الأربعاء 01 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اخرستوس آنستي.. المسيح بلا حُجاج بعد غلق كنيسة القيامة للمرة الأولى منذ قرن

القاهرة 24
أخبار
الجمعة 17/أبريل/2020 - 06:47 م

آلاف يحتشدون حول كنيسة القيامة، ونور يطل من القبر المقدس حيث دُفن المسيح، وشموع توقد احتفالًا بعيد القيامة ضمن مراسم الحج السنوي للمسيحيين من شتى بقاع العالم.. مشهد سنوي يترقبه الكثيرون بات هذا العام “محذوفًا” من طقوس الاحتفال بعيد القيامة المجيد، إثر تفشي فيروس كورونا وإعلان غلق كنيسة القيامة وغيرها من المقاصد الدينية المسيحية في فلسطين المُحتلة، كإجراء احترازي للحد من انتشار الوباء.

كنيسة القيامة

 

كنيسة القيامة التي تشهد احتفالات خاصة في يوم سبت النور “وقفة عيد القيامة” تُعد أعرق كنائس العالم على الإطلاق، حيث بدأ بنهاؤها عام 325 وانتهى في 336، وهي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبُنيت فوق الجلجثة، وهي المكان الذي صُلب فيه السيد المسيح، وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دُفن فيه “يسوع” وهو ما يسمى بـ”القبر المقدس”.

إغلاق كنيسة القيامة هذا العام، يُعد قرارًا صادمًا لمئات الآلاف من المسيحيين الذين يحرصون على زيارة قبر المسيح في عيد القيامة، ليس هذا وحسب، فعام 2020 شهد إغلاق الكنيسة لأول مرة منذ أكثر من مائة عام، وتكتفي الكنيسة باستقبال عدد محدود للغاية من قيادات الطوائف المسيحية المختلفة للصلاة يوم “سبت النور”.

البطاركة ورؤساء كنائس القدس، قالوا إن الشوارع في مدينة القدس الشرقية كانت فارغة تمامًا، وكذلك الحال في كنائسها وعلى رأسها كنيسة القيامة، بعد أن كان آلاف المؤمنين والحجاج يشاركون سنويًا في مناسبات الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد الفصح.

وأوضح البطاركة في بيان لهم، أن الاحتفالات ستقتصر على قداسات الصلاة، وستقتصر الصلاة في كنيسة القيامة على عدد محدود لا يتجاوز الـ10 أشخاص، بسبب التعليمات باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.

أقباط القدس

 

من جانبهم، أعرب أقباط مقيمون في القدس عن حزنهم لإغلاق كنيسة القيامة، والمقاصد الدينية المسيحية المقدسة، خلال الاحتفال بأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد.

 

وقال بعض الأقباط المقيمين في القدس لـ”القاهرة 24″، والذين رفضوا ذكر اسمهم، إن الاحتفالات بعيد القيامة هذا العام، تتسم بالحزن الشديد، وكأن “المسيح يُصلب من جديد”، على حد تعبيرهم.

 

وأشاروا إلى أن الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والشرق الأدنى، اعتكف للصلاة في دير السلطان، برفقة رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في القدس، ولم تشهد الصلوات حضورا شعبيًّا لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

 

وأوضح وجدي جرجس، أحد الأقباط المقيمين في فلسطين المُحتلة، أن كافة المدن تشهد تشديد الإجراءات الأمنية بسبب بعض الجماعات الدينية المتطرفة في إسرائيل، والذين يرون أن حظر التجوال المفروض عليهم للحد من انتشار فيروس كورونا، أمر لا يناسبهم.

 

وأضاف جرجس في تصريحات لـ”القاهرة 24″، أن تلك الجماعات الدينية يحرصون على التواجد في تجمعات بالعشرات، ضاربين عرض الحائط بقرارات السلطات الإسرائيلية، الأمر الذي دفع قوات شرطة الاحتلال للتصدي لهم بكل قوة وفرض إجراءات قاسية على كافة أنحاء البلاد.

 

ولفت إلى أن العديد من الأقباط ممن استعدوا لأداء طقوس الحج المسيحي هذا العام، يعرفون هذا، ولكن غلق كنيسة القيامة وإيقاف رحلات الطيران والمنافذ البرية والبحرية، حال دون تحقيق حلمهم، خاصةً في ظل العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية للسيطرة على الوباء.

 

وبيَّن أن العديد من التجار في القدس المُحتلة، يعانون أشد المعاناة بعد شراء البضائع التي يحرص الحجاج المسيحيين على شرائها خلال رحلة الحج في فلسطين، بعد أن توقف موسم الحج بشكل كامل، وتم حظر أي تجمع بمحيط الكنائس والمقاصد الدينية التاريخية المسيحية.

 

وألمح جرجس، إلى أن صلوات سبت النور هذا العام تشهد تواجد 10 أشخاص فقط، وهم قيادات الطوائف المسيحية المختلفة في القدس، دون أي حضور شعبي، مبينًا أن الطوائف أبلغتهم أنه سيتم بث الصلوات مباشرة، ليتمكنوا من متابعتها من منازلهم.

الحج المسيحي

 

تُعد فلسطين الوجهة الأولى للمسيحيين في شتى بقاع العالم، حيث ولد المسيح في الناصرة، وعاش في أورشليم، فتزخر البلاد بالعديد من المقاصد الدينية المسيحية الأهم في العالم على الإطلاق، مثل كنيسة القيامة حيث صلب ومات وقام يسوع المسيح، بالإضافة إلى كنيسة المهد، حيث وُلد المسيح، وكنيسة البشارة في الناصرة، حيث عاش وكبر السيد المسيح، ويعتقد أنها بنيت في المكان الذي بشر فيه الملاك جبرائيل العذراء مريم بميلاد يسوع.

كما يشمل برنامج الحج للمسيحيين، زيارة نهر الأردن، حيث تم تعميد المسيح، وجبل نيبو الذى دفن فيه موسى النبي، ومنطقة أم الرصاص؛ وهو المكان الذى تم فيه قطع رأس النبى يوحنا المعمدان، وجبل الكرمل ومغارة الحليب، وحقل الرعاة في بيت ساحور وكنيسة الصعود، ليشمل برنامج الحج مقاصد بالأردن وفلسطين، أبرزها وأهمها على الإطلاق بالقدس.

الحج في المسيحية لم يولد بعد صلب المسيح وقيامته، بحسب العقيدة المسيحية، بل ذكر العهد القديم من الإنجيل العديد من المشاهد التي تشير إلى الحج.

النبي يعقوب يُعد أول من قام بالحج بحسب الكتاب المقدس، الذي ذكر أن الله قال ليعقوب أن يذهب الى منطقة بيت إيل ويصنع هناك مذبحًا للرب، وهو ما فعله يعقوب وتعبد فيه هو وأهل بيته.

وأرسل الملك فجمعوا إليه كل شيوخ يهوذا وأورشليم، وصعد الملك إلى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان أورشليم معه والكهنة والأنبياء وكل الشعب من الصغير إلى الكبير وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب”، هكذا أشار الإنجيل إلى أورشليم التي أصبحت مكانًا للحج يذهب إليه كل المؤمنين، وهو ما فعله المسيح وأمه مريم وخطيبها يوسف النجار حينما كان عمر “يسوع” 12 عامًا، حيث ذكر الإنجيل: “وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح، ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد”.

الكنيسة القبطية

 

ولم تُعلق الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، على قرار وقف الحج المسيحي هذا العام، تماشيًا مع قراراها التاريخي الذي ظل صامدًا لعقود من الزمن، وهو رفض زيارة الأقباط للقدس.

البابا كيرلس السادس، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية الـ116، أصدر قرارًا تاريخيًا عقب نكسة 1967، بمنع زيارة القدس على الأقباط، احتجاجًا على احتلال إسرائيل لدير السلطان التابع للكنيسة القبطية، وتمكين رهبان الحبشة منه.

وفي عهد البابا شنودة الثالث، أصدرت الكنيسة قرارًا عام 1980 بمنع زيارة الأقباط للقدس خلال أسبوع الآلام وعيد القيامة “موسم الحج”، حتى استرداد دير السلطان القبطي، وقال البابا شنودة جملته الشهيرة: “لن ندخل القدس إلا مع أخوتنا المسلمين”.

 

تابع مواقعنا