الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“الاختيار”.. في عيون الإخوان

القاهرة 24
الخميس 30/أبريل/2020 - 03:52 م

آثار مسلسل الاختيار الذي يشارك في السباق الرمضاني لهذا العام غضب جماعة الإخوان، وكشف عن وجهها القبيح منذ عرض حلقاته الأولى.

وإذا كان مسلسل “الاختيار” يجسد الأدوار البطولية لرجال الجيش المصري، متمثلاَ في عرض حياة الشهيد البطل أحمد المنسي ورفاقه، والغوص في مواقفهم البطولية، فإنه في المقابل يتعرض لقصة الإرهابي هشام عشماوي، ليضع المشاهد أمام مسارين متعارضين تماماً، الأول، يتمثل في الخيانة والخسة للدفاع عن عقيدة تكفيرية فاسدة. والثاني يجسد القيم الوطنية التي يتم الدعوة لها من أجل تربية النشء المصري، على بطولات وتضحيات المدافعين عن تراب الوطن.

إن ما يمكن ملاحظته حول حالة الجنون التي أصابت الجماعة، وجعلتها تشن حملة من التشويه ضد المسلسل، سواء من خلال أبواقها الإعلامية أو عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها، أنها جاءت كرد فعل لكشف المسلسل عوراتها، وإجهاضه لكل سياساتها التي اتبعتها منذ سقوط نظام حكمها في مصر يونيو 2013، والمتمثلة في تشويه ممنهج للجيش المصري، ومحاولة مستميتة لزعزعة ثقة المصريين في الجيش، وكسر العلاقة الصلبة-مستحيلة الكسر- بين الجيش و الشعب.

لقد أحدث المسلسل حالة من إعادة تشكل الوعي الجمعي لدى المصريين، وبث جرعة لا حدود لها من الروح الوطنية، خاصة بين فئة الشباب. فالمتابع لأحداث المسلسل التي تظهر التضحية البطولية للجيش المصري، يستنبط المعنى الحقيقي “للقدوة” التي لابد أن يعيشها  كل الشباب المصريين، بدلاً من صورة البلطجي التي بلورتها أعمال الدراما خلال السنوات السابقة كنموذج وقدوة وأسطورة.

الجدير بالذكر أن هذا المسلسل كشف عن مصريين كانوا يكرهون الجماعة منذ أفعالها الإجرامية بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، تأثروا إيجابيا بحلقاته، وازدادوا وعياً، خاصة وأنهم يشاهدون في الوقت نفسه حملات التشويه الكثيفة والممنهجة التي تقوم بها المنصات الإعلامية للجماعة  الإرهابية ضد الجيش المصري. وآخرين كان متأثرين بأكاذيبها التي كانت تروجها قبل المسلسل عبر وأبواقها الإعلامية، لكنهم بمجر متابعة “الاختيار” حدثت عندهم حالة من الإفاقة، بل أعيدت لهم الثقة في جيشهم العظيم بعد أن عايشوا من خلال المسلسل المواقف البطولية لرجال الجيش المصري.

إن هذا العمل الدرامي، وغيره مثل فيلم الممر افشل مشروع الجماعة وحلفائها، من محاولات شتى لكسر هيبة الجيش المصري، من خلال حملات ممولة تدعو لرفض التجنيد الإجباري من خلال أفلام بثتها الجماعة بكثافة طوال السنوات الماضية، بهدف النيل من الجيش المصري باعتباره حائط الصد ضد مخططاتها ضد الوطن.

لقد واجهه المسلسل الجماعات التكفيرية مواجهة فكرية باقتدار، فتعرض للعقيدة الفكرية الفاسدة للجماعات التكفيرية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، واظهر في حلقاته الأولي أن الحرب فكرية في المقام الأول إلي جانب المواجهة الأمنية.

تفاصيل ما سبق تؤكد على أنه من الطبيعي أن يحدث هذا المسلسل كل هذه الضجة، لدى أوساط الجماعة، التي أصابتهم  حلقاته منذ اليوم الأول من الشهر الكريم بحالة من التخبط، تعكس فزعهم من ردود الفعل غير المسبوقة على العمل، وهو ما دفعهم للهجوم عليه  وتصيد الشكل وتركوا محتوى العمل.

الواضح أن الجماعة ليس لديها ما ترد أو تنفى به ما تسرده أحداث المسلسل، من تحالفها مع جماعات إرهابية أخرى مثل داعش والقاعدة، وتشكيل أعضائها لكيانات قامت بتنفيذ أعمال إرهابية سواء على الحدود أو داخل الوادي والدلتا وفي قلب القاهرة، بالإضافة إلي ظاهرة الذئاب المنفردة عن طريق قيام بعض أعضائها بأعمال تفجيرية وانتحارية مخطط لها عن بعد.

لقد تحدث المسلسل بوضوح عن دور الجماعة في دعم أنشطة  هشام عشماوي التخريبية، وكذلك دورها في عمليات إرهابية كبرى، مثل تفجيرات مديرية أمن الدقهلية، ومحاولة اغتيال وزير الخارجية الأسبق. وعليه، يبدوا أن محاولة الجماعة  التشويش على العمل من خلال إطلاق دعاية السطحية، ويائسة في محاولة توحي بضعف الإقبال الجماهيري علي مشاهدة  المسلسل.

في النهاية، يمكن القول أن “الاختيار” خلق حالة استعادة للروح الوطنية لدى المواطن، وعكس أهمية الدور الذي تصنعه القوة الناعمة في تشكيل وجدان الشعوب، ولعل هذا يدفع الدولة والقائمين على تلك الصناعة، القيام بعدد من المشاريع سواء درامية أو سينمائية، فنحن لدينا سجل حافل ببطولات الجيش المصري، تصلح كمادة للكثير من الأعمال البناءة القادمة.

 

 

تابع مواقعنا