80 يومًا في العزل.. قائد أول فريق للعزل الصحي لمواجهة كورونا يتحدث بعد إصابته بالوباء (خاص)
للعائلة وجوه كثيرة؛ الأمان، الحب، الطمأنينة، الأب الذي يحنو على صغاره، الزوجة التي هي مفتاح السعادة للأسرة، حياة طبيعية كانت تتمتع بها أسرة محمد علام، الطبيب الثلاثيني، حتى يوم 31 يناير من العام الجاري 2020، حينما جرت عليه طفلته التي بالكاد تنطق اسمه، لتخبره أن جرس الهاتف يرن، يتلقى الاتصال وينظر في وجهها كأنه يراها أول مرة، تنتهي المكالمة ويحضنها قبل وداع أخير.
لكل عصر أنبياؤه وأنبياء هذا العصر هم الأطباء
مطلع فبراير قررت وزارة الصحة والسكان تخصيص مستشفى عزل لاستقبال حالات الاشتباه والإصابة بفيروس كورونا المستجد، ليقع اختيارها على مستشفى النجيلة، الواقعة في القرية الساحلية بمحافظة مرسى مطروح، ليحمل إليها الطبيب “علام” أمتعته، ويصبح قائد أول فريق عزل من الجيش المصري الأبيض.
وبعد 80 يومًا من قراره الأول بالانضمام لفرق عزل مصابي فيروس كورونا، يقول علام: “الآن أصبحت مريضا بفيروس كورونا المستجد، لم يعلم أهلي إنني اتلقى العلاج الذي لطالما مدته يدي للمرضى، استطيع تحمل الإصابة ولن أخاف أو ينتابني الضيق، منذ اللحظة الأولى كنت اتوقع ذلك، وربما وافقت بسهولة كي أصبح أنا المصاب بدلا من العائلة، أن يكون عملي القربان الذي يبعد كورونا عن أسرتي وها أنا أقدمه”.
يقول نائب مدير شركة ZTE، بعد تعافيه من فيروس كورونا بإشراف طبي من الدكتور محمد علام: “أود أن أكرس هذا المنشور للجهود الدئوبة للأطباء والتمريض الذين اهتموا بنا، وللشرطه التى حافظت على أمان المبنى، وإلى الدكتور علام وفريقه كتقديرًا لكم.. حين يتوافر الجيل الخامس في منطقتكم أود أن أرسل معدات لترقيه شبكه الإنترنت في المستشفى”.
تدوينة المسؤول الاجنبي
يضيف علام لـ”القاهرة 24″: “صدر الطبيب مقبرة للأسرار لا تُنبش أبدًا، مقبرة كان معها من الصعب النزول لحضور جنازة جدي، احتضن ابنتي الذين تبلغ الصغرى فيهما عامين، ابنتي الكبرى وهي تخبرني في التليفون إنها تعرف بمهمتي الوطنية “انت بتحارب الكورمبا محمد انا بحبك”، أضحك وهي تتحدث، كلها ليست مقومات بطولة، كلها مقومات حب للعائلة بدأت منذ اللحظة الأولى وربما لن تنتهي إلا بزوال الأزمة، ربما لأن الموت الحقيقي لدي هو تسببي في الأذى لعائلتي، ومن ثم تبقى عدم رؤياهم طوال هذه الفترة الوجه الأساسي للأسرة الأمان”.
اضطر علام للإعلان عن إصابته بفيروس كورونا منذ يومين، وقال إن ذلك بسبب انتقادات البعض بسبب تدويناته على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، التي كان أعلن فيها مدى اشتياقه لطفلته التي لم يرها من أكثر من شهرين، ومع ذلك كانت تنهال الانتقادات والاتهامات بعدم العمل.
وأكد أنه لم يُعلم أسرته بتفاصيل الإصابة بـ”كوفيد 19″ إلا قبل نحو أسبوع ولزوجته فقط، خوفًا عليهم من القلق الزائد بسبب الإصابة وآثارها النفسية والصحية، خاصة مع مرور أكثر من 60 يومًا على عدم رؤيته.
أكثر من 15 يومًا من تأكد علام إصابته بفيروس كورونا المستجد، ليتم عزله داخل المستشفى التي بدأت على يده كأول مستشفى عزل كاملة لمصابي كورونا في الشرق الأوسط، يحتاج بعدهم لـ15 يومًا كعزل منزلي بعد التأكد من تعافيه من الفيروس ليعود للمرة الأولى بعدما ترك منزله، يحتضن بناته الصغار ويحكي معهن في رمضان كيف تمكن من قيادة أول كتيبة مكافحة فيروس كورونا للجيش المصري الأبيض، بينما يؤكد أن العودة للعمل هي جزء من الشعار، وأن عهده مع الله أبقى.
اقرأ أيضًا:
مناعة غائبة ووصمة حاضرة.. رحلة علاج 13 ألف مريض إيدز بمصر محفوفة بخطر عدوى كورونا
أبطال في الخفاء.. رجال الإسعاف المصابين بكورونا: “سنعود لعملنا فور التعافي” (صور)
