الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جائحة كورونا ..تعيد رسم مسيرة البشرية

القاهرة 24
الثلاثاء 05/مايو/2020 - 02:12 م

بدى العالم عقب جائحة كورونا مختلفا عن ما قبلها، لأسباب كثيرة لعل ابرزها تغير انماط حياة الافراد ، وتغير انماط مسيرة الدول واتجهات علاقتها بمحيطها، وايجاد أشكال جديدة من التحالفات على انقاض الامم المتحدة والاتحاد الاوربي، وباقي الكيانات سواء جامعة الدول العربية او منظمة التعاون الاسلامي او الاتحاد الافريقي.

جائحة دفعت الجميع للظهور على خشبة مسرح الحياة ، الصالح فينا والطالح المتعلم فينا والجاهل ، الغني والفقير ، اللص والشريف ، وهكذا دواليك حتى بين الدول على اعتبرا ان الدول، هي في حد ذاتها مثلها مثل الاشخاص فيها المتطور والمتخلف، والغنية والفقيرة وفيها الشريف والحقير وفيه المارق والصادق ….الخ

فماذا تغير تعالوا نقراء، كيف ان بيوت الأزياء العالمية والتي يكون ثمن أرخص فستان او بدلة فيها يستطيع، ان يسيد رمق اسرة لمدة عامين على الاقل لكن هذه الدور مثل ( زيلي او كوتشي )، حولت خطوط إنتاجها الى تصنيع الأقنعة والسترات الطبية، وها هي مصانع السيارات الفارهة التي يكون ثمن اقل سيارة فيها يستطيع، ان يكون سبب في توفير فرص تعليم لعشرات الاطفال الفقراء في دولة نامية، من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة، وايضا شركات كبرى من JE ، وغيرها قد حولت انتاجها لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي (( Ventilator،وهي السلاح الراد والوحيد لهذا الوباء بعد ان عجز العقل البشري عن انتاج مصل او التوصل لعلاج محدد.

لقد تغير العالم بشكل يدعونا الى الوقف والتأمل ، والمراجعة والسؤال هل تغير العالم الى الافضل ؟ هل ستتتغير العلاقات بين الدول وبين الشعوب ؟ هل سيعاد ترتيب اوليات الحكومات من السعي للتسلح ؟, الى تطوير المستشفيات وزيادة ميزانية البحث العلمي ورفع جودة التعليم ؟

اسئلة كثيرة وشائكة عن شكل العالم بعد جائحة كورونا، وبلا ادنى شك ان العالم بعد كورونا ليس كما كان قبله ، لاسباب كثيرة منها ان العالم بعد هذه التجربة ستعيد تشكيل قيم جديدة، من العلاقات الدولية شكل لنظام عالمي جديد ، ربما لن يك هذه النظام بالدافئ والنقي ، اقول ربما لان الشواهد والتاريخ يكرران ذات المشهد ، بعد وباء الطاعون في عشرينات القرن الماضي وما تلاه من متغير في المانيا وايطاليا وظهور الفاشية بكل قباحتها ووقاحتها .

تغير العالم بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت ، بنتائجها كارثية انسانيا وتغيرت انماط الحياة في العالم ، وتشكلت منظومة اممية جديدة كانت سعت بوحشية الى سباق تسلح لم تشهده البشرية ، ادت الى معسكرين شرقي وغربي ، متصارع على تقسم ثروات معسكر متخلف رجعي اقرب الى البداوية والقبيلة ، استنزفت كل ثرواته لصالح دول لم تستطع مواجهة جائحة اصابات العالم في مقتل ، واستنوفت خلال شهرين ثروات قدرت بنحو 50 ترليون دولار ، وتقوفت الحياة في 70% من الكرة الارضية وحبس نحو 3 مليار انسان في منازلهم ، وتقوفت المصانع واغلقت المطارات وتقطعت السبل بملايين البشر ، وتحولات ناقلات الطائرات والسفن الحربية العملاقة الى لمستشفيات ميدانية واصبحت وسائل للحياة بدلا من كونها أداة للموت ،و تحولت ملاعب وصالات الرياضة العملاقة اللي بتتسع لعشرات الالاف، الى مستشفيات وانزوى نجوم الرياضة والفن وراحو متبعرين بجزء من مدخراتهم التي كنزت من جيوب الفقراء لصالح الإغاثة والجهود الطبية.

وهكذا اخرج فايروس صغير دول كانت تدعي انها عظمة ، من خارطة العالم وكسر هيبة انظمة صحية واقتصادية لدول تجبرت وافترت على عباد الله ، فلقيت نفسها اوهن من بيت العنكبوت أمام كائن أصغر الف مرة من أصغر عنكبوت وبعض زعمائها لقيوا نفسهم فجأة في الحبس الطبي لمجرد الاشتباه في كورونا او لإصابتهم فعلا به أن فيروس كورونا قامة بتغير موازين الكون اللي اختلت لما اختلت الأولويات في نفوس البشر.. كورونا رغم انه بيحصد الأرواح إلا إنه يعيد الأولوية من مرة اخرى لقيم الانسانية بمجملها وليس لفئة واحدة او لمجتمع الذي لم يصمد أمام تمرد الكون، وكانت النتيجة هزة للأنظمة السياسية وانهيار البورصات وانكشاف ضعف أعتى نظم الرعاية الصحية.

ان هذا المشاهد الذي نعيشه حاليا، هو نموذج للكون المتزن الذي اردانا الله ان يكون الإنسان فيه هو محوره، وليس لكون مختل الموازين الذي صنعناه بأيدينا وخربناه بالحروب والدمار والتشويه ، وها نحن ندفع الثمن من الارواح والاموال ومن الخوف، ورغم كل ذلك اقول تفاءلوا ودمتم سالمين في كون بدون كورونا !

تابع مواقعنا