طوبي للرحماء.. قصة رجل فتح محله لإيواء كلب عجوز من طقس اليوم بالإسكندرية
يبدو عليه الكبر، حنون ومسالم لأقصى حد، هذه هي الحال الذي يكون عليه الكلب “قردة”، كما يطلق عليه شباب منطقته بحي العصافرة بالإسكندرية، يعرف كل سكان المنطقة هذا الكلب ويحفظونه عن ظهر قلب، فهو يتجول في الشارع قاصدا النواحي المختلفة منه.
“مطحن بن عم تامر” هو مركزه الأساسي الذي يتردد عليه يوميا لتناول الطعام والإيواء، ومع سوء الأحوال الجوية اليوم، ذهب الكلب كعادته لمحل عم تامر، منتظره حتى يدخل إليه، إلا أن الظروف الجوية ربما لم تكن تسمح لتامر عبد الحميد أن يفتح المطحن ويأوي الكلب كعادته، لكن صاحب المحل يبدو أنه كان له رأيا أخرا.
فقد تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” منشورا لتامر عبد الحميد، الذي نزل خصيصا وفتح مطحنه اليوم لأنه كان متأكدا من انتظار الكلب له، خشية أن يصاب الكلب بالبرد وهو ينتظر صاحب المحل في هذا الطقس.
تواصل “القاهرة 24” مع صاحب مطحن البن البسيط الواقع في شارع 45 المتفرع منه شارع 16 بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، ليوضح أن علاقته بالكلب عمرها أكثر من عام، وليست وليدة اليوم.
وأوضح تامر عبد الحميد، صاحب محل البن، أنه لم يكن ينوي الخروج من بيته اليوم لسوء الأحوال الجوية، لكنه تذكر الكلب الذي يأتي إلى محله يوميا ليأكل ويلعب بعض الشيء معه ثم يذهب، فنزل على الفور خاصة وأنه يدخل الكلب كلما أمطرت السماء إلى المحل.
وأضاف تامر لـ”القاهرة 24″ أن هذا الكلب هو خليط بين البلدي والجولدن، ومنذ عام لاحظه في الشارع ووضع له طعاما، ومن يومها وأصبح الكلب يتردد عليه يوميا في المحل ليأكل أحيانا أو ليسلم عليه ويمضي.
رحماء بينهم.. أول تصريح لبطلة صورة إنقاذ كلاب الشوارع من الأمطار (خاص)
وتابع: “الكلب له طريقة في السلام غريبة بيمد أيده الاتنين علي الأرض و يرجع بجسمه للوراء زي التمطيع كده، وكتير بينام بره جمب الباب، و بيحب اللعب جدا و حنين و بيفهم قوي، وحتى الهزار بالكلام بيفهمه، كل يوم بيجي لوحده، مرة واقف قدام الباب بقوله امشي علشان كده شكلك يخوف الناس، راح نايم بالعرض غلاسة وهزار، معناه مش ماشي”.
وعن تفاصيل ما حدث اليوم، فأكد صاحب محل البن أنه فتح المحل لأن الكلب سيكون في انتظاره مثلما يفعل كل يوم، وبالفعل حينما نزل وجده عند باب المحل، وكان باردا جدا، ففتح له وأدخله وجففه ووضع له كرتونة وغطاه بمفرش، ونام الكلب بعدها على الفور، ثم أطعمه بعد فترة لينام الكلب مرة أخرى، ثم يقرر الانصراف في تمام السادسة مساء اليوم، بعدما أصبح دافئا.
وأردف: “الكلب بيتمشى في المنطقة ومعروف، أكلته قليلة وساكت طول الوقت وحزين، الشباب هنا للأسف مطلعين عليه اسم قردة، لكني بقوله دايما صاحبي، واللي بقدر عليه بعمله معاه”.
