بسبب هذا الفيلم أحمد زكي خبط دماغه في الحيط

في ذكري وفاة إمبراطور السينما أحمد زكي هناك جوانب خفية في كواليس حياته الفنية نحاول أن نلقي عليها الضوء مثل هذا الفيلم الذي ندم علي عمله عادل إمام و ندم علي عدم عمله أحمد زكي

فارس هو ذلك الفتي الذي حلم به محمد خان ليجسد من خلاله حكاية واقعية مع أغلب الطبقة المطحونة من المجتمع المصري توسم المخرج محمد خان في النجم أحمد زكي ليقوم ببطولة الفيلم خاصةً أن أحمد زكي هو أكثر النجوم شبها بالطبقة المعني بها الفيلم وطار فرحا بالدور بل و هيىء نفسه للقيام بالدور كعادته و لكنه ارتبط بفيلم لا يقل أهمية عنه و هو فيلم { النمر الأسود } ومع مخرج تمني العمل معه من زمان وهو المخرج الكبير عاطف سالم وفي سياق هذا الفيلم يظطر أحمد زكي للسفر إلى ألمانيا للتصوير هناك ولكن علاقته بعاطف سالم لم تكن مثل علاقته بمحمد خان فالأخير صديق لأحمد زكي مما جعله يطلب من محمد خان تأجيل الفيلم شهر واحد فقط لحين عودته من ألمانيا فشعر محمد خان بإستخفاف أحمد زكي بفيلمه فعاقبه باختيار النجم عادل إمام وقد كان فيلم { الحريف } عام 1983 أحد أهم أفلام محمد خان

ويشاء الله السميع العليم أن يعرض الفيلمين في وقت واحد وبالطبع فيلم { النمر الأسود } ينجح جماهيرياً و فنيا و يصبح علامة مؤثرة في تاريخ أحمد زكي بل وعلامة مؤثرة أيضاً في السينما المصرية ويحصد فيه أحمد زكي جوائز دوليه وكان الفيلم فاتحة خير عليه أصبح بعده ضمن أهم خمس نجوم شباك في السينما المصرية

وبكل أسف يفشل فيلم { الحريف } فشلا جماهيرياً ذريعاً فلم يتقبل الجمهور عادل إمام في فيلم مختلف حتي إن عادل إمام نفسه صرح في أحد تصريحات له { عايز أضرب نفسي بالقلم عشان عملت الفيلم ده } ويعد هذا الفيلم الوحيد الذي فشل جماهيرياً في مسيرة نجومية عادل إمام والفيلم الوحيد الذي ندم عليه الزعيم عادل إمام خاصةً بعد أن أصبح نجما كبيراً

والغريب في الأمر أن برغم نجاح فيلم { النمر الأسود } نجاح جماهيري و فني إلا أن أحمد زكي كان له رأي آخر خاصةً بعد أن رأي فيلم { الحريف } وشهد رأي النقاد فيه و حصول الفيلم علي عدة جوائز دولية { خبط رأسه في الحيط } ندما علي عدم قيامه بدور فارس بطل الفيلم وقال عبارة مهمه عن فيلم الحريف ” الفيلم ده هيعيش ١٠٠ سنة ” ظل حابس نفسه في منزله والغريب في الأمر لم يزوره أحد إلا محمد خان حيث شعر أحمد زكي بقيمة العمل مع محمد خان وبالفعل لم يفارقه و لم يعترض على أي عمل معه فيما بعد وتعاون معه في فيلم { أحلام هند و كامليا } رغم أن الفيلم مكتوب للبطولة النسايية إلا أنه لم يقاوم الدور و الفيلم و العمل نفسه مع خان ونال عن دوره جائزة وأصبح هذا الفيلم ضمن أفضل ١٠٠ فيلم في تاريخ السينما المصرية و في نفس العام تعامل مع خان في أحد أهم أفلام أحمد زكي { زوجة رجل مهم } ثم فيلم { مستر كاراتيه } ثم آخر تعاون بينهما فيلم { أيام السادات }

وأصبحت أفلام أحمد زكي مع محمد خان من أهم أفلام السينما المصرية خاصةً في حقبة الثمانينات وإن ظل فيلم الحريف كما تنبأ به أحمد زكي عايش و يراه جيل وراء جيل و يكتشف فيه جواهر فنية كلما شاهده مرة وراء مرة