الخير فيما يختاره الله.. جولة داخل فيس بوك أصغر ضحايا كورونا في مصر (صور)

“الخيرة دائمًا فيما اختاره الله”، هكذا كانت آخر كلمات نشرتها ياسمين عباس، والتي لم يتجاوز عمرها الثلاثون عامًا، على صفحتها عبر “فيس بوك”، قبل أن تقع تحت يد الشبح “فيروس كورونا” الذي يلتهم ضحاياه.

أمس الأحد، سجلت الشابة المصرية العائدة من السعودية، وفق رواية عمها الدكتور محمد عباس، أصغر حالة وفاة بين ضحايا فيروس كورونا بمصر، “عندها 30 سنة”.

“في قلوبنا”.. بمجرد دخولك لصفحة “ياسمين”، يتجه نظرك نحو صورة “البروفايل”، فتاةً مصرية في كل ملامحها، ابتسامتها تزين جبهتها، وخلف تلك الابتسامة سواد داكن، “كما يظهر بالصورة”.

فيما يتنابك نعي “فيس بوك” للفقيدة، يعلوه عنوان “في قلوبنا”، حارصًا على دعم محبيها في مصابهم الجلل، بقوله: “نتمنى أن يتحلى الأشخاص الذين يحبون ياسمين بالصبر، ويجدون راحتهم في زيارة ملفها الشخصي وتذكر حياتها”.

عددُ من المنشورات، التي شاركتها ياسمين، والتي تحدث عنها “فيس بوك” في نعيه، منها: “اللهم إني أحالو فدلني.. وربي يسرلي أمري”، موجهة رسالة للجميع: “لا تؤذي الناس فتبتلي”.

ومطلع يناير 2020، ودعت الفتاة الجميع قبل إصابتها بالمرض بشهر، حينما قالت: “ما يستودع عند الله لا يضيع فاستودعك اللهم أهلي وسعادتي وقلبي وصحتي وأمور حياتي، فإن ودائعك لا تضيع”، وذلك قبل أيام من كتابة “اللهم عام دون فقد ودون خيبة”.

تحليل خاطئ وتجاهل رد وإرسال لقوات الأمن.. تفاصيل وفاة أصغر مصرية بفيروس كورونا (صور)

وقال عم الراحلة التي تبلغ من العمر 30 عامًا، إنها توفيت مساء أمس الأحد، نتيجة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، موضحًا أن ابنة شقيقه كانت قد عادت من السعودية منذ 15 يوم وظهرت عليها أعراض المرض من 8 أيام، فعرضت نفسها على مستشفى جامعة عين شمس التخصصي وأجرت التحاليل اللازمة، إلا أن المستشفى أكد لها أنها غير مصابة بالفيروس ولم يقوموا بعزلها، لتعود إلى المنزل وتسوء حالتها الصحية.

وتابع عم الراحلة، أنها في الأول أجرت تحاليل وظهرت نتائجها سلبية قبل أن تجري تحاليل أخرى لتثبت إيجابية التحليل لفيروس كورونا، مشيرًا إلى أن التعب تفاقم عليها، حتى وافتها المنية مساء أمس الأحد، مناشدًا كافة الجهات بالتدخل للتحقيق فيما حدث، خاصة وأن المتوفية تبلغ من العمر 30 عامًا فقط.

وتابع عم الراحلة أنهم حاولوا التواصل مع الخط الساخن لوزارة الصحة والطب الوقائي ومستشار وزيرة الصحة للإبلاغ عن حالة ابنة شقيقه قبل الوفاة دون جدوى واستجابة من أحدهم، يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة إن الراحلة ظهرت نتائج تحليلها اليوم وحاولنا الاتصال بها فلم تجب فأرسلنا الأمن لها إلا أنها كانت قد توفيت، مناشدة الجماهير بعدم التأخر في الإبلاغ فور ظهور أية أعراض بالذات كبار السن والحوامل عندما تشعرون  بإرتفاع درجة حرارة مصحوبة بأعراض تنفسية توجهوا لأقرب مستشفى حميات.