السبت 04 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الـPCR صك براءة.. عزاءات بزغاريد بعد تأكد أهالي من عدم توفي ذويهم بفيروس كورونا

القاهرة 24
أخبار
الجمعة 10/أبريل/2020 - 02:52 م

هل تخيلت يوما أن يكون عزاء والدك، أخيك أو عمك فرح تتعالى فيه صيحات الفرح بدلًا من العويل؟.. هل تخيلت أن يبلغك الطبيب أنه قد توفي دون معاناة، فينقلب النواح إلى زغاريد، والبكاء إلى همسات ضحك؟، أن تصاب بالعمى لكنك تظل فرحًا لأنك منعم بالبصيرة؟، يروي الدكتور أحمد التهامي، طبيب أول حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد في مصر، أن حالة اشتباه بفيروس كورونا المستجد لرجل مسن دخلت مستشفى الغردقة العام وتوفت قبل ظهور نتيجة التحليل، فما كان من أهل الرجل سوى التجمع خارج المستشفى يملئهم أمل وحيد في أن يكون متوفي طبيعيا فقط، ولا يحملوا هم أن يكون متوفيا بسبب الكورونا.

ساعات تمضي يشوبها التوجس من إدارة مستشفى الغردقة العام خوفا من الأهالي التي أصبحت بالعشرات أمامه، طالبين الجثة، وأهالي كل أملهم في الحياة أن تكون نتيجة التحليل سلبية، توجس استلزم لرجال الأمن أن يكونوا فاصلا بين الطرفين، ولم يكسر ساعات الانتظار سوى صوت من الإدارة من خلف ستار أمني للأهالي :”الحمد لله مش كورونا”.

“كانت هتفرق في الوداع”.. روايات الذين لم يتمكنوا من فراق أحبابهم بسبب كورونا (خاص)

“العمى غير معد والموت غير معد بيد أننا نموت جميعا”، عبارة سارماجو الخالدة ربما كانت محركًا للعشرات الذين حولوا الحزن لفرح، والقلق لراحة، وكل واحد منهم يرى في الإصابة بكورونا وصمة ربما لن تنتهي بخلاف ما يرى كل شيء أنه مرض يمكن أن يصيب الجميع، لكن العزاء تحول في النهاية إلى فرح رغم أنه انتهى في المدافن، والبطل كان ميت.

في البحيرة وبعد أيام من رفض أهالي منطقة بولس في كفر الدوار دفن متوف بكورونا خوفا من العدوى، ورفض أهل المتوفي الحديث معتبرينها وصمة لن تفارقهم، كان الخوف يتملك أسرة “إسلام الحسيني” من تكرار نفس المصير، يروي لـ”القاهرة 24″ أن بغير إرادة أصبح الموضوع صعب التقبل من المواطنين، أن يكون في منزلك مصاب بفيروس كورونا يجعل الجميع يخاف منك، ومع وفاة شقيقي رغم أنه كان مريضا من الأساس بمرض مزمن، جعل الجميع ينظر لنا نفس النظرة.

يضيف إسلام أن المنجد الوحيد كان ظهور نتيجة التحليل، “لم يكن مصابا بفيروس كورونا، رغم أنه متوف ولن يشعر بشيء ولكن صورة التحليل بمثابة صك البراءة من وصمة يراها البعض في البلدة محل تخوف من المجهول، ناسين أنه مرض من الممكن أن يصيب الجميع، ولا خوف من قدر الله، لكن مع كل هذا كنا جزءًا من نفس التخوف رغم علمنا بكل ذلك، ومثلت ورقة صغيرة مكتوب عليها نتيجة التحليل “سلبي” محل فرح، لم يكن شقيقا المتوفى مريض كورونا، وبإمكاني قولها وأنا اضحك أمام الجيران، مع حزن القلب للمصاب الأليم.

وفاة مصابة بفيروس كورونا داخل مستشفى النجيلة إثر أزمة قلبية.. وأسرتها ترفض استلام الجثمان

في قنا وصل الأمر للتهديد بالثأر، أهل المتوفية “أ.ص” التي حققت حلم عمرها بزيارة بيت الله الحرام، شكلت وفاتها مشكلة كبرى للمحافظة التي لطالما عرفت بالنعرة العائلية، طبيب المستشفى يؤكد وفاة بفيروس كورونا المستجد، بينما يتوعد شقيقها كل مروج للأمر بعذاب أليم، أخبار تنتشر عن إقالة وكيل الصحة في المحافظة بسبب نفس الحالة.

أكثر من شهر مضى على وفاة الحالة التي غلبت الرأي العام وأصبحت قصة المحافظة، لكن مع أن المرض لم يشكل وصمة، لم يخرج وكيل الصحة في المحافظة حتى اللحظة للحديث عنها، مع مطالبات الجميع، فيما استمر أهلها في التأكيد أن الوفاة عادية وطبيعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يؤكد الطبيب المعالج العكس، بينما لم تخرج الجنازة من الأساس ولم يهتم الجميع بأحوال المتوفى.

رحلة 5 مستشفيات.. كيف نقلت مريضة واحدة فيروس كورونا لـ40 من الأطقم الطبية؟!

 

تابع مواقعنا