الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تفاصيل رحلة الـ25 يومًا الأخيرة لطبيب الشرقية المتوفى بكورونا في السعودية (خاص)

القاهرة 24
أخبار
السبت 28/مارس/2020 - 11:23 م

وجه بشوش وسيرة يُشيد بها الغريب قبل القريب، وهو كأي شاب ناجح وطموح اجتهد في مهنته منذ تخرجه في كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق، بمحافظة الشرقية، قبل نحو ثمانِ سنوات، قبل أن يلتحق للعمل في مجاله بالمملكة العربية السعودية، لكن هناك، ومع الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، كتب القدر نهاية حياة الطبيب الشاب ابن التاسعة والعشرين متأثرًا بإصابته بفيروس “كورونا” المُستجد، بعد أكثر من مائتي ساعة قضاها بمستشفى العزل بمدينة جدة.

تفاصيل كثيرة حدثت بالمملكة العربية السعودية، وسبقت وتلت نبأ وفاة المصري الأول بأراضي المملكة، لكن بين هذا وذاك كانت الصدمة كبيرة لأسرة المتوفى ووالده بقرية “كفور نجم” التابعة لمركز ومدينة أبو حماد، جنوب محافظة الشرقية؛ فالفقيد واحد من آلاف الضحايا للوباء الذي يجتاح العالم دون وجود علاج يمنعه أو يُقلل من حدته حتى الآن، والألم الأكبر أن إجراءات الدفن ستتم بعيدًا عنهم دون حتى وداع أو نظرة أخيرة لشقيقه الذي يعيش حاليًا في مدينة الرياض، على بُعد 949 كيلو متر من جثمان المتوفى.

“مفيش في إيدينا حاجة نعملها”.. كلمات قاسية وموجعة قالها المهندس صبري نجم، ابن عم الطبيب المتوفى لـ”القاهرة 24″، مؤكدًا على أن الوباء أجبر الجميع على الرضا بالأمر الواقع، ورغم ذلك فإن الدولة المصرية بكافة أجهزته تواصلت واهتمت وتواصل اهتمامها بالأمر، حتى تتم إجراءات الدفن، على حد وصفه.

الفقيد الدكتور “محمد أحمد نجم”، 29 سنة، طبيب بيطري، تخرج في كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق عام 2012، حيث التحق بالعمل في المملكة السعودية، وأثناء ذلك تزوج من الدكتورة “إسراء صابر عطوة”، بنت مدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، ورزقهما الله بطفلتهما “مريم” قبل نحو ثمانية أشهر.

آخر زيارة للمتوفي لأهله ووالده، والتي كانت بمثابة الوداع، تزامنت مع ميلاد ابنته “مريم” منتصف العام الماضي، وبعدها ظل على عادته في تواصل دائم مع أهله، فيما كانت زوجته متواجدة بالأراضي المصرية نهاية الشهر الماضي، قبل أن تسافر عقب نهاية زيارتها إلى زوجها وبصحبتها طفلتهما عشية يوم الثلاثاء الأول من الشهر الجاري، لكن يوم الخميس قبل الماضي، كان بمثابة بداية النهاية للراحل؛ إذ شعر فجأة بآلام تهاجم صدره، ليتأكد فور إجراء الفحص أنه ضحية جديدة للإصابة بوباء “كورونا” المُستجد.

تسعة أيام بالتمام والكمال قضاها الطبيب المصري داخل مستشفى العزل بمدينة جِدة، قبل أن تصعد روحه لبارئها تأثرًا بما فعله الفيروس في رئتيه، لكن قبل سويعات قليلة من رحيله ظهرت أعرض الإعياء الأولية لـ”كورونا” على زوجته، والتي تبين إيجابية العينة المسحوبة منها وإصابتها بالفيروس، ليتم احتجازها وعزلها بذات المستشفى.

المأساة الأكبر كانت للطفلة “مريم” والتي بالكاد أتمت ثمانية أشهر، حيث تبين إصابتها هي الأخرى بالفيروس، ليتم عزلها كما حدث لوالدتها، لكن جثمان والدها، وحتى كتابة هذه السطور، لا يزال ينتظر إتمام إجراءات الدفن، وفقًا لنجل عم الفقيد، والذي أفاد بأن شقيق المتوفى الأكبر، الدكتور محمود، والذي يعمل هو الآخر طبيبًا بيطريًا بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، حصل على تصريح أخيرًا بدخول مدينة جِدة، وفي طريقه برًا، حاليًا، إلى مدينة جِدة لتوقيع إقرار الدفن الخاص بجثمان شقيقه، على أن تتم عملية الدفن بمعرفة المُختصين، وفقًا للإجراءات المُتبعة مع ضحايا فيروس “كورونا” المُستجد، وذلك بعد تواصل وتدخل كبير من جانب القنصل المصرية باالمملكة العربية السعودية، وكذا نائبة وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج.

وفي سياق متصل، حرصت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، على التواصل مع أبناء مصر حول العالم، في بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لوزارة الهجرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وذلك للإجابة عن كافة الاستفسارات والطلبات التي تتلقاها الوزارة من المصريين العالقين بالخارج، على إثر الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها على مستوى العالم للحد من انتشار الفيروس، وأبرزها تعليق حركة الطيران والتنقل فيما بين الدول.

وأوضحت السفيرة نبيلة مكرم، أنها ناقشت مع السيد، وزير الطيران المدني محمد منار، إمكانية تسيير خطوط طيران إلى ولايتي نيويورك وواشنطن، ولكنه أفاد بأن الوزارة في حاجة ماسة للتأكيد على الأعداد التي ترغب فى العودة بالفعل إلى مصر، خاصة أن الطائرة تتسع إلى 140 راكبًا فقط.

طبيب الشرقية المتوفي في السعودية بكورونا
طبيب الشرقية المتوفي في السعودية بكورونا
تابع مواقعنا