الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة “عريس الأطباء” الذي شارك في حالتي ولادة لمصابتين بكورونا في سوهاج

القاهرة 24
محافظات
الأربعاء 29/أبريل/2020 - 04:04 م

“لم يمر أكثر من 20 يومًا على زواجي عندما أخبرت زوجتي بقرار مُشاركتي في مستشفى سوهاج التعليمي بعد تخصيصها كمستشفى للعزل لعلاج مصابي كورونا”، بهذه الكلمات بدأ الدكتور “م. ا”، الطبيب بقسم العناية المركزة والتخدير، والمُشارك ضمن فريق طبي مكون من 12 طبيبا من المستشفى الجامعي بالمحافظة، سرد قصته، موضحًا أنه تأكد من عدم تخصيص مستشفى عزل بالمحافظة، بادر بالعرض على رؤسائه بأنه على استعداد تام للسفر لأي مستشفى للعزل قائلاً: “عقب تحديد أي مستشفى سنتوجه إليها كفريق طبي من مستشفى جامعة سوهاج”، مُشيرًا إلى أنه لم يكن قد وقع الاختيار على مستشفى إسنا بمحافظة الأقصر حينها.

ولفت في حديثه مع “القاهرة 24″، إلى أن الطاقم الطبي برئاسة الدكتورة إلهام محمد، كان يتخذ كافة الإجراءات الوقائية المُتبعة للوقاية من الإصابة أو انتقال العدوى، ملمحًا إلى أن ملابس الوقاية هي البدلة التي تحمل اللون الأصفر، من شأنها أن ترفع يرتديها بدرجة حرارة عالية للغاية بسبب طول المدة الزمنية التي يتم ارتاء البدلة فيها، لأن قسم العناية المُركزة لم يكن به سوى 6 أطباء يتناوبون على مُتابعة المرضى ومنهم من له تخصصات أخرى داخل المستشفى.

فضل عدم ذكر هويته بسبب التنمر.. طبيب يروي قصص مأساوية لمرضى داخل عزل إسنا

واستكمل: “لقد أمضيت 14 يومًا في مستشفى العزل، لم أكن أرى سوى الحالات الخطرة التي يجري نقلها إلى العناية المُركزة لوضعها على أجهزة التنفس الصناعي بعد تدهور حالتهم الصحية، وغالبًا ما يكونوا من كبار السن، ومنهم من يُكتب له النجاة، ومنهم من يلفظ أنفاسه الأخيرة على الجهاز، ليدخل ضمن قائمة وفيات الوباء العالمي”.

وشارك الدكتور “م. أ” في تخدير سيدتين قبل وضع مواليدهما بعد إصابتهما بالفيروس المُستجد، موضحًا حالة الذهول والصمت التي أصابت السيدتين، كما لم ترغب أيٌّ منهما بالحديث مع أي طبيب أو غيره واكتفوا بمناجاة ربهما فقط، وأنعم الله عليهما بوضع طفليهما بصحة جيدة.

“تزوجت منذ حوالي شهر وزوجتي طبيبة في مستشفى أخميم المركزي، ولم تعترض عندما أخبرتها بقراري بالسفر إلى مستشفى إسنا لمُساعدة زملائي الأطباء في علاج مُصابي كورونا”، هكذا أخذ يتحدث الطبيب بنبرة اشتياق تُلازمها نبرة الحزن على فراق عريس لعروسته بعد فترة قصيرة هكذا، لكنهما اهتموا بمساعدة الوطن والمواطنين قبل أنفسهم.

وأشار عريس الأطباء إلى أنه طوال فترة سفره، لم يفارقه القلق الممزوج بالخوف، ووالداه أيضًا كانا على تواصل دائم معه عبر الهاتف، ورغم عودته منذ يومين، إلا أنه لم ير أيًا منهم حتى الآن، وذلك لبقائه هو وزملائه في أحد مباني المدينة الجامعية للطالبات لقضاء مدة العزل المنزلي، رغم سلبية التحاليل الخاصة بهم، ولكنه إجراء احترازي لمواجهة الوباء القاتل.

تابع مواقعنا