غربل يا منسي 2.. أنت لسه عايش يا معتز؟!

فتح مسلسل الاختيار، الذي يتم عرضه حاليا لتجسيد بطولة الأسطورة الشهيد عقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، رحمة الله عليه، الباب لاستعادة ذكريات البطولات في فترة عصيبة عشناها وتعايشنا مع أحداثها المريرة.. ضحى خلالها أبطال بأرواحهم وأجسادهم من أجل حماية مصر.. الأحداث وقتها كانت لا تهدأ، والجماعات الإرهابية نشطة وممولة بأعتى الأسلحة وملايين الجنيهات.. بصورة آنية كنا نتناول أخبارًا وأحداثًا عن استشهادات هنا، وضبطيات هناك، وإحباطات أخرى لعمليات إرهابية، وتفكيك قنابل يدوية وعنقودية.

طبيعة عملي في متابعة الملف الأمني، محررًا لشؤون وزارة الداخلية، كانت تجبرني على الاقتراب أكثر من تفاصيل الأمور وأحداثها، ننقل ونحلل ونتابع.. الرائد معتز سعد أحد هؤلاء ممن كتبوا فصلا مشرفًا في ملحمة البطولة والفداء على أرض سيناء.

“معتز” بطل الأمن المركزي، الشاب الذي رفض إغراءات الجنسية الأمريكية من أجل عيون مصر.. الحكاية بدأت عام 2002 عندما تنازل معتز عن الجنسية الأمريكية من أجل الالتحاق بكلية الشرطة.. 4 سنوات مرت وبعدها تخرج معتز في كلية الشرطة ليلتحق بالعمل في مديرية أمن القليوبية، وخلال مشاركته في حملة أمنية على مثلث الرعب “كوم السمن والجعافرة”، أصيب بطلقة في القدم، نُقل على إثرها إلى المستشفى.

تلقى الضابط علاجه وعاد سريعًا للعمل .. سنوات مرت حتى تقدم بطلب عام 2012 لوزارة الداخلية للعمل في شمال سيناء، للوقوف إلى جوار زملائه في الحرب ضد التكفيريين، والمتطرفين.

الساعة كانت تدق الثانية، والنصف و5 دقائق، ظهر يوم 3 سبتمبر عام 2013، حينما كان يراقب ويترقب من أعلى مدرعته ضمن قوة تدعيم الخدمات الثابتة والمتحركة، بشارع 23 يوليو، وسط العريش.. في أثناء ذلك يتعرض البنك الأهلي وحراسته لهجوم إرهابي، بقسم ثان العريش.. القوة تتحرك بسرعة لصد الهجوم.. بدأ التعامل، والتمشيط، والتحرك إلى أحد الأهداف.. ترجل الضابط من المدرعة تنفيذًا لخطة فرقة الأسلحة المعاونة.. ومع أول خطواته تخرج رصاصة غادرة من نوع “دمدم” إسرائيلي محرمة دوليًا من بندقية قناص تخترق مفصل اليد اليمنى وتنفجر بالكوع.. نُقل الضابط إلى مستشفى العريش.. إرهابيون يحاصرون المستشفى .. وبينما الضابط على “ترلي” المستشفى في محاولة لإنقاذه، يتعامل أحد المجندين محاولًا صد الهجوم، غير أن رصاصة غادرة أخرى تُسقط المجند الصعيدي مُصابًا بجوار قائده.

نُقل المجند وقائده بطائرة إلى المركز الطبي العالمي، وتم تركيب جهاز “ليزاروف” يزن 9 كيلو جرامات لوقف نزيف الضابط بعد تفتيف عظام كتفه، والكوع، وقطع جميع أوتاره والأعصاب.

بدأ الضابط البطل الذي رفض إغراءات الجنسية الأمريكية، من أجل حماية حماية بلده، رحلة علاج إلى سويسرا استمرت 7 سنوات، أجرى خلالها 12 عملية توصيل أسلاك بدلا من الأوتار، وتبقت له واحدة، بسبب نسبة العجز التي تخطت نسبة 65 %.

تزامنت رحلة علاج الضابط معتز سعد، مع رحلة علاج الشهيد عقيد ساطع النعماني، نائب مأمور بولاق الدكرور، قائد موقعة “بين السرايات” الذي فقد بصره، وقّبل رأسه الرئيس.

وللحديث بقية..

اقرأ أيضاً:

غربل يا منسي 1.. تليفون أسقط “حبارة”