الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غربل يا منسي 5 .. “تيشرت” حبارة والضحكة الأخيرة

القاهرة 24
الإثنين 11/مايو/2020 - 03:53 ص

ما إن نشطت العناصر الإرهابية في سيناء، في أعقاب الإطاحة بحكم الإخوان، حتى سال لعاب التنظيمات الإرهابية الكبرى، مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، للتنافس على استقطاب كوادر متطرفة، وبعض العناصر الإرهابية والتكفيرية، وتمويلها وتدريبها في سيناء في مسلسل لحرق مصر واستهدافها.

“يشهد الله أني باشتغل المهنة دي لوجه الله وإذا حصل لي نصيب في الشهادة فأنا ماتركتش لبناتي ولا مراتي فلوس، بس سبتلهم على قد ما قدرت اسم محترم”.. كلمات ليست كالكلمات، كتبها الشهيد البطل الرائد “محمد خالد السحيلي”، رئيس مباحث قسم ثالث العريش، بمديرية أمن شمال سيناء، على صفحته في “فيس بوك”، قبل استشهاده، يوم 22 أبريل عام 2015، إثر تفجير إرهابي ضخم استهدف القسم.

“الشهيد” الذي تخرج في كلية الشرطة عام 2003 بدأ عمله في مديرية أمن بورسعيد، ثم اختير عام 2005 ضمن 3 من أكفأ الضباط على مستوى مديرية أمن بورسعيد لمشاركته في مأمورية جبل الحلال بسيناء، بعد أحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ، ثم تمنى العمل في مديرية أمن شمال سيناء، وطلب ذلك مرارا حتى تمت الموافقة في أغسطس عام 2010، وانتقل للعمل هناك في مطاردة العناصر الإجرامية والإرهابية حتى استشهاده.

تسببت كفاءة الشهيد في ترقيته، ونقله إلى عدة أماكن وإدارات في مديرية امن شمال سيناء، ومكافحة المخدرات، وذات مرة أُشييع أنه استشهد في هجوم إرهابي، ففرح تجار المخدرات، وقاموا بتوزيع “شربات” في ميدان العريش، بعد عمليات كبيرة نجح خلالها في ضبط أخطر مروجي الكيف، وحرْق عدد من المزارع الخاصة بزراعة البانجو.

شارك “السحيلي”، في فريق البحث بقضية الشهيد “محمد أبو شقرة”، كما كان أصغر أفراد المأمورية التى نجحت في القبض على الإرهابي الخطير عادل حبارة، بعد ارتكابه مذبحة رفح الثانية، وتمكن من السيطرة على الإرهابي في أثناء محاولته الهروب، وأصيب حتى تلطخ الـ “تي شيرت”، الأبيض الذي كان يرتديه بدماء حبارة، وبعد نجاحه في محاصرته، وضبطه، عاد إلى منزله وأطلق على الـ “تي شرت” حبارة، واحتفظ به في دولابه الخاص كعلامة على نجاحه بالمشاركة في ضبط أخطر إرهابي مطلوب للأمن وقتذاك.

“السحيلي” الذي فرح بضبط “حبارة”، وأطلق الأعيرة النارية في الهواء، ظل يردد أمام الجميع مقولته “ااشهدوا يا ناس .. رجعنا حق المجندين.. رجعنا حق المجندين الغلابة، ورجعنا حق الرجالة”.

أحبه أهالي سيناء، وقدّرته قبيلة الفواخرية بمنطقة العريش حتى إٔنهم علقوا صوره على جدران منازلهم، وكان دائما يتدخل للصلح بين المتخاصمين، وفي المشادات، فضلا عن تنفيذ القانون.

حكى لي مديره اللواء هشام درويش مرة، أن الشهيد كان من عشاق مدينة العريش، وأن كل منطقة له فيها ذكريات وإنجازات.. مضيفًا أن “السحيلي كان بطلا، وكان مستهدفًا جدًا .. قضى 5 سنوات في العريش ضبط فيها قيادات كتير وتكفيريين، وكان من أكفًا الضباط أصحاب المعلومة، لأنه كان محبوبًا من الجميع .. وكان مرصودًا منهم، واسمه على قوائم رصدهم، حتى إن استهداف قسم ثالث العريش كان استهدافًا للسحيلي نفسه”.

يوم استشهاد السحيلي هاتف زوجته وابنتيه “جميلة”، وجنة”، ضحك كثيرًا وودعهن، وبعدما أغلق هاتفه .. انفجار ضخم استهدف قسم ثالث العريش، ثم إصابة الضابط وعدد من زملائه.. نُقل على إثر ذلك بعد 7 ساعات بسيارة إسعاف إلى المركز الطبى العالمي .. قضى في المستشفى 10 أيام استشهد بعدها متأثرًا بإصابته في المخ والجانب الأيمن، فضلا عن تعرضه لنزيف شديد.. تاركًا رسالته: “أنا هموت.. لكن أموت راجل واقف على رجلى أفضل ما أموت جبان”. وللحديث بقية..

اقرأ أيضاً:

غربل يا منسي 1.. تليفون أسقط “حبارة”

غربل يا منسي 2.. أنت لسه عايش يا معتز؟!

غربل يا منسي 3 .. الرصاصة لا تزال في ظهري!

غربل يا منسي 4.. ذبح فتحي وميساء فى ولاية سيناء

 

تابع مواقعنا