الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كورونا يمنح قبلة الحياة لكرة القدم

القاهرة 24
الثلاثاء 31/مارس/2020 - 05:40 م

لا شك أن السنوات الأخيرة لم تكن فيها كرة القدم مجرد لعبة، بل تحولت إلى تجارة ومنافسة أدت إلى ارتفاع جنوني في كل شيء بداية من أسعار اللاعبين وحتى شراء لاعبين ليس لهم مكان في الملعب لمجرد حرمان الفريق المنافس منهم.

لكن كل ذلك تغير مع ظهور فيروس كورونا الذي تحول لكارثة إنسانية تهدد العالم بأزمات اقتصادية مرتقبة ستطول جميع الدول، ولن تنجو صناعة كرة القدم من تلك الأزمات التي بدأت أولى معالمها بتخفيض رواتب الكثيرون من اللاعبين العالميين.

ورغم أن الصورة تبدو سوداء بالنسبة لعشّاق الساحرة المستديرة لكن رب ضرة نافعة، بل انني اعتبر أن كوفيد -19 هو رصاصة الرحمة لكرة القدم وما وصلت إليه وأعرف أن حديثي قد يصدم الكثيرين.

لكن المتابعين لكرة القدم محليًا أو عالميًا يدركون الجنون الذي أصاب سوق اللاعبين حول العالم والمبالغ التي تخطت ميزانيات دول كما هو الحال مع انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان بقيمة 222 مليون يورو، وتبعه انتقال كيلينا مبابي من موناكو إلى فريق العاصمة الفرنسية ب175 مليون يورو وانتقال فيليب كوتينيو من ليفربول إلى برشلونة في صفقة بلغت قيمتها 145 مليون يورو.

لم يقف الأمر عند حدود الصفقات العالمية بل محليًا ايضًا حيث رأينا انتقال حسين الشحات من نادي العين الإماراتي للأهلي بصفقة بلغت قيمتها 80 مليون جنيه وقبل انتقال صلاح محسن من إنبي للأهلي في صفقة بلغت 38 مليون جنيه.

ولا يعني هذا أن أزمة كورونا لن تؤثر بل ستكون عواقبها وخيمة لكن في كرة القدم سيكون نفعها أكثر من ضررها، خاصة أن الفرق التي استسهلت عقد الصفقات بالمبالغ الخيالية ستلتفت للناشئين في ظل الأزمة الحالية ما يعني ظهور وجوه جديدة وإفراز لمواهب قد تتولى المهمة السنوات المقبلة بدلًا من دفع عشرات الملايين.

بل أنني أستطيع القول أن الأندية لن يكون لديها خيارات كثيرة فالخسائر ترتفع يوما بعد آخر بسبب توقف الدوريات وقد تصل بحسب التقديرات إلى 7 مليار يورو في أوروبا فقط، بجانب غياب الجماهير وتوقف عائدات البث التلفزيوني وإغلاق المتاحف الخاصة فيها ومتاجر بيع القمصان وأكاديميات الفئات العمرية كل ذلك سيجبرها على ما أشرت إليه.

فلن يكون بوسع الأندية جلب صفقات جديدة بجانب تخفيض القيمة السوقية لمعظم اللاعبين لتختفي الأرقام الفلكية عن الصفقات الكروية، وسيبقى عدد كبير من النجوم في فرقهم لتكون المنافسة حقيقية بعيدًا عن سطوة المال.

بل لتكون المنحة منحتين فإن بعد فترة التوقف التي أتمنى ألا تطول أكثر سيكون لدى اللاعبين نهم كبير للعب وإخراج أفضل ما لديهم لرفع قيمتهم السوقية والتي ستقل رغما عن الجميع وبغض النظر عن اسم اللاعب، وهذا سيعود علينا بمتعة مفتقدة كثيرا، لذلك أقول أن “كورونا” منحة لعشاق كرة القدم وليست محنة.

تابع مواقعنا