الوقت الآن لكي نعيد الاعتبار لهؤلاء الذين يحلمون باسلام انساني يتصالح مع الدنيا ولا يسعى لتدميرها.

– مات حسن البنا وقطب وغيرهم من رموز جماعات الإسلام السياسي، وما زال فكرهم مسيطرا.. ما السبب، وكيف سيواجه الباحثون بالمعهد ذلك؟

*فكر هؤلاء لم يأت من فراغ، ولكنه هو نفسه الفكر الذي ترسخ منذ أكثر من 1400 عام، فببساطة هؤلاء يؤمنون بايديولوجية الإمبراطورية الاستعمارية المنسوبة إلى الإسلام، سواء في نسخة قبيلة قريش أو النسخة العثمانية. ولذلك بعد انهيار الإمبراطورية الإستعمارية العثمانية خرجت قبل الإخوان العديد من الحركات في الهند وغيرها للمطالبة باستعادتها، باعتبارها جزءا من الدين. وهذه كذبة كبرى، كما ركب هذه الموجة، موجة استعادة “الخلافة” حكام عرب مثل الملك فاروق وغيره. كما ركبها القوميون العرب الذين أرادوا استعادتها السيطرة على البلاد الناطقة بالعربية. هذه الإيديولوجيا ببساطة تؤمن بان “الإسلام دولة وخلافة”، وهذه كذبة، كما أوضحت في كتبي وابحاثي (موجود بعضها على الإنترنت)، ولكن للأسف حدث تجنب للاشتباك مباشرة مع هذه الفكرة باعتبار أن الإسلام ليس دولة ولا خلافة ولا يجب أن يكون. وهذا تسبب في فشل المواجهة الصريحة مع الإخوان والإسلاميين.

دعني اقول لك مفارقة غريبة ومحزنة: مؤسساتنا الدينية والتعليمية تقول للمسلم أن “الإسلام دولة وخلافة”، وعندما يلتحق بالتنظيمات التي تريد تحقيق ذلك نطارده ونسجنه. والحقيقة اننا لن نقضي على الإسلاميين والإخوان إلا بالقضاء على هذه الفكرة. فالإسلام لم يكن ابداً دولة وخلافة ولا يجب أن يكون. كل ما في الأمر انه تم استخدامه لصنع إمبراطوريات استعمارية ونهب شعوب وسرقة ثروات وسبي وقتل وتدمير حضارات، وبالتأكيد لا علاقة للإسلام بذلك. فالإسلام دين فقط لا غير.

– كل مَن يقترب من تيارات الإسلام السياسي وفكرة الخلافة يكون مصيره التكفير واستباحة دمه بدعوى الهجوم على الدين.. ألا تخشى ذلك؟

*طبيعي، لأن من يؤمنون بأن الإسلام دولة وخلافة، ليس الإخوان ولا التنظيمات الإسلامية وحدهم، ولكن المؤسسات الدينية والتعليمية والميديا .. الخ. لذلك اقول دائماً ان الإخواني أو الإسلامي ليس عضو التنظيم فقط، ولكن كل من يؤمن بهذه الأيديولوجية. هؤلاء المؤمنون بايديولوجيا الإخوان متسربون في كل مؤسسات الدولة والمجتمع، بل وفي النخب السياسية، وهؤلاء هم حراس لها يدافعون عنها ويكفرون كل من يقترب منها.

– لماذا يتمدد خطر جماعات الإسلام السياسي في أوروبا ودول الغرب رغم ظهور العديد من الكيانات البحثية التي تعمل على نقد فكرها ؟

*لان هذه البلدان تؤمن بالحريات، ومن خلال هذا الثقب يتسرب الإسلاميون والإخوان الي مسام هذه المجتمعات. وعلى مستوى الحكومات الغربية، فقد استخدمت الإخوان والإسلاميين في حربها ضد الإتحاد السوفييتي السابق. كما استخدمها مثلاً هتلر في حربه ضد الروس، فشكل كتيبة من مسلمي القوقاز وتحالف مع الإخواني أمين الحسيني مفتي القدس وقتها. أي ان الحكومات الغربية، وليس المجتمعات الغربية، تعاملت بانتهازية مع الإسلاميين، وهي الآن تدفع الثمن غالياً للتحالف أو استخدام هؤلاء ضد اعدائها، واتمني ان يتعلموا من الدرس.

من المهم أن أشير هنا الى ان الغرب لم يخترع الإسلاميين، فليس هو صاحب ايديولوجيا أن “الإسلام دولة وخلافة”، ولم يكن موجوداً طوال الصراع الدموي بين اجنجة قبيلة قريش للاستيلاء على السلطة، فهؤلاء أبناء ثقافة “امبراطورية قريش الإستعمارية”، أي انهم ابناء الثقافة الإسلامية التقليدية، استخدمتها الحكومات الغربية، وها هو الغرب الآن يدفع ثمن ذلك باهظاً.

وهل الأزمة في النصوص الدينية أم الأشخاص؟

*لايوجد نص خارج الوعي الإنساني، أي أن النص يوجد عندما يتفاعل معه الإنسان. ومن ثم هناك من يحوله إلى اداة قتل ودمار وإرهاب وكراهية وتعصب.. الخ. وهناك من يحوله الى نص إنساني متصالح مع القيم العليا الإنسانية. وحان الوقت لأن نختار بين القراءة الإرهابية والقراءة الإنسانية الإمبراطورية الإستعمارية المنسوبة زورا إلى الإسلام قدمت ورسخت “اسلام” الغزو والإحتلال والسبي والكراهية والعنف والتمييز، الخ. وللأسف رسخت أن هذا هو الدين. بل وتم تقديس الجرائم التي ارتكبتها هذه الإمبراطورية، وتحولت إلى جزء أساسي من الدين. فلكي تكون “مسلم” وتدخل جنة الله لابد ان تحتل وتقتل وتسبى وتنهب .. الخ.

كما أن حكام هذه الإمبراطورية الإستعمارية اخترعوا “سيرة نبوية” كلها أكاذيب، فما يريدون أن يفعلوه نسبوه زوراً الى سيدنا رسول الله. مثل انه ذبح قبيلة كاملة هي “بني قريظة” اليهودية. ونسبوا إليه انه كان مزواج ، بل وتزوج طفلة عمرها 9 سنوات. وذلك حتى يقولوا انهم يفعلون مثلما كان يفعل النبي محمد. وانا أؤمن بأن كل هذه اكاذيب نسبوها زورا إلى سيدنا النبي. باختصار هذه الإمبراطورية دمرت الإسلام ودمرة صورة “نبي الرحمة”.

 هل جماعات الإسلام السياسي أقوى من الدول؟

*الجماعات في حد ذاتها ليست قوية. فقد دمر من يحكمون مصر تنظيم الإخوان، رغم أن عضويته كانت بالملايين. الأقوى هو الفكرة، وهي لم تمت ولا تراجعت كثيراً، بل على العكس يتم رعايتها وتنميتها عبر مؤسسات دينية وتعليمية وصحفية واعلامية. والفكرة ببساطة كما قلت هي أن الإسلام دولة وخلافة، ومن يؤمنون بذلك منتشرون في كل مكان وفي كل مؤسسات الدولة. ولن نستطيع هزيمة التنظيمات الإسلامية دون القضاء على هذه الفكرة، وذلك بتأسيسها في المدارس وانتشارها في الصحافة والإعلام وأن تتبناها المؤسسات الدينية، دون ذلك فسيخرج بدلاً من تنظيم الإخوان الف تنظيم اخر يحمل نفس الفكرة ويهدد بتدمير الدولة المصرية.

 وكيف قد يمتد خطر هذه التيارات في الخارج إلى بلدانهم الأساسية؟

*الإخوان في الخارج يلعبون دوراً مدمراً ضد بلدانهم الأصلية، فهم يحرضون طوال الوقت ضدها، وليس فقط ضد من يحكمونها. دعني اضرب لك مثالاً : في كندا وضعت الحكومة الليبرالية السابقة مصر على قائمة الدول الخطرة مثل اليمن وسوريا وليبيا، رغم عدم عدم منطقية ذلك. وبالتالي تم تسهيل إجراءات اللجوء السياسي منها، حتي يدخل كندا الإخوان والإسلاميين بسهولة. هذا تم بضغط من قيادات اخوانية موجودة في الحزب الليبرالي وبعضهم وصل الى البرلمان ووصل الى مناصب حساسة في الدولة. هذا القرار ليس ضد من يحكمون مصر، ولكنه ضد الدولة ، فهو يدمر السياحة والإستثمارات الأجنبية.. الخ.

ساعطيك مثالاً آخر: في جامعة كندية كبري، ينظم الإخوان بتمويل قطري فعاليات شكلها أكاديمي للتحريض ضد مصر والإمارات وضد كل من يقف ضد مشروعهم التدميري في الشرق الأوسط. هذا بالتأكيد يؤثر على اكاديميين وباحثين وطلاب ويؤثر ايضاً على صانع القرار في كندا. فالجامعات في الغرب مصنع إنتاج الأفكار.

للأسف لا يتم مواجهة ذلك، وأعتقد أنه لا يمكن هزيمة الإخوان إلا بالانتصار عليهم في الغرب، وليس الشرق فقط. وأتمنى أن يعيننا الله وينجح المعهد الكندي للدراسات الإسلامية في أن يكون جزءاً فعالاً في المواجهة.

– أليس “الخلافة” إحياء للدولة الإسلامية، كما يردد الإخوان، ودفاعًا عن الدين؟

*الخلافة لا علاقة لها بالإسلام، فهي مشروع استعماري لا اكثر ولا اقل. ولا يجب أن نسيئ الى ديننا العظيم بأن ننسب إليه ما ليس فيه. وهناك الكثير من الإجتهادات الإسلامية التي تؤكد ذلك مثل الشيخ على عبد الرازق في كتابه “الإسلام وأصول الحكم”. اردوغان كما أوضحت في كتابي “إسلام أردوغان” يسعى حثيثاً لإستعادة الإمبراطورية الإستعمارية العثمانية، ويؤمن مثل الإخوان والإسلاميين بأنها جزء من الدين.

– وكيف يمكن مواجهة التاريخ وهو بمثابة جزء أصيل من الدين ككل، أي اقتراب منه يعد اعتداءً على الشريعة؟

تاريخ المسلمين ليس هو الإسلام، أو للدقة تاريخ بعض المسلمين ليس هو الإسلام، فكل حكام قريش الذين غزوا واحتلوا نهبوا ودمروا ليسوا هم الإسلام. لا يمكننا أن نحمل هذا الدين العظيم جرائم بعض المسلمين، فهم بشر يصيبون ويخطئون، وحان الوقت لأن نحرر الإسلام مما ارتكبه بعض المسلمين، كما أن الإسلام لا يقدس أشخاصا مهما علت قيمتهم، والسبب أنه ليس ديناً عنصرياً لكي يمجد فلانا أو علانا أو لكي يمجد قبيلة بعينها كما يزعمون. الإسلام دين الإنسانية، والمساواة المطلقة والعدل المطلق.

تابع مواقعنا