الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إنى خيرتك

القاهرة 24
الجمعة 24/أبريل/2020 - 05:13 م

الكاتبة الصحفية الأمريكية “إيرما بومبيك” (Erma Bombeck) كانت من أكتر الكُتاب فى العالم اللى فهموا الدنيا وعبروا عنها صح.. بتاخد كل حاجة بهزار وتتريق عليه ومش بتشيل فى قلبها.. ده كان يبان فى مقالاتها وفى القصص اللى بتكتبها ومن هنا جت شهرتها اللى خلّتها واحدة من أهم اللى قدروا يتكلموا بلسان الناس.. بيسألوها قبل وفاتها مباشرة فى حوار صحفى: (ماذا لو عاد بك الزمان هل كنت ستعيشين حياتك بنفس الطريقة وتختاري نفس الإختيارات؟).. ردت إنها مش ندمانة على أى حاجة عملتها فى حياتها وإنها راضية تمام التمام.. بس بعد شوية تفكير عدلت إجابتها وردت بـ 14 نقطة إختصرت بيهم من وجهة نظرها إيه هى الحياة.. فقالت:

1 – لو عادت بي الحياة مرة أخرى لن أقضي شهور الحمل في الشكوى من متاعبه.. سأنتبه إلى أن الحمل معجزة إلهية، وسأستمتع بأني جزء من هذه المعجزة وأني سبب في خروج روح أخرى إلى العالم.

2 – لن أغلق نوافذ سيارتي صيفاً خوفاً من أن يفسد الهواء تسريحة شعري.

3 – سأدعوا أصدقائي إلى بيتي أكثر وأستمتع بصحبتهم برغم السجادة المتسخة والأريكة الباهتة الألوان.

4 – سأسمح لنفسي بالأكل في غرفة المعيشة ولن أكترث بأنها قد تتسخ.

5 – سأنصت أكثر لحكايات جدي عن طفولته وشبابه.

6 – سأستخدم تلك الشمعة الباهظة الثمن التي أهديت لي وفسدت من التخزين.

7 – سأمرح مع أولادي على الحشائش بلا إكتراث بالبقع التي قد تلطخ ثيابي.

8 – سأقلل دموعي وضحكاتي أمام التليفزيون على حكايا لا تخصني، وسأحيا واقعي أنا بدموعه وضحكاته.

9 – سأوي إلى فراشي إذا شعرت بالإرهاق، ولن أتوهم أو أدعي أن العمل سيتضرر لو تغيبت يوم.

10 – إذا أرتمى إبني في أحضاني لن أبعده لأني مشغولة الأن.

11 – لن أشتري أي شيء لمجرد أنه عملي أو يعمر طويلاً.

12 – سأعبر أكثر عن مشاعري لمن أحبهم، وسأعتذر أكثر لمن أسأت إليهم .

13 – سأنصت أكثر لمن يحدثني.

14 – لو أعطيت فرصة ثانية للحياة سأراها.. سأحياها.. سأجربها.. سألمس كل لحظة فيها.. فالحياة هي الحضور الواعي، وفهم الأولويات، والقدرة على التفرقة بين “المهم” و “العاجل” وحُسن الإختيار بينهما، وتنقيتها من الإزعاجات والتخلص مما يضيع الوقت و يستهلك الطاقة والعمر فلا تنفق عمرك هباءً.

  

 

*الإنبوكس:

 – أنا “شادي“.. 26 سنة.. خريج كلية آداب بتقدير إمتياز.. رغم التقدير بس ماكنش ليا نصيب فى التعيين كمعيد فى الجامعة لإعتبارات تانية مالهاش علاقة بالمستوي الدراسي، لإن الوظيفة دي بتبقي للأسف محجوزة لأبناء السادة الأساتذة.. كان البديل إني أعمل دراسات عليا، وأحاول أوصل لحلمي بس من طريق تاني أصعب وأطول.. لكن الأزمة هي ظروف أسرتي!.. والدى موظف بسيط فى السكة الحديد، ومرتبه أبسط، ووالدتي ست بيت، وعندهم غيري 3 إخوات بنات.. طبعاً بالنسبة للعقل والمنطق إن “شادي” يقرر يكمل تعليمه ويعمل دراسات عليا وإحنا ماصدقنا إنه خلص الجامعة؛ بتبقي درب من دروب التعجيز بالنسبالهم.. وبصراحة عندهم حق.. كنت بشوف الفرحة والشوق فى عيون والدى ووالدتي بمجرد ما تيرم من الجامعة بيخلص، وكانوا بيعدوا الأيام عشان يشوفوا إبنهم الوحيد وهو بيشتغل فى الجامعة، وربنا وأنا عارفين كويس التضحيات اللى كانوا بيعملوها عشان يوفرولي الوصول للهدف ده.. وشوفت برضه فى عيونهم الكسرة لما إتقلشت من التعيين.. والدي قال لى: (عوضنا على ربنا مفيش نصيب يا إبني، مش مكتوبالنا).. قولتله: (أنا هعمل دراسات عليا).. رد بإحباط: (ماتعلقش نفسك بحبال دايبة).. قولتله: (أنا مش هحملكم أى أعباء، هشتغل وهشيل أى تكاليف تطلبها الدراسات العليا).. وافق وهو موجوع ومش مقتنع.. دورت على شغل فى مليون مكان.. كنت فاكر إن السكة هتبقي سهلة نوعاً ما.. إمتياز بقي!.. بس لأ.. الحاجة الوحيدة اللى كانت متاحة هي عامل ديلفري.. وافقت.. بس محدش فى البيت عرف.. عرفوا إن إشتغلت بس حاجة تانية.. الشغل مش عيب وإلا ماكنتش إشتغلتها بس ماكنتش عايز أحس بالحسرة فى عيونهم وهما شايفين حلمهم اللى كانوا بيبنوه معايا بيتدغدغ وأنا فى منطقة تانية غير اللى كانت فى خيالهم.. بدأت الدراسات العليا فى الجامعة.. صرفت من الشغل عليها وشيلت مصاريف نفسي.. الدراسات صحيح ماشية ببطء عشان واخدها على مهلي بسبب إني بحاول أعمل توفيق بينها وبين الشغل بس فى النهاية أهي ماشية.. من وقت لما بدأت الشغلانة، ولحد دلوقتي عديت على 4 مطاعم، وكنت فيهم كلهم موظف ممتاز بشهادة كل المديرين بتوعي.. طيب كنت بسيبهم ليه؟.. فى الأغلب كانوا هما اللي بيسيبوني مش العكس.. طبيعة الوظيفة دي فى مصر مش أعدل حاجة ورغم إنك ممكن تكون بتشتغل فى مكان له إسمه بس فكرة عدالة الأجر وإنه لازم يزيد مش بتحتل الأولوية عندهم.. أقول: أنا بقالي 6 شهور وإنتم كاتبين فى العقد إن فيه زيادة بعد الفترة دي، وأنا ماقصرتش.. يردوا: سيبك من العقد هو ده المرتب اللي عندنا، وبدون زيادة، مش عاجبك؟.. أقول: مش عاجبني!.. يردوا: مع السلامة تروح وييجي مكانك ألف.. فكنت بمشي وبشوف رزقي فى سكة تانية.. عمري ما ندمت على إختيار إني أكمل أو أمشي.. فى الحب أنا أخترت “نور“.. زميلتي فى الجامعة واللي قصتنا بدأت من تانية كلية.. كنت قابلت والدها أصلاً وإحنا فى رابعة كلية وإتفقت معاه بشكل مبدئي إني هآجي أخطب “نور” بعد ما نخلص وأتعين.. على أساس إني كنت فاكر إن موضوع تعييني مسألة وقت مش أكتر.. الحقيقة هو إستقباله ليا كان بمنتهي الود والحفاوة.. لما خلصت الكلية وحصلت اللخبطة اللى حصلت فى طريقي دي رحت وإتكلمت معاها بمنتهي الوضوح والصراحة.. أنا همشي طريق أطول شوية فى مستقبلي عشان أوصل لهدفي بس عارف بكره بتاعي هيكون إزاي، ومحتاجك جنبي.. بعد كده لما كل حاجة إتهدت وإتكلمت مع “نور” حسيت إنها مترددة تحددلي معاه ميعاد جديد.. قالت: (طيب إن كان عليا أنا موافقة يا “شادي” بس تفتكر بابا هيوافق وإنت رايح تقول له إنك بقيت ديلفرى!).. رديت: (هحط قدامه ظروفى على الترابيزة، ووجودك فى صفى هيسندني).. إتحدد الميعاد، وقعدت معاه وكلمته بصراحة.. الراجل سمعني كويس، وإعتذر بأدب عن التكملة.. (سكتك طويلة، وأنا بنتى مهمة عندى وواجبى أختارلها الإختيار اللى يريحها).. بصيت لـ “نور” عشان أشوف رد فعلها على كلامه بس كان واضح من بصتها فى الأرض، وهروبها من مواجهة عيني إنها إختارت.. مشيت، وأنا مقرر إني هكمل.. ماقدرش ألوم عليها.. الحياة إختيارات، وأنا إخترت، وهى كمان إختارت.. كل واحد فينا حر ومش مضطر يقتنع برأى التاني.. بتبقي الشطارة هو إزاي إنك تفضل متمسك بإختيارك ده للنهاية.. بسبب شغلانتي اللي كانت إختيارى بنسبة 100% إتعرفت على “ماريان” أحلي هدية من ربنا ليا.. كنت بوصل أوردر لفيلا قديمة فى الزمالك.. كنت أول مرة أروح العنوان ده.. رنيت الجرس، وإتفتح الباب ولقيت بنت من عمري تقريباً بتصرخ وبتقول لى إلحقني، وبتجري على جوه.. إترددت لحظة، وإفتكرته مقلب ولا فخ بس صراخها اللى كنت سامعه حتى بعد دخولها خلاّني جريت عليها عشان أشوف فيه إيه!.. كان والدها واقع على الأرض وهي بتحاول تضغط على صدره عشان تسعفه!.. فى لحظة فهمت إن عنده أزمة قلبية وإن أى حاجة هى هتعملها هتبقي هرى ولازم حد متخصص.. رميت اللى فى إيدي وخرجت جرى لمستشفى قريبة من المنطقة وجبت عربية إسعاف ونقلناه بسرعة.. كانت أزمة قلبية حادة زى ما توقعت.. فضلت معاهم لمدة 6 ساعات لحد ما مرحلة الخطر عدت.. اللى عرفته من “ماريان” إنها وحيدة والدها، وعايشين سوا لوحدهم.. بصراحة إرتبطت عاطفياً بالأسرة الصغيرة دي.. والدها كمان لما صحته اتحسنت بقينا قريبين.. زي ما هو بيقول شاف فيا إبنه اللى ماخلفوش.. فتحت قلبي وحكيت، وهما سمعوا.. بقي فيه زيارة يومية ليا عندهم.. “ماريان” كانت بتذاكر معايا أو بمعني أدق بتذاكرلي!.. رغم إنه مش تخصصها كانت بتخصص جزء من يومها عشان تذاكر الجزء اللى بحضره فى الدراسات بتاعتي، وتقعد تراجعه معايا.. تدخل عليا وأنا قاعد أنا ووالدها وتقول بـ حسم: (يالا يا أستاذ عشان نلحق نراجع، وترجع بيتك عشان ترتاح عشان لسه فيه شغل بكره).. دعموني نفسياً بشكل كبير، وحسيت إني عايز أكمل معاهم.. وتحديداً معاها.. هي ماكانتش مجبرة على كمية الدعم اللامحدود ده بأى شكل!.. واحد عمل موقف جدعنة معانا وشكرناه وخلاص.. بس لما حكيت وفتحت قلبي واضح إن كلامي لمس جزء من قلوبهم.. كنت متردد أصارحها.. يقولوا طمعان.. يقولوا فهم إشفاقنا عليه غلط.. يقولوا هو نسي نفسه!.. بس كالعادة ماردتش أقف على عتبة التردد.. قولتها.. (أنا بحبك).. ردت: (وأنا أخترتك).. والدها كمان كان رده فى إحتواء، ودفا وهو بيقول: (يا “شادي” تبقي غلطان لو إفتكرت إني إتولدت كبير أو معايا!، خالص!، أنا حياتي سلسلة من الإختيارات فيه اللى ندمت عليه وفيه اللى لأ لكن فى كل الأحوال كان لازم أختار، أمارس فعل الإختيار نفسه مش أقف محلك سر!، وإنت فيك الميزة دي إنك بتختار وبتدافع عن إختيارك، وأنا يشرفني تبقي جوز بنتي).. إتخطبنا، وفرحنا بعد ما تخلص مشكلة كورونا، ومتاكد إننا هنبقي زوجين متفاهمين وسعداء.. لو الحياة رجعت بيا تاني هكرر نفس إختياراتي هي هي وهكون مبسوط بيها.. بقي عندي ثقة إن ربنا بيقف مع أى قرار بتاخده وإنت مقتنع بيه!.. الله!.. مش هو اللى بيوحي ليا إني أختار!.. يبقي أكيد راسملي الخير فى نهاية الطريق.

 

*الرد:

 – الحياة اختيارات، ومعظم الفشل اللي بيحصل بيكون سببه عدم الإختيار مش الإختيار الغلط.. د.”أحمد خالد توفيق” الله يرحمه قال: (كل اختيار مهما صغر يمكن أن يضعنا فى كون آخر مختلف تماماً).. ماتندمش على إختيار بس لما تختار يكون عندك شجاعة الدفاع عن إختيارك للنهاية بكل عواقبه، ومميزاته.. نصف الإختيار تخلّى.. أحسن حاجة فى الدنيا إن كل واحد فى النهاية بيتحمل نتيجة إختياراته.. طلع إختياره صح أو غلط؛ هو مش غيره اللى هيتحمل.. محدش بيشيل شيلة حد.. اللى إختار إنه يبعد.. اللى عنده حلم وإختار يمشي فى سكته.. اللى إختار إنه يظلم.. اللى رفض.. اللى إختار إنه يإذى بشكل مادى أو معنوى.. هو مش إختار ؟.. يبقى خلاص.. خلَّى أساس طمأنة قلبك هو ضمان وجود العدل الآلهى اللى بيتدخل دايمًا فى التوقيت الصح عشان يقول كلمته بشكل يبرد النفس ويعدل الكفة، واللى مادام أوحي ليك إنك تختار يبقي فيه هدف فى النهاية بنسبة مليون% لصالحك إنت مش حد تاني.

 

 

 

 

تابع مواقعنا