قصة غسيل صحفى لـ”ثيرد” حولته “الجارديان” واللجان لدراسة عن كورونا فى مصر.. وكلمة واحدة تنهى هذه المزاعم؟ (صور)

بين ليلة وضحاها أطلت علينا صحيفة “الجارديان” البريطانية، بتقريرًا ادعت من خلاله وجود 19 ألف مصابًا بفيروس كورونا في مصر، معتمدةً على دراسة علمية فشل صاحبها الباحث الكندي، في اعتمادها كدراسة علمية موثقة، ورفضت جهاد علمية نشرها فقرر التغريد بها عبر حسابه على “تويتر” لتنقل عنه الصحيفة البريطانية دون أي تحري للدقة.

إيزاك بوجوش، باحث كندي زعم أنه أجرى دراسة علمية خلصت إلى أن مصر يصل فيها أعداد مصابي فيروس كورونا إلى 19 ألف مصاب، معتمدًا على بيانات الرحلات السياحية والمسافرين، ولكن بعد سيل الانتقادات التي تعرض لها لضعف مزاعمه وفشلها في أن ترقى إلى بحث ودراسة علمية، لفت بوجوش في تغريداته إلى أن 19 ألف مصاب رقم مبالغ فيه مرجحًا أن يكون هناك 6 آلاف مصاب فقط.

مصابي فيروس كورونا بمصر

وزارة الصحة والسكان المصرية، أكدت أن عدد المصابين الذين تم تسجيلهم في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأحد، هو 126 حالة من ضمنهم 26 حالة تم شفاءها وخرجت من مستشفى العزل، وحالتين وفاة فقط للسيدة المصرية التي توفيت الخميس الموافق 12 مارس، والأخرى للألماني الذى توفي يوم الأحد الموافق 8 مارس.

مواقع وصفت بـ”المعادية”

وعلى الرغم من البيانات المتلاحقة لوزارة الصحة المصرية بشأن الإعلان عن مستجدات الإصابات بفيروس كورونا داخل مصر، وأعداد المتعافين والوفيات، إلا أن تقرير صحيفة “الجارديان” حرصت العديد من القنوات والمواقع الإخبارية العربية والأجنبية، والمعروفة بموقفها المعادي لمصر، على نقله ونشره على أوسع نطاق، كما حاذ التقرير على اهتمام صحفيين لهم سجل حافل من التقارير التي تهاجم مصر بين الحين والآخر، ومن بينهم ديكلان والش، مدير مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” بالقاهرة.

مدير مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” بالقاهرة، نشر ما زعمه الباحث الكندي بشأن وجود 19 ألف مصابًا بفيروس كورونا في مصر، بناء على دراسة علمية، قبل أن يحذف تغريدته بعد تعرضه للهجوم، مشيرًا إلى أن التقديرات تشير إلى 6 آلاف مصابًا فقط، مع إعلان وزارة الصحة المصرية وجود تسجيل 126 إصابة.

الغريب في الأمر، أن ديكلان والش الذي اهتم بنشر دراسة الباحث الكندي إيزاك بوجوش، عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، لم ينشرها في سياق تقرير بصحيفته الأمريكية، مما جعل بعض متابعيه يتهموه بنشر إدعاءات لم يُسمح بنشرها في الصحيفة التي يدير مكتبها في العاصمة المصرية.

تقرير “الجارديان” المشبوه، تداولته بقوة المواقع المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، أو الدول المعادية لمصر، فحرصت حسابات قناة “الجزيرة” على تويتر على إبراز أن مصر بها 19 ألف مصابًا بالفيروس القاتل، ملمحةً إلى أن الحكومة تتكتم على الأمر، ثم بدأت عدة مواقع محسوبة على الجماعة الإرهابية ودول معادية معروفة بولاها لقطر في نشر التقرير، مثل “ميدل إيست آي” وغيرها أشبه بغسيل المعلومات الصحفية وإعادة تدويرها لإخفاء مصدرها، وحتى صحيفة “القبس” الكويتية، التي دأبت في الآونة الأخيرة على التصعيد ضد مصر ونشر جميع الآراء التي تهاجم الوافدين المصريين، وتزعم أنهم يحملون فيروس كورونا إلى بلادهم، على الرغم من أن الغالبية الساحقة للمصابين والمشتبه في إصابتهم داخل الكويت، ليسوا من المصريين إطلاقًا.

“القبس” تنشر خبرا كاذبا عن مصابي كورونا في مصر.. وتتجاهل ارتفاع أعداد مصابي الكويت (صور)

الدولة تراقب

مصدر سياسي مسؤول، علق على التقرير الذي نشرته “الجارديان” بشأن وجود 19 ألف مصابًا بفيروس كورونا بمصر، مشيرًا إلى أن مثل تلك التقارير ليست بالغريبة على الصحيفة البريطانية، التي اعتادت نشر شائعات كثيرة على فترات متلاحقة.

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ”القاهرة 24″، أن الجارديان سبق واعترفت أن مراسلها بمصر جوزيف مايتون، نشر عدة تقارير دون التأكد من مصادرها، فضلًا عن “فبركة” تصريحات وموضوعات.

وأشار، إلى أن الصحيفة قالت إن مايتون الذي كتب عدة مقالات عن مصر بين عامي 2009 و2010، لم يتسنى العثور على عشرات المصادر التي ذكرها في كتاباته، كما أن الأفراد الذين نقل عنهم، إما أنكروا الحديث معه أو أعطائه أي تصريحات، مبينةً أنها حذفت 12 موضوعًا من كتابات مايتون.

وأوضح المصدر السياسي، أن “الجارديان” لم تكف أبدًا عن نشر تقارير تحمل إدعاءات لا أساس لها من الصحة، ففي فبراير من عام 2011، نشرت تقريرًا زعمت فيه أن ثروة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، ونجليه، تجاوزت الـ70 مليار دولار أمريكي، وهو الأمر الذي أثار جدلًا في الشارع المصري، قبل أن يتم تكذيب كل ما جاء في التقرير بالأدلة.

وشدد، أن الدولة المصرية تراقب عددًا من الصحف الأجنبية التي لا تفوت أي فرصة في نشر شائعات وتقارير تُهاجم الدولة المصرية، مؤكدًا أن الدولة في طريقها لإتخاذ إجراء حاسم بشأن التعاون مع مثل تلك الصحف والمواقع.

الصحة العالمية تكذب الجارديان: كاتب التقرير يقول إنها “تخمينات”.. هذه الكلمة وحدها تكفي

استنكار عالمي

“القاهرة 24″ راسل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، للتعليق على تقرير”الجارديان”، حيث قال: “إن الباحث الذي طرح هذه الأرقام  قال إنها مجرد تخمينات، وهذه الكلمة تكفي لدحض ما أعلنه، ومنظمة الصحة العالمية لا تعتمد على التخمينات أو الشائعات. وأولوياتنا الآن كمنظمة، أن ننبه جميع الدول لتقوية أنظمة الصحة لديهم واكتشاف المرض وعزل المرضى ومعالجتهم، لمنع انتشار العدوى”.

وأضاف المكتب: “نرجو ملاحظة أن الحالات المعلنة من الدول لمنظمة الصحة العالمية هي تلك المبلغ عنها من المستشفيات ونظام المراقبة الصحية، وهي عادةً ما تكون حالات متأخرة، ومن المحتمل أن تكون هناك حالات كثيرة أخرى مصابة بأعراض خفيفة لم تزر المستشفى، ومن ثم لا يتم اكتشافها والإبلاغ عنها”، موضحًا أن هذا الأمر لا يخص دولة محددة دون غيرها، ولكنه أمر يحدث في كافة دول العالم.

جون جبور، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، نفى ما تردد في تقرير صحيفة الجارديان البريطانية، حول وجود 19 ألف مصاب بفيروس كورونا الجديد، قائلاً: “لا يمكن لمصر أو غيرها عدم إعلان هذا الفارق الكبير في الأرقام بين ما هو معلن وبين الحقيقي، خاصة وأنه يتحاوز الرقم الحقيقي بعدد هائل، ولا يمكن لدولة أن يكون عدد مصابيها 19 ألف شخص في الوقت الذي تعلن فيه أن مصابيها 126 فقط”.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، أنه من المعلوم أن هذه الأوقات ينتشر العديد من المقالات والأبحاث، والعديد من هذه الأبحاث تكون غير محكمة وذلك لضيق الوقت للمراجعة قبل النشر، ومن هذا المنطلق تقوم منظمة الصحة العالمية بنشر أرقام الإصابات بصورة يومية وهذا معلن ومنشور على موقع المنظمة ومن الممكن لأي باحث أن يطلع على الأرقام من موقع www.who.int وطبقًا للوائح الصحية الدولة فإن الدول ملتزمة بإبلاغ المنظمة خلال 24 ساعة بأي حالة مسجلة للكوفيد 19، وبخصوص هذا المقال فلإنهم لا يعلمون منهجية البحث الذي قام به الباحثين وما استدلوا به من بيانات من أجل الوصول إلى هذه النتائج.

الصحة المصرية

4000 تحليل PCR فقط هو عدد التحاليل التي أجراها مواطنين مصريين ممن رغبوا في التأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حسبما صرحت الدكتورة نانسي الجندي، مدير ادارة التحاليل المركزية في وزارة الصحة المصرية، في تصريح خاص لموقع “القاهرة 24”.

وأضافت الجندي، أن تلك التحاليل تُجرى منذ الإعلان عن ضرورة وجود تحليل للمصريين المسافرين لدول طالبت بمستند يؤكد عدم إصابة الوافد إليها بفيروس كورونا الجديد.

الباحث الكندي زعم أنه سلم “دراسته الطبية” إلى منظمة الصحة العالمية، والتي لم تؤكد على ذلك الأمر بعد مراسلتنا لها، إلى تأكيد الدكتور محمد عبد الفتاح، المسؤول السابق في المنظمة، ونائب رئيس الطب الوقائي في مصر، ومسؤول اللوائح الدولية بوزارة الصحة، بعدم ورود أي إشارة للدراسة نفسها.

وأضاف عبد الفتاح لـ”القاهرة 24″، أن ليس كل ما ينشر صحيح، وهناك ربط واضح مع منظمة الصحة العالمية والتي لن تقبل بوجود أي تغيير في الأرقام، ومن ثم تلتزم مصر بالأرقام الحقيقية جميعها جميع دول العالم التي لها اتفاقات دولية مع الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.