العمة القاتلة.. ذبحت طفلة شقيقها ووضعت جثتها في “شيكارة” بالشرقية (تفاصيل)

لم تكُن تدري “منة” بنت الأربع سنوات وبضعة أشهر، أنها ستكون ضحية للخلافات التي دبت بين والدتها وعمتها، وأن “جنون” العمة سيزُج بالصغيرة لتكون ضحية جديدة من ضحايا الذبح بدم بارد، وأن نهايتها ستكون مُضرجة في دماء الموت داخل “شيكارة” مُلقة فوق “سطوح” منزل الأسرة قبل ساعات من “شم النسيم” وما يُصاحبه من أجواء بهيجة اعتادتها داخل قريتها التابعة لمركز أبو حماد، جنوب محافظة الشرقية.

مع بدء تسلل أشعة شمس “الأحد” لسماء قرية “عرب زيدان منديل” الواقعة بأقصى حدود مركز ومدينة أبو حماد، فوجيء الجميع بسماع دوي صراخ ضرب هدوء القرية وأحدث جلبة كبيرة؛ فيما علت حناجر أحد المتواجدين بالهتاف الأبرز: “لقيوا البنت منة مدبوحة ومحطوطة في شوال فوق سطوح بيتهم”.

العبارة كانت صادمة للجميع؛ فـ”المذبوحة” كانت طفلة في عمر الزهور، بالكاد بلغت منتصف ربيعها الخامس، ولم ترتكب ما يدعو لأن تكون نهايتها قتلا بهذه الطريقة البشعة، لكن قبيل حضور الأهالي وصراخ أم الطفلة كانت عمتي الطفلة واقفتان تعُض إحداهما الأنامل، شاردة الذهن، وهي تمسك بتلابيب شقيقتها، قبل أن تهرولان فور صراخ الأم.

احتشدَّ المئات من أهالي القرية أمام المنزل، وحضرت الأجهزة الأمنية ورجال الشرطة، حيث جرى نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، ومنها إلى مشرحة مستشفى “الأحرار” التعليمي، بمدينة الزقازيق، بقرار من النيابة العامة، والتي أمرت بالتشريح لبيان سبب الوفاة، لكن ما حدث بحضور الأم فور اكتشاف الواقعة، وما تبعَّ ذلك من تحريات رجال البحث الجنائي، كشفَّ عن مفاجأةٍ مدوية.

التحريات كشفت عن إقدام عمة الطفلة وشقيقة والدها من الأم، وتُدعى “روفيدة”، حاصلة على بكالوريوس زراعة، على ذبح الصغيرة ووضع جثتها في “شيكارة” ألقتها فوق سطح منزل الأسرة، وحال اكتشاف الأمر تزامن ذلك مع حضور شقيقة “القاتلة” الصغرى، وتُدعى “إسراء” حاصة هي الأخرى على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، والتي سعت إلى تهريب شقيقتها خشية اكتشاف الأمر، إذ هرولتا في الوراعات بحثًا عن مكان للاختباء، لكن عيون الأمن كانت متيقظة وأحبطت خطة الهرب.

البداية كانت بتلقي اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بالعثور على الطفلة “منة رشدي” 5 سنوات، مذبوحة أعلى سطح منزل أسرتها بناحية “عرب زيدان” التابعة لدائرة مركز شرطة أبو حماد.

وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية ورجال البحث الجنائي بمركز شرطة أبو حماد، إلى محل الواقعة، حيث تبين العثور على الطفلة جثة هامدة فوق سطح منزل أسرتها، وبها آثار لجرح ذبحي بالرقبة.

جرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى “أبو حماد” المركزي، والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، والتي أمرت بنقل الجثة إلى مشرحة مستشفى “الأحرار” التعليمي بمدينة الزقازيق، وانتداب لجنة من الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وتحرر عن ذلك 12167 جُنح أبوحماد لسنة 2020.

وتوصلت التحريات، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عمة الطفلة، وتُدعى “روفيدة.ع” 24 سنة، حاصلة على بكالوريوس زراعة، والتي ذبحت الصغيرة ووضعت جثتها في “شيكارة” فوق سطح المنزل، وحال اكتشاف الواقعة حاولت شقيقتها “إسراء” 22 سنة، حاصلة على بكالوريوس تربية رياضة، مساعدتها في الفرار بالأراضي الزراعية، لكن جرى ضبطهما من قِبل رجال الأمن.

وتبين أن المتهمة “روفيدة” شقيقة والد المجني عليها من الأم، وتعيش معه بنفس المنزل، حيث كانت دائمة الخلاف مع والدة الطفلة، إذ كانت المتهمة تُعاني من إصابتها بمرض نفسي، وتبين أنها كانت تتلقى العلاج بأحد مستشفيات الصحة النفسية بالمركز، ولها كارت متابعة بالمستشفى، لكنها التزمت الصمت التام أمام جهات التحقيق.