الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كورونا يغير من السياسات الخارجية لإيران ويطيح بأساسيات علاقاتها مع حماس

القاهرة 24
سياسة
الخميس 30/أبريل/2020 - 05:00 م

أشارت تقارير صحفية دولية وتقديرات موقف سياسي نشرت مؤخرًا، إلى أن هناك حالة من الجمود الواضح في منظومة العلاقات بين حركة حماس وإيران، وهي الحالة التي باتت واضحة مع تصاعد معدل الإصابات بفيروس كورونا في إيران وتخوف مصادر سياسية في حركة حماس من التأثر بهذه الإصابات أو الإصابة بها.

وكشفت صحيفة الأوبزرفر في عددها الأخير أن هناك قرارات داخلية صارمة صدرت في الحركة بالتوقف عن السفر إلى إيران أو التواصل عن قرب مع أي من مسؤوليها، بالإضافة إلى توقف عناصر حركة حماس عن تلقي أي تدريبات أو دعم عسكري من إيران بأي شكل من الأشكال، الأمر الذي يعكس تطورًا لافتًا يتعلق بمنظومة علاقات الحركة مع إيران.

الأمر بات واضحًا رغم إعلان طهران أنها آمنة ولا يوجد أي مصدر للتهديد بالإصابة بالفيروس بها، طالما يتم التقيد والالتزام بمعايير السلامة اليومية والالتزام والحيطة خوفً من أنتقال العدوى.

ونبهت الصحيفة إلى دقة هذه النقطة خاصة وأن الكثير من المصادر في حركة حماس تشير إلى أهمية العلاقات مع إيران، وهو ما بات واضحًا منذ وفاة قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وتوجه وفد رفيع من حركة حماس للتعزية في وفاته وإلقاء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة لكلمة تأبين، وصف فيها سليماني بالشهيد، وسط جموع المعزين في إيران.

ويقول مصدر فلسطيني مسؤول، إن الوضع الحالي الذي تتسم به العلاقات بين حماس وإيران يضر بصورة أو منظومة العلاقات بين الطرفين (إيران وحماس)، وهو ما سيضر بمستقبل التعاون المشترك بين الطرفين خاصة مع استمرار أزمة كورونا ومن قبلها استمرار الأزمات الناجمة عن بناء علاقات وثيقة بين إيران والحركة، وهي الأزمات التي دفعت بالكثير من الدول العربية إلى مهاجمة حماس وأنتقادها بسبب تواصلها مع إيران.

اللافت هنا أن توطيد هذه العلاقة اصاب بعض من الدول بالقلق خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن الكثير من الدول العربي والخليجية تعتبر إيران من الدول المعادية التي تهدف إلى الإضرار بأمنها الداخلي، وهو ما ظهر بوضوح وجلاء مع التعاطي العربي مع مشاركة حركة حماس في التعزية في وفاة قاسم سليماني.

وتشير مصاد سياسي لدورية فورين بوليسي إلى نقطة مركزية أخرى وهي توجس مصر أو بالأصح جهات أمنية رقيعة في القاهرة من هذا التقارب ، الأمر الذي يفسر عدم عودة إسماعيل هنية إلى القطاع منذ خروجه منه العام الماضي ، ورغم أن هنية أو مصادر مقربة منه أعلنت إن هذه الجولة التي يقوم بها هنية ستنتهي قبل رمضان ، حيث سيمضي رئيس المكتب السياسي للحركة رمضان في القطاع ، إلا ان الشواهد تشير إلى استرار هنية في العاصمة القطرية الدوحة وعدم عودته قريبا باي حال.

تاريخ من العلاقات

ورغم أن العلاقات بي حماس وإيران تشهد الكثير من التحولات خلال الآونة الأخيرة خاصة منذ اندلاع الثورة السورية ونقل المكتب السياسي للحركة من دمشق إلى الدوحة، بالاضافة إلى تصاعد هذه الأزمة عام 2016، بسبب تضييق حماس الخناق على “حركة الصابرين” التي تتهمها مصادر سياسية بأنها تابعة لإيران، والتي أسسها هشام سالم وهو قيادي انشق عن حركة الجهاد الإسلامي، وكرس حركته لنشر التشيع في غزة ، إلا أن العلاقة بين حماس وإيران عادت بشكل سريع بعد انتخاب يحيى السنوار قائداً لحركة حماس داخل غزة،

وفي مقال له بموقع أمد قال رامي عبد الله أن العلاقات بين إيران وحماس لا تبدو في أحسن أحوالها مؤخّراً، إذ تفضّل إيران من ناحية عدم تخصيص دعم خارجي كبير في ظلّ هذه الأزمة الراهنة، وتسعى حماس لتحاشي الاحتكاك بإيران خيفة العدوى. فهل تكون سحابة عابرة في علاقة الطرفين ببعضهما البعض، أم يستمرّ الفتور إلى مرحلة “ما بعد الكورونا؟” لا أحد يعلم على وجه التحقيق.. لكنّ المؤكد أنّ للكورونا ما قبلها وما بعدها.

عموما فإن من الواضح ان لفيروس كورونا تداعيات استراتيجية على حركة المقاومة الإسلامية ، وهي التداعيات التي تنجم من التأثر الإيراني بهذا الفيروس وتفشيه في الكثير من الأوساط داخل طهران وخارجها ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة وما يمكن ان تنجم عنه بالمستقبل.

تابع مواقعنا