الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ضياء الميرغني يفتح قلبه مع العباس السكري: “أنا الأسطورة مش محمد رمضان.. والناس بتسألني إنت فين” (حوار)

القاهرة 24
أخبار
السبت 07/مارس/2020 - 04:46 م

الطريق من المنيا إلى القاهرة جميل وراق، الريف هادئ من شباك القطار، العين تغسل نفسها فى الوجوه والزرع والنخل والشجر، وتطل على بيت العم ومنزل الخال، لكن الطفل ضياء الميرغني انطلق إلى المدينة، حيث المستقبل، تاركا كل ذكرياته وأيامه وصباه فى المنيا، أحيانا يشعر الإنسان أن من حقه إثبات ذاته، يشعر بصوت يصرخ داخله، هذا الصوت ربما يكون دفع ضياء الميرغني أن يستقل القطار من المنيا إلى القاهرة ليصبح فنانا وشاعرا.

استقل ضياء الميرغنى القطار المتجه للقاهرة، لكن فكره كان عكس القطار تمامًا، فالقطار محبوس ومقيدة حريته بين القضبان، بينما فكر ضياء حرٌ يمشي على مزاجه ويعرف كيف يسلك طريقه، حتى أنه تمرد على الوظيفة الحكومية ليحفر اسما كبيرا فى عالم الفن والشعر العامي، ويصير كوميديانا كبيرا نضحك كلما رأيناه على الشاشة بإيفهاته ولمساته، وهو ليس فنانا فقط بل احترف كتابة السيناريو وكتابة الشعر وأيضا عمل مخرجًا فى بداياته.

الآن وقد جلست أمام الفنان الكبير ضياء الميرغني، في منزله بالشيخ زايد، أتركه يسافر بخياله إلى الطفولة حيث المنيا، يقول الفنان: “أنا في الأصل من مواليد القاهرة، لكن وأنا طفل شعر والدي بكبر السن، وأخذنا أنا وإخوتى وذهب بنا إلى المنيا، وقتها كنت فى الصف الرابع الابتدائى، وظللت هناك حتى ثانية ثانوى، هذه السنين كانت من أجمل سنين العمر، وأتذكر أن موهبتي تفجرت عندما كان شقيقي الكاتب الصحفى الكبير رجائى الميرغني يعد رواية فى المسرح الشعبى، وتطلب وجود طفل صغير يقدم أحد الأدوار، وقمت بتمثيل هذا الدور، وحصلت على إشادات كبيرة وقتها، منذ ذلك الوقت بدأ شقيقى رجائى يلتفت لموهبتي وبدأنا نعمل مونولوجات فى المدارس أيام الثانوى، وكونت فرقة تحت اسم فرقة المنيا المسرحية وحصدت جوائز فى ذلك الوقت، وأثناء الدراسة قمت ببناء مسرح بدل المطعم فى المدرسة، وأخرجت مسرحية بعنوان أغنية على الممر، وشاركت فى أول بطولة مسرحية اسمها “أبو زيد فى بلدنا”، وحصلت على جائزة بطلها الطفل ضياء الميرغنى، وبعد ذلك انطلقت نحو المسرح بعدد من الروايات منها “الفاس فى الرأس” و”اتصعدنا من الصعيد”، وحصدت جائزة الممثل الأول على مستوى الجمهورية”.

سيد صادق يصرخ مع العباس السكري: “بعض الفنانين مش لاقيين الفتات وحالهم يقطّع القلب”

لا ينسى ضياء الميرغنى دور شقيقه رجائى فى حياته، يذكره بالفضل دائما، حتى إن ديوانه الأول فى الشعر “وش تانى” أهداه لشقيقه، إذ يستكمل الفنان الكبير حكاياته عن البدايات قائلا :”شقيقى رجاء الميرغنى له دور كبير فى حياتى، وأتذكر أنه كان يتقاضى راتبا 18 جنيها شهريا، ويصرف منه علىّ أنا وأشقائى، كنا عايشين بـ9 جنيه أنا وإخواتى بعد الايجار والالتزامات الأخرى، رحلة كفاح طويلة بدأت من غرفة فوق السطوح بالمنيا، ثم شبرا الخيمة، وبعدها عين شمس، وخيرنى شقيقى ضياء بين الاتجاه للتمثيل أو عدمه، واخترت التقديم فى معهد السينما ووقتها كانت الدنيا مقلوبة على المعهد، محدش بيدخل غير بالواسطة، وعملوا ضجة فى الصحافة لأن أولاد الفنانين بس اللى بيدخلوا، ومن حسن الحظ قدمت ونجحت، وكان معى فى الدفعة رياض الخولى وتيسير فهمى ومصطفى حشيش وصفاء السبع وصلاح رشوان، وطلعت الأول فى المعهد واشتغلت معيد، وأخرجت لرياض الخولى مشروع التخرج بتاعه، وبقيت معيد فترة، وتم تعيينى فى المسرح الكوميدى بعد ما اتخرجت من الجيش، وما لبثت حتى بقيت نجم مسرح فى القطاع الخاص مع المخرج جلال الشرقاوى، وقدمت أول رواية فى المسرح الخاص باسم “شهر زاد” مع محمد عوض وصلاح منصور، ثم مسرحية “واحد مش من هنا” مع محيى اسماعيل ومحمود المليجى، واستمريت فى المسرح الخاص عدة سنوات كان العمل يوميا، ثم اتجهت للسينما بالصدفة فى فيلم “الطاووس”مع نور الشريف، واتذكر أن تصوير الفيلم كان فى الشتاء، وكنت مريضا، وهاتفونى فى الانتاج وقالوا لى الاستاذ كمال الشيخ عايزك تعمل دور ضيف شرف فى الفيلم لأن سيف الله مختار مش فاضى، وذهبت وكان هذا الدور الصغير بوابة عبورى للسينما”.

ايفهات ضياء الميرغنى دائما حاضرة فعندما تشاهد له عملاً فنيا لابد أن تضبط نفسك متلبسا بالضحك، ولانه فنانا مثقفا فهو صاحب هذه الايفهات، حيث يقول :”الايفهات فى أعمالى هى من صنعى، أنا الذى أضيفها، لكى أطور طريقة الأداء والشخصية، وذلك مثل ايفيه أنا الاسطورة الذى اطلقته فى فيلم الحب كده مع حمادة هلال، والناس كلها لقبتنى بالاسطورة قبل محمد رمضان، وبعدها بعدة سنوات عمل هو مسلسل الاسطورة، لكن أنا الاسطورة مش هو، بشهادة الناس، والأهم من الايفيه فلسفة الأداء، وحرفنة الفن تكمن فى ان المشاهد يصدقك، لان خفة الظل لما حد يقول نكت، انما الروح خفيفة هى دى النقطة الهامة، والحمد لله لم أكرر نفسى على الاطلاق، ولا أحب النقاد لانهم بيتكلموا على النجم مش بيتكلموا على صنعته، وأنا ضد التنميط، لذلك أعشق احمد زكى رغم أنه كان مدمر نفسه لانه عاش تجربة التمثيل جوة وبرة، ومابحبش فى عادل أدهم حصره فى دور الشرير”.

علي عبد الرحيم لـ”العباس السكري”: “جاتني جلطة في المخ بسبب كلمة من واحدة.. و4 شباب سرقوني”

ضياء الميرغنى فنان وشاعر وكاتب وسيناريست، ورغم كل المواهب لم يعد يظهر فى أعمال كثيرة، عن ذلك يقول :”أشعر بتجاهل عن عمد من شركات الإنتاج، فقد كنت فى السنة الواحدة أقدم 10 أعمال، لكن الآن الناس كلها فى الشارع بتسألنى انت فين؟، وللأسف النجم هو اللى بيتحكم فى كل حاجة دلوقتى، وأنا مش بتصل بحد عشان يشغلنى، وبرضو الشللية هى اللى بتعمل الجوائز وأنا بعيد عن كل ده، لكنى بحصل على أكبر تكريم من الجمهور، لما بقابل الناس فى الشارع ويلتفوا بجوارى لكى يلتقطون معى صورا تذكارية، والحمد لله أى دور قمت بتجسيده حسيت إنى حققت فيه النجاح، إنما كفرد عام مخدتش حقى، واستطيع القول إن ضياء الميرغنى لم ياخذ حقه وكمية الموهبة اللى عندى ماتاخدتش كلها”، لافتا الى أنه يتمنى العمل مع النجم أحمد حلمى لأن أفلامه لها معنى.

لا ينام ضياء الميرغنى الا على صوت محمد عبد المطلب وهو يصدح بأى من أغانيه، حتى وهو جالس يكتب الشعر فى مكتبه يستمع الى “طلب”، يقول :”معشوقى الأول والأخير عبد المطلب أحبه وهو يغنى مابيسألش عليا ابدا وكنت بغنيها كتير، وأحبه وهو يشدو برائعته الناس المغرمين وساكن فى حى السيدة ويا حاسدين الناس، وكنا نجيب العلب الصفيح زمان ونعملها فوانيس ونغنى رمضان جانا، وطبعا بحب محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ”، ويستكمل :”كما أحببت عبد المطلب وعبد الوهاب وعبد الحليم، أحببت أيضا عدد من المخرجين منهم عاطف الطيب، وصلاح أبو سيف، وكمال الشيخ، وعز الدين ذو الفقار، ومحمد أمين، وسعيد مرزوق، واتذكر أنى حضرت للمخرج سعيد مرزوق فيلم زوجتى والكلب فى سينما مترو والجمهور ترك الفيلم وغادر إلا أنا ظللت أتابعه حتى النهاية، وعملت معه مشهدين فى فيلم المرأة والساطور لأنى كنت بحبه، وأحببت من السينما ومسرح التلفزيون الأبيض والأسود توفيق الدقن وصلاح منصور وزكى رستم، وفؤاد المهندس وفؤاد خليل ووحيد سيف، وسيد زيان كان صديقى ومظهر ابو النجا، وحزنت على مظهر كتير لما اتوفى لأن فيه جانب انسانى كبير، وكان بيضحكنا لما يقلد فريد الاطرش”، ويحكى ضياء الميرغنى عن تجربته مع الزعيم :”عادل امام بيشيل قضية فى كل عمل، ومهتم بالهم المصرى بدرجة كبيرة وده اللى فارقه عن جيله، وعادل فيه ميزة انه فنان، وعارف مين يعمل الحتة دى، ومين اللى ينفع ومين اللى ماينفعش، وكل أعمال الزعيم فيها موضوع”.

قصة حب ضياء الميرغنى مؤثرة ومدهشة، حيث يحكى عنها قائلا :”تزوجت وأنا فى الجيش، وزوجتى من المنيا، وقصة حبنا تعود إلى أيام الثانوى، عندما كنت مساعدا لرئيس اتحاد الطلبة، وأحببتها ولم أفصح لها إلا كلما جاءت العين فى العين، ومثلت معي على المسرح، وكنت أغني لها أغاني سيد درويش وتغني معي، ثم سافرت هي إلى الخارج وأنا سافرت القاهرة وانقطعت العلاقة بيننا تماما، وبالصدفة كنت أسير ناحية سور الأزبكية وقابلتها هي وشقيقتها ماشيين قلت مش معقولة، وذكرتني بالفانلة رقم 5 التي كانت ترتديها وهي كابتن كرة طايرة، وقلت لها لسه محتفظ بها، وتزوجنا وسكنا فى عين شمس، لمدة سنة، وبعدها انتقلنا للهرم ثم الشيخ زايد، وساندتني في تكوين البيت وبناء المستقبل، وضحت بكل حياتها وعمرها عشان خاطر ضياء الميرغني”.

محمد فريد يحكي مع العباس السكري: “مخدتش حقي من الفن وأُعُاني من التهميش” (1)

واختتم الفنان حديثه بآخر ما كتب من عامية قائلا :”يا خريف عمرى هدى ورجع لنا أجمل ذكريات.. للربيع البديع للزمن الوديع اللى فات.. للناس وعشقها لبعضها وأغانى الأمنيات.. كرهت يومى لما رأيت خلق عايشة ع الفتات”.

تابع مواقعنا