الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رعب بلا تفسير 

القاهرة 24
الإثنين 09/مارس/2020 - 11:08 م

هذه القصة نشرتها صحيفة (ديلى ميل) فى عام ١٩٠١، وكان من العجيب والغريب أنها لم تذكر اسم كاتب هذه القصة، ولكنها كانت تؤكد على صحة كل كلمة جاءت فيها ، أما القصة كما كتبها صاحبها قال: سمعت أن هناك بيتاً صغيراً لا يقوى أحد على البقاء فيه سوى أسابيع قليلة … وبسرعة يتركه ويغادر … ويبيعه بأى ثمن … والذى يترك البيت لا يقول شيئاً … أو بالأصح يقول أشياء كثيرة متضاربة وغير مفهومة ، ولابد أن فى الأمر شيئاً … وأن هذا الشئ لابد أن يغرى اى كاتب مثلى يعشق الغموض والإثارة أن يبحث عنه … ومن الغريب أن بعض الذين سكنوا البيت قد تركوا فيه كل شئ … حتى الأثاث والكتب والملابس … وهربوا بجلدهم … ولكن لماذا ؟؟ لا أحد يدرى.

وقررت أن أذهب وأقيم فى هذا البيت … وأقنعت صديقاً لى ، وذهبنا إلى البيت ، البيت كان مكون من ست غرف ، الدور الأرضى لا يسكنه أحد … ولكن الدور العلوى هو الذى أعتاد أن يسكنه الناس وأن يهربوا منه ، الغرف كلها متداخلة مفتوحة بعضها على بعض ، البيت نظيف وأبوابه كبيرة ، النوافذ محكمة الغلق ، المصابيح الكهربية تتدلى من كل مكان وبإسراف شديد ، وقررت إخلاء البيت من كل شئ ، الكتب نقلناها والمقاعد والدواليب وأدوات الطعام والشراب ، لا شئ بالمره ، وجئت بعدد من الخدم نظفوا البيت تماماً ، وغسلوا الأبواب والنوافذ ، واصلحوا كل شئ الأبواب والنوافذ ومصابيح النور وكل شئ … ونظرت إلى صديقى وقلت له : ان الهواء نفسه لا يستطيع أن يدخل هذا البيت ! وفى احدى الليالى قررنا أن نذهب إلى هذا البيت … آه … نسيت أن أقول اننى أخذت غرفة متوسطة فى هذا البيت ، ووضعت فيها ترابيزة وحولها مقعدين نجلس عليهما .

وجلسنا نتحدث فى أى شئ … ونحن نعلم طبعاً أنه من الممكن ان يحدث أى شئ … ووضعت الساعةأمامى على الترابيزة وإلى جوارها ورقة وقلم لكى أسجل كل ما سوف يحدث بالدقيقة والثانية ، وفى الساعة الثانية عشرة مساء واربع دقائق ، حدث شئ فنظر كل واحد منا إلى باب لأن الغرفة لها بابان ، وتقاربت أيدينا وضغط كل منا على يد الآخر ، وتحركت يد الباب هذا الباب وذلك الباب ، ونظرنا نحن الإثنان بسرعة إلى الاتجاهين وانفتح الباب الأيسر برفق شديد ، وانفتح على آخره وبعد ثوان انفتح الباب الآخر قليلاً قليلاً ، ثم انفتح هو أيضاً على آخره … وهذا كل شئ وسجلت أمامى فى الورقة هذا الحادث وسجلت الساعة والثانية .

ونهضنا نحن الاثنان نفتش فى البيت كله وكانت كل الأنوار مضاءة ولكن لا أثر لأى شئ ، ولا يمكن أن يكون تيار الهواء هو الذى فتح البابين ، فغير معقول أن يحرك الهواء يد الباب الأيمن والباب الأيسر الواحد بعد الآخر ، لا هواء ولكن لا أحد أيضاً شئ غريب!

واقفلنا البابين بالمفتاح ، ثم بالترباس وعدنا إلى الجلوس نتكلم فى أى شئ ، ولا أعرف بالضبط ما الذى كنا نقوله واعترف بأن شيئاً من الخوف قد تملكنا ونظرت إلى الساعة أمامى وأمسكت القلم لكى اسجل ما سوف يحدث بعد ذلك وفى الساعة الواحدة والدقيقة العاشرة رأيت الترباس يرتفع وينزل إلى جوار الحائط ، ثم سمعت صوت مفتاح فى الباب يدور ، ثم يد الباب تتحرك وينفتح الباب فى هدوء شديد قليلاً قليلاً ثم انفتح تماماً ، وبعد ست ثوان اتجهت إلى الباب الآخر ، ورأيت حركة الترباس وسمعت المفتاح ورأيت يد الباب وانفتح على آخره ، وساد صمت تام وشعرت بالفزع أنا وصديقى لا شك فى ذلك هذه المره .

وقررنا أن يقف كل منا وراء الباب ويسنده بظهره ، وكانت الساعة الثانية صباحاً ، ونظرت إلى الساعة على الترابيزة وفى الساعة الثالثة وأربع دقائق تحركت يد الباب بهدوء ووجدت الباب يدفعنى إلى الأمام برفق شديد، ورغم محاولتى أن اصده وأن أوقفه ولكن الباب ينفتح كأننى لا شئ ، وبعد ذلك بست ثوان رأيت صديقى هو الآخر يندفع إلى الأمام ، أما الشئ الجديد هذه المره فهو صوت غريب يمشى على الأرض بين البابين صوت أقدام ، ولكنه ليس كأقدام الإنسان ، ولا أعرف بالضبط ما هذا الذى سمعناه ، وجلسنا إلى الترابيزة فى صمت ولا نقول شيئاً ولكن الخوف قد تملكنا تماماً ، غير أن رغبتنا فى أن نعرف ما هذا الذى يحدث قد جعلتنا نفكر فى شئ آخر فقد أحضرت معى مسحوق الطباشير ، ورحت أنثر هذا الطباشير على أرض الغرفة كلها بين البابين ، وتأكدت أن الأرض تغطت تماماً ، ثم جلسنا مرة أخرى إلى الترابيزة والساعة أمامى والقلم والورقة ، وفى الساعة الثالثة ، تحركت يد الباب ونظرنا إلى الأرض ، اننا نرى بوضوح آثار اقدام طائر كبير ، أنه أكبر فى حجمه من الديك الرومى والنعامه ، انها غائرة فى الطباشير وواضحة تماماً ، طولها بوصتان وثلاثة أرباع البوصة وهى تمشى فى اتجاه واحد ، من هذا الباب الأيمن إلى الباب الأيسر وعند هذه الساعة المتأخرة من الليل ، قررنا أن نخرج وخرجنا وكان الهواء منعشاً ، والشمس مشرقة ولكن الغموض والظلام والقشعريرة تسرى فى جسم كل منا ، لقد رأينا وسمعنا ورأينا وسمعنا ، وتأكدنا وليس عندنا أى دليل على كذب أو صحة ما رأينا وأنا أنشر ذلك لأنه حدث ، ولأننى فى حاجة إلى من يبحث هذا اللغز ، أما العنوان فأننى سوف أعطيه فقط للجمعيات أو الهيئات الجادة لأنها قضية جادة ، ولاننى نشرتها لا حرصاً على آثارة الناس ، ولكنى أريد أن افهم ، وان يعاوننى أحد على الفهم وهزت القصة قلوب الناس وقتها وتزاحم الكثيرون على الصحيفة يسألون عن هذا البيت أو هذا المكان ، وامتلأت البيوت بالمخاوف والعفاريت والأشباح ووجد الناس شيئاً جديداً يثيرهم ويشغلهم ، وتبدلت البلادة العقلية إلى رجفة نفسية … وتحدث رجال الدين واعلنوا أن الروح حق ، وان الأرواح شريرة وطيبة وانها فى كل مكان ، وانها بيد الله يحركها متى يشاء وأين يشاء ، وان العقل ما يزال يحبو وانه عاجز عن معرفة كل شئ .

وفى اليوم التالى تقدمت لصحيفة ( ديلى ميل ) سيدة من أحدى الجمعيات الروحية تقول انها منذ أربعة أيام كانت تجلس فى بيتها وفى حالة ” استقبال ” أى أنها جلست إلى مكتبها ووضعت القلم فوق الورق لعلها تستقبل أية روح شاردة تحل هذه الروح فيها أو فى يدها أو فى القلم ، ثم تكتب أى شئ ، ومن الغريب والعجيب أن هذه السيدة قد نامت على مكتبها ، وعندما صحت من النوم وجدت أن القلم قد رسم طائراً غريباً ، وان هذا الطائر كبير وضخم ، وانها عرضت هذا الرسم على رئيس الجمعية ، ولم يفهم منه شيئاً ثم انها وجدت عبارة مكتوبة ، هذه العبارة ليست بالانجليزيه وانما باللاتينية ، وقد ترجمت هذه العبارة على هذا النحو : مسحوق الطباشير الذى بعثروه على الأرض قد كشف الحقيقة !!!!

ويمكن أن يقال ان هذه السيدة قد كذبت فلفقت هذه القصة بعدما قرأت القصة التى نشرتها الصحيفة ، ولكن الصحيفة أكدت مرة أخرى أن هذه السيدة لم تكذب ، لأن القصة قد وقعت كلها قبل النشر بأربعة أيام … وأن هذه السيدة قد سجلت ما حدث فى نفس اللحظة التى شاهدها كاتب القصة !!!

وبعد ست سنوات اعترفت صحيفة ( ديلى ميل ) أن صاحب القصة هو السيد ( بلو منفلد ) رئيس تحرير الجريدة ، أما صديقة الذى كان معه فهو السيد ( بمبرتون ) رئيس تحرير جريدة ( كاسل ) وهناك شئ آخر اعترف به رئيسا التحرير وشاهده كل من تحدثوا معهم عن موضوع هذا المنزل المسكون هو أن كل واحد منهم بعد الأيام التى قضوها فى هذا المنزل اكتشف أن اصابع هذا الطائر الغريب الضخم منقوشه بوضوح شديد على كتفهم !!!!

وهنا أصيب الجميع بالزهول ولم يستطيع أحد أن يعرف ما سر هذا المنزل وما سر هذا الطائر الضخم ؟؟؟!!!

تابع مواقعنا