“استعدوا لفراق أحبابكم”.. هل استعد رئيس وزراء بريطانيا لوداع أحبابه بعد إصابته بكورونا؟
أطل بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، الذي لقبه العالم بـ”ترامب أوروبا”، ببزة أنيقة سوداء لا تشبه الخلفية البيضاء التي ظهرت خلفه، وقال: “إننا لن نستطيع مواجهة فيروس كورونا المستجد، الوضع في غاية الصعوبة، والأرقام أكبر بكثير مما نتصور، يجب أن أقول لكم وأنا حزين: استعدوا لفراق أحبابكم”.
منذ أقل من 10 أيام، كان جونسون الذي عرفه العالم بالمسؤول الرأسمالي الذي لا يتأثر دائمًا بالمشاعر ويهمه المصلحة العليا لحزبه وسياساته، حريصًا على عكس الأزمة التي تمر بها بلاده، حيث قال: “أرجوكم لا تتركوا منازلكم، الأمر في غاية الخطورة وعقوباتنا على الخارقين للقرارات هدفها حمياتهم من الوباء”، لكن ذلك لم يكن كافيًا له هو شخصيًا، ليعلن عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إصابته بفيروس كورونا.
عاجل.. إصابة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بفيروس كورونا المستجد (فيديو)
جونسون الذي تناقلت وسائل الإعلام البريطانية خبر ارتباطه حديثًا، كان منشغلاً في الأيام الأخيرة بمتابعة مستجدات فيروس كورونا في بلاده التي تسجل معدلات عالية من الإصابة وصلت إلى ما مجموعه 11658 إصابة، بزيادة ألفي حالة يوميًا، ما يطرح تساؤلا رئيسيًا ما بين صديقته الجديدة التي ورد اسمها بعد صعوده لمنصب رئيس الوزراء، وأسرته التي كانت دائما موجودة في صوره الشخصية، هل تمكن جونسون من توديعهما قبل دخوله العزل الصحي؟، مثلما نصح مصابي بلاده بأن يودعوا أحبابهم المصابين بكورونا.
الجواب كان في الفيديو القصير الذي بثه عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ليقول فيه: “لقد أثبتت التحاليل التي أجريتها إصابتي بفيروس كورونا المستجد، سأعمل من العزل الصحي على متابعة كافة الأمور والتأكيد على أن تسير الحياة بشكل طبيعي، لا ينبغي أن يتوقف شيء، وأؤكد لكم أننا سنمر من هذا، سنمر من أزمة وباء كورونا وتعود الحياة طبيعية مرة أخرى”.
Over the last 24 hours I have developed mild symptoms and tested positive for coronavirus.
I am now self-isolating, but I will continue to lead the government’s response via video-conference as we fight this virus.
Together we will beat this. #StayHomeSaveLives pic.twitter.com/9Te6aFP0Ri
— Boris Johnson #StayHomeSaveLives (@BorisJohnson) March 27, 2020
الفيديو الذي ظهر فيه جونسون وحيدًا ربما يكون خير جواب على السؤال، باهت الوجه غير مهندم للمرة الأولى منذ ظهوره على الساحة السياسية الدولية كوزير للخارجية البريطاني، ثم رئيس لحزب المحافظين، ورئيسًا للوزراء في بريطانيا، يبدو على الرجل القوي في أوروبا والذي قال لشعبه صراحة: “استعدوا لفراق أحبابكم،” إنه هو نفسه لم يتمكن من قول ذلك لأسرته.
وتولى بوريس جونسون رئاسة وزراء بريطانيا في شهر يوليو من العام الماضي 2019، بعد عامين في منصب وزير الخارجية لسابقته تريزا ماي، وشكلت أسرته أو كما أطلق عليهم دائما “أحبابه” محور حديث الصحافة البريطانية، وحتى خطاباته للعامة وصوره في شوارع انجلترا، حيث أصبح أول رئيس للوزراء فى بريطانيا فى الذاكرة الحديثة لا تجمعه علاقة زواج رسمى بشريكته، بحسب ما قال شبكة “سى إن إن”.
الرجل الذي يهتم بعلاقاته الاجتماعية ولا يخفيها عن العامة، لم يهمه على الإطلاق ظهور صديقته “كارى سيموندر” على سنها الذي تم الثلاثين، بينما وصل هو لسن الـ55 مخلفًا وراءه زوجته الأولى مارينا ويلر، التي أنجب منها أربعة أبناء بعد زواج دام 26 عامًا، إلا أنه رغم ذلك سيظل وحيدًا في الحجر الصحي طوال مدة 14 يومًا على أمل أن يجمعه لقاء بهما مرة أخرى، أو يكون عليه وداع أحبابه.
جمعهما الحب ولم يفرقهما كورونا.. قصة أول حالة وفاة لزوجين بالفيروس في مصر
وُلد جونسون في مدينة نيويورك لأبوين بريطانيين من الطبقة العليا متوسطة الثراء، وتلقى تعليمه في المدرسة الأوروبية في بروكسل وآشداون هاوس وكلية إيتون، درس الكلاسيكيات في كلية باليول، أكسفورد، حيث كان قد تم انتخابه رئيسًا لاتحاد أكسفورد في عام 1986.
بدأ حياته المهنية في الصحافة في التايمز، لكن تمت إقالته بسبب تزويره لاقتباس. أصبح في وقت لاحق مراسلا لصحيفة الديلي “تلغراف” بروكسل، وعرفت مقالاته بتأثيرها القوي على تنامي التشكيك تجاه الاتحاد الأوروبي بين البريطانيين اليمينيين.
وفي نهاية المطاف، أصبح مساعد محرر في التيليغراف عام 1994. عام 1999، غادرها ليصبح محررًا في السبيكتيتور، وهو الموقع الذي بقي يشغله إلى عام 2005. أصدر ثلاث كتب أحدها رواية (72 عذراء) 2004، و (دور تشرشل: كيف صنع رجل فرد التاريخ) 2015، و(حلم روما) 2007. باعت كتبه قرابة نصف مليون نسخة، على الرغم من رداءتها بحسب النقاد.
مذكرات أم بمستشفى العزل.. إيمان طبيبة مصابة حرمها كورونا من الاحتفال مع أبنائها (خاص)
