بتركيب حركات الشفاه والوجه على تسجيل صوتي.. كيف طورا مذيعا ردايو فكرة برنامجهما لتقديم قصص ملهمة (فيديو)

“إنما تحيي الفكرة إذا قوي الإيمان بها”، مبدأ ربما ينقص العديد من البشر الذين اختاروا الإبداع طريقًا لحياتهم، الإيمان بالفكرة والعمل على تطويرها هو أساس وركيزة التميز، تأتي لنا أفكار عديدة بشكل دوري، منها ما قد يكون مبدعًا ومنها ما هو عادي ومنها ما قد يكون بحاجة إلى الإيمان به.

فُرض التقدم التكنولوجي بقوة مؤخرًا في العالم أجمع، ففرض بدوره الإبداع على العقل البشري الذي وجد أنه إذا اختلف تميز، وذلك ما أدركه الناس وطبقوه في حياتهم، فقد استغلوا انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في تنفيذ أفكار تعكس عن صاحبها ما قد يستحسنه الناس فيقبلوه، أو ما يلفظه الناس فيرفضوه.

لم يغفل ذلك القائمون على شركة “براندريا ديجيتال” وأدركوا جيدًا أن قيمة الفكرة تعتمد على استعمالها، وحسن التطبيق أساسه الانسجام بين فريق العمل الواحد.

على بُعد عدة أمتار من ميدان الحرية بمنطقة المعادي بالقاهرة، يتمركز 5 أفراد داخل غرفة لا يقل الديكور فيها إبداعًا عما يقدموه، بل يؤكد هدوء العقول والنفوس التي صممت على فرض بصمة مختلفة في مجال الديجيتال ميديا، لذلك ظهر الجواب من عنوانه.

“عشان تبقا عارف”، واحد من عدة برامج تنتجها شركة براندريا ديجيتال مصر، اتخذ من البساطة الممزوجة بإبداع سبيلًا سواء في تطبيق الفكرة أو في محتواها.

يرى الدكتور محمد فتحي، مطور محتوى بالشركة وصاحب فكرة البرنامج، أن برنامج “عشان تبقا عارف” الذي تنتجه شركة براندريا مختلفًا عن غيره من البرامج التي أنتجتها الشركة من قبل، فهو ملهم، والقصص التي مناقشتها وسردها حقيقية وموثقة من مصادرها.

وأوضح فتحي أنهم دائمًا ما يطلبون من تامر عبده أمين، المسئول عن كتابة القصة في البرنامج، مصدر قصته وفي أي كتاب قد كُتبت، بالإضافة إلى أن من يشاهد البرنامج لا يغضب منه، لأنه ليس به أي لفظ أو تشبيه خارج، ولا “هري”.

ويوضح الدكتور بجامعة حلوان لـ”القاهرة 24″ تفاصيل فكرة البرنامج، حيث إنها جاءت له هو وشريكته ياسمين نور الدين، أثناء قيامهما بتقديم برنامج “مصر من البلكونة” على راديو “drn” فقد كان تامر عبده يكتب لهم قصة ملهمة كل حلقة، لذلك فقد فكروا أن يطوروا هذه الفكرة ويقدمونها بشكل مختلف.

وتابع: ” كوّنا مجموعة من الشباب المبدعين بواسطة نادر إبراهيم، وفي الأول كان قد بدأ محمد حسين، وحاليًا استقر في يد ثلاثة وهم غدير نادي الرسامة، وأحمد عبد الغني هو اللي بيحرك الكلام، وكريم سعيد هو الجرافيك ديزاينر للبرنامج”.

ويسرد فتحي مراحل إنتاج الفيديو الواحد في برنامج “عشان تبقا عارف”، فيؤكد أن مرحلة التصوير مرحلة مهمة جدًا، حيث قام أحمد تاتوس وعلاء فريد الأطرش بتصوير حركة الشفاه وتعبيرات الوجه المختلفة، ثم تقوم غادة برسم الديكور الظاهر في الحلقة، ويتم تركيب حركة الشفاه والتعبيرات على وجوه المقدمين محمد فتحي وياسمين نور الدين بعمل “جرافيك ديزاين”، وكذلك تركيب صوتهما على الوجوه ثم عرض الحلقة.

وأضاف: “إحنا مؤمنين إن الفكرة دائمًا هي البطل، طول ما في فكرة كويسة هتكون قادر تقدملها معادل بصري كويس، وفكرة المعادل البصري بشكل الموشن جرافيك كان فكرتي مع ياسمين، وإحنا فريق شاطر وفي انسجام بيننا في الشغل”.

وعن الشركة، فيذكر محمد أن “براندريا ديجيتال” من الشركات المصرية التي استطاعت خلال فترة بسيطة تقديم إنتاج مختلف ومتميز، وأساس هذه الشركة في دبي، وهي تعمل في مجال التسويق الرقمي والإنتاج والعلامات التجارية.

وبالحديث عن الصعوبات التي واجهها مطور المحتوى، فأردف أنه هناك مشكلة كبيرة في إدارة المؤسسات الإعلامية في بلدنا مصر، فليس هناك إدراك لما يريده الإعلام، ويتساءل هل نحن نريد أن نوجه ونرشد ونقدم محتوى هادف ومعلومة خدمية، أم نريد عمل تعبئة وخناق وحرب إعلامية بين الدول؟

في جانب أخر من الغرفة، تجلس امرأة يبدو عليها الشغف والسعادة، فهي من فضلت العمل بمجال الإعلام كمذيعة ردايو وصحفية ومطورة محتوى عن العمل كمهندسة معمارية، تسألها فترسم على وجهها ابتسامة عريضة تنم عن رضا وقناعة تامة بما فعلته.

أوضحت ياسمين نور الدين، مطورة محتوى وصاحبة فكرة برنامج عشان تبقا عارف، أنها كانت تفكر هي وصديقها محمد فتحي في الإنتاج الذي يممكنهما تقديمه، وقررا أن يكون المجال الرقمي، وذلك لأنه أصبح يشغل المساحة الأكبر مع الناس على اختلاف أعمارهم.

وأضافت ياسمين لـ “القاهرة 24” أن كل الناس حاليًا أصبحت متجهة إلى مجال الديجيتال لأنه أسهل في الفتح والوصول له ورؤية ما يريد المرء أن يراه لا ما يفرض عليه.

وتابعت: “جت فكرة البرنامج ولا هي أنيميشن ولا هي تصوير هي ميكس بينهم، بنروح أنا ومحمد الإستوديو نسجل كل تراك الصوت بتاع الحدوتة كإننا في الراديو، وبعدين بنصور لقطات معينة بتكون ريأكشنات وشنا المختلفة سواء فرحة حزن مفاجأة غضب، كل تعبيرات الوجه بالعين والحواجب، وكمان لقطات للشفاه لكافة الحروف، بيتعمل ده مرة ليا ومرة لمحمد وبعدين الشباب في الشركة بيدخلوا ويركبوا كل ده على بعضه، يحطوا مع كل كلمة وكل حرف بنقولها صوت وريأكشنات وشنا المتماشية مع الكلام وبيرسموا كمان شخصيات كل حلقة”.

وأكدت نور الدين أن كل لحقةفي البرنامج يقدمونها تكون مختلفة عن السابقة لها، فمرة يقدمون الحلقة كزملاء في العمل، ومرة كزوج وزوجة، ومرة وهم في السيارة ذاهبين لمكان ما، وفي كل مرة يكون هناك شخصيات مختلفة، يكون لها تصميم يشتمل على الشكل والملبس والديكور والرسم، ثم نضع الصوت على الرسم وهكذا.

حالة من الانسجام والتركيز تسود بيئة العمل بين القائمين على برنامج “عشان تبقا عارف” بإنتاج من شركة “براندريا ديجيتال”، 3 أفراد وصفهم الجميع بالإبداع، كل أمام شاشة الكمبيوتر الخاصة به، يركز في عمله ويجرب مرارًا وتكرارًا أكثر من شكل حتى يستقر على المنتج النهائي الذي سيخرج عليه الفيديو.

بدأ كريم سعيد، مصمم جرافيك البرنامج، العمل بالشركة منذ 3 أشهر، كانت تجربته في عمل برنامج “عشان تبقا عارف” لطيفة جدًا، لأن به حكايات ملهمة وقصص نجاح جميلة تعطيه خبرة وأمل ألا يستسلم لليأس.

وعن دوره في إنتاج فيديوهات البرنامج، فقد أوضح أنه يأخذ الحلقة من زملائه ويحاول أن يضيف لها مؤثرات مرئية وحركية عبارة عن صور وعناصر جرافيك مناسبة للحركة وتعبر عن الفكرة في نفس الوقت.

وأضاف لـ “القاهرة 24″ أن البرنامج قد زوده بخبرات عديدة، حيث استفاد من تقنية تحريك أجزاء من الوجوه مع إعطائها تعبيرات معينة دون اللجوء لتصوير فيديو، كل ذلك دون مجهود كبير منه.

تجلس بجواره غدير النادي، رسامة البرنامج، ماسكة قلم بيدها وأمامها شاشة جهاز ترسم عليه ديكور الحلقة، مؤكدة ” في الأول بيجيلي إسكربت أقرأه وأفهم القصة  ماشية إزاي والحوار عامل ايه، وأفهم اللوكيشن عشان أحدد الكادر هيكون عبارة عن ايه، وبناء على المكتوب ببدأ أحول كل ده لرسمة”.

أما أحمد عبد الغني، أنيميتور البرنامج، فقد عمل بأكثر من مبادرة أطلقتها الشركة، مثل مبادرة مودة ومبادرة مكافحة المخدرات وبرنامج “عشان تبقا عارف”، وهو برنامج يتكون من أكثر من شيء، مثل الرسم والكولاج وتسجيل صوت الشخصيات وغير ذلك.

وذكر لـ”القاهرة 24” أنه ياخذ المادة الإنتاجية من زملائه، ويعمل على تحريك الشفاه وتعبيرات الوجه المختلفة للمقدمين، فهي مصورة من قبل لكن يتم تحريك الكولاج والتعبيرات، ثم يجمع كل ذلك ليكون منتج نهائي.

وتابع: “الصعوبات بتكون أحيانًا إن تحريك الليبسينج بيأخد وقت شوية خصوصًا مع دمجه مع الصوت، وفي التجميع النهائي”.