كورونا والسوشيال وتجّار المعلومات (2-1)
لا يَخفى على كثيرٍ من متابعي الأخبار على مختلف وسائل التَّواصل ومصادر الأخبار، كمّ التزييف -المُتعمد تارةً وبغير وعي تارةً أخرى- الذي طغى على المشهد مؤخرًا، وكان كفيلا بعزوف كثيرين ودخولهم في حالات فزع وقلق وإصابتهم بفوبيا الرُّهاب؛ لتلقيهم قدرًا هائلا من الأخبار المتلاحقة في فترة وجيزة من مصادر عدة، يمكن تصنيف محتواها أحيانًا بعدم صلاحيته للنشر (منتهى الصلاحية)، قبل عَقْد من الزمان لم تكن وسائل الإعلام اليومية الحياتية في العصر الحديث قد اكتُشف معظمها، بينما الآن أصبح لها صدى واسع وتأثيرٌ غير محدود على كل شيء حولنا، فتؤثر تارة في البورصة ومرة أخرى تؤثر في ذيوع حالات اطمئنان أو التفاؤل في الوسط المجتمعي، وتؤثر على الحالة الاقتصادية للمجتمعات أفرادًا وشركات وكيانات سلبًا وإيجابًا، لذا عولت أنظمة وأجهزة ودولٌ عليه لتوظيفه في حروب المعلومات، الأسرع نتيجة والأقل في نسب الخسائر والتكلفة أيضا.
ربما يكون الحديث يروق لبعض مشجعي ورواد نظرية المؤامرة، لكنها للأسف حقيقة مؤكدة بشواهد جَمّة في النصف قرن الماضي في علاقات الدول وبعضها البعض.
الجانب الأخير المعنِي به في المقام الأول الدولة؛ فهي مسؤوليتها وليس مسؤولية الأفراد التصدي لحروب الجيل الخامس من دول معادية.
يتبقي الجانب الذي يقع على عاتق الأفراد مجابهته ومفادة انتشاره ومن ثَم دحره بالمقاطعة والتنبيه منه، لذا ربما يحتاج القارئ أو المتلقي نوعًا من استجلاء الأمور الخاصة بنشر أي محتوى.
نسب المشاهدة.. تأتي في المقام الأول للمؤسسات والأفراد كهدف واضح يعملون على زيادته ليل نهار بالطرق (المشروعة)، السَّبق الخبري والمحتوى الجيد نموذجا، أو بطريقة (غير مشروعة) الخداع والتضليل ونشر الشائعات والشاذ من الأخبار، بل يصل الأمر بكثيرين إلى إنشاء قنوات وصفحات -بمحتوى زماني رائج- أزمة كورونا مثلا، لجلب المتابعين وبعد ذلك يغير المالك أو مدير الوسيلة المحتوى ويسوق لمتابعيه أو بالأحرى لمخدوعيه، محتواه الأساسي أو بضاعته التي كسدت، في تدني خلقي واضح منه وخداع ظاهر للجميع.
لا تقبل أن تكون بهذا القدر من عدم المبالاة كمتلقي، التعامل بوعي كامل لا سيما في ظروف مثل الحالية تحتم عليك استخدام المنطق ودقة الاختيار لوسائلك لتلقي الخبر والتعامل معه لا أقول بمشرط جراح ماهر، ولكن بذهن وعقل مؤمن تمامًا في حقه بالحصول على معلومة وخبر ومحتوى مناسب يفيده ولا يضره، يضعه على مستوى الحدث دون تهويل أو مبالغة غير مستحقة… تابع (2-2)
