السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جيش أبيض أم فيزيتا؟.. أطباء العزل بالشرقية يفتحون عياداتهم بالمخالفة لبروتوكول الصحة (مستندات وفيديو)

القاهرة 24
صحة وطب
الأربعاء 13/مايو/2020 - 09:44 م

“يعرض نفسه للعقاب من يخالف التعليمات الخاصة بكسر العزل الصحي المنزلي أثناء فترة عدم العمل داخل مستشفى العزل، لاحتمالية أن يعرض ذلك مقدمي الخدمة الطبية للعدوى” نصا من بروتوكول وزارة الصحة المعمول به مع الأطقم الطبية في سبيل الحد من انتشار العدوى بين مقدمي الخدمة الطبية في مستشفيات العزل، إلا أنه رغم ذلك لا يطبقه القائمون على مبنى العزل في جامعة الزقازيق، والذين يمارسون العمل داخل عياداتهم أثناء فترة عملهم لتقديم الخدمة الطبية لمصابي فيروس كورونا المستجد، ما يمكن أن يكون بؤرة انتشار جديدة للفيروس.

اطباء العزل بالشرقية يخالفة تعليمات الصحة

ويوثق “القاهرة 24” عمل عدد من الأطباء والمسئولين بمبنى العزل التابع لجامعة الزقازيق، عياداتهم ويمارسون عملهم كما لو كانت الأيام طبيعية وعادية، دون أدنى مسئولية أو اهتمام لما أقرته وزارة الصحة في بروتوكول العلاج، والذي أكد أن الفريق الطبي بمستشفيات العزل لا يُغادر المشفى طوال أربعة عشر يومًا، قبل أن يتم عمل مسحه له قبل خروجه، على أن يلتزم في الأربعة عشر يوم التالية بعزل نفسه منزليًا وعدم مخالطة أحد، وبين هذا وذاك تحذير شديد اللهجة يتوعد بالعقاب لأي مخالف سواء كان بعمل أو فتح عيادة، أو حتى انتقال خارج المستشفى.

اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة

في الثالث من شهر مايو الجاري سجلت جامعة الزقازيق أول حالة إيجابية للإصابة بفيروس “كورونا” المُستجد، وكانت لـ”فاطمة منشاوي سالم محمد” أخصائية التغذية بمستشفيات جامعة الزقازيق، وجرى عزلها لتدُون أولى الحالات المعزولة بمبنى “عناية البطن بأجر” والذي جرى تخصيصه كأول مبنى عزل لاستقبال الحالات المصابة والمُشتبه في إصابتها من بين العاملين بالجامعة وفرق مستشفياتها، وهو ما أكده بيان رسمي صادر عن الجامعة بعدها بثلاثة أيام، بإعلان قائمة وأسماء الفريق الطبي المُخصص للمبنى، والذي ضم 25 طبيب واستشاري وأخصائي وممرض وفني وعامل.

اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة
اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة

وفور الإعلان عن الأسماء بنحو أسبوع، فوجئ الجميع بأن عدد من الأطباء يغادرون المبنى ويعودون إليه كما يشاؤون، وعلى رأسهم مدير المبنى؛ والذي لم يُمثل قرار تعيينه مديرًا لأول مبنى عزل بالجامعة شيئًا يُذكر، فهو يُمارس ما اعتاد عليه بالكشف على مرضاه واستقبالهم بأحد المستشفيات الخاصة، على أن يكون ذلك في مواعيد مُحددة ويومية من الثانية للسادسة مساءً بمستشفى “حميدة” بمنطقة القومية بالزقازيق.

استشاري الأمراض الصدرية بمبنى العزل، والذي يُعد أكثر أعضاء الفريق الطبي قُدره على تأكيد الإصابة من عدمها، سار هو الآخر على درب مدير المبنى؛ إذ يفتح عيادته جميع أيام الأسبوع، عدا يوم الجمعة، من الخامسة والنصف إلى العاشرة مساءً، وفق “روشتات” بتاريخ أمس الأول.

اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة

مشرفة المبنى ورئيسة قطاع التمريض بمبنى العزل ذاته كان عملها أكثر وأشمل من مُجرد فتح عيادة واستقبال بضع حالات؛ فهي تشغل منصب رئيسة قطاع التمريض بنفس المستشفى الذي يعمل به مدير مبنى العزل، على أن تكون مواعيد عملها من الثانية والنصف ظهرًا حتى آذان المغرب من كل يوم دون استثناءات، ما يُعرض من يتعامون معها داخل وخارج المستشفى لشبح الإصابة بالوباء.

بعيدًا عن العمل في مكان آخر، كان النصيب والقدر سببًا أصيلًا في الكشف عن خروج مراقب مبنى العزل؛ إذ نشر الرجل صورة في منزله تؤكد تعرضه لحادث سير يوم السبت الماضي، وذلك عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ومن بين التعليقات كان تساؤل للدكتورة نائبة مدير مبنى العزل عما حدث له، فضلًا عن تعليق آخر لأحدهم يُذكره فيه بلقائهما قبل ساعات قليلة من الحادث بالقُرب من كوبري “أبو الأخضر” المعروف بمدينة الزقازيق.

اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة

خروج المدير والنائبة واستشاري أمراض الصدر ورئيسة قطاع التمريض ومراقب المبنى يبدو عاديًا ما لم تُذكر التعليمات وما جاء بصدر كُتيب المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية؛ إذ تطرق إلى جزئية المعمل من ناحية، بقوله: “لا يوصى بأخذ مسحة وإرسالها إلى المعمل”، وعدم خروج أعضاء الفريق الطبي من ناحيةٍ أخرى خلال 14 يومًا، بقوله: “يستمر الممارسون الصحيون في آداء عملهم، على أن تتم متابعتهم بشكل يومي لمدة 14 يومًا تحسبًا لظهور أية أعراض”.

من جانبه، قال الدكتور رمضان نافع، مستشار رئيس الجامعة لشئون الوقاية ومكافحة العدوى، إن ما يُثار حول نقص الاشتراطات الخاصة بمبنيي العزل “معلومات منتقصة”، على حد قوله.

اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة
اطباء العزل بالشرقية يخالفون تعليمات الصحة

وأضاف “نافع” في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، أن الآشعة المقطعية لها جهاز خاص بمبنى الاستقبال بمستشفيات الجامعة، والموجود بجوار مبنى العزل، قبل أن يؤكد أن المسافة بين جهاز الآشعة بمبنى الاستقبال ومبنى العزل لها “تراك مرسوم لا يمر منه سوى مرضى كورونا”، وأنه يتم عمل الآشعة المقطعية للمريض قبل دخول مبنى العزل، وبعدها تتم متابعته بآشعة عادية من خلال جهاز آشعة متنقل داخل المستشفى، منوهًا بأن كل مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية لا توجد بها آشعة مقطعية.

وعن عدم وجود معمل بمبنى العزل، يقول الدكتور رمضان نافع، إن المعمل موجود بالقرب من المستشفى، مؤكدًا أن هناك فريقة “مناولة” لا يدخل المستشفى أو يتعامل مع المصابين، ويتوقف دوره على أخذ العينات من مستشفى العزل لنقلها إلى المعمل ثم العودة بالنتائج المعملية، وخلال ذلك يتخذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية بلبس كمامات واقية وقفازات.

وأشار مستشار رئيس جامعة الزقازيق لشئون الوقاية ومكافحة العدوى، إلى أن فريق “المناولة” مسموح له بالتحرك طالما اتخذ كافة الإجراءات الوقائية، على عكس الفريق الطبي المُخصص لمبنى العزل، والذي يضُم 25 طبيبًا، يتم احتجازهم بالمبنى دون مغادرته طوال 14 يومًا وفقًا للإجراءات المُتبعة لمكافحة العدوى، باستثناء الدكتور محمد عفت، مدير المبنى، والذي لا يدخله، على حد وصف مستشار شئون الوقاية، والذي أكد أن جميع أعضاء الفريق الطبي، باستثناء المدير، لا يخرجون من المستشفى طوال 14 يومًا، على أن تكون إقامتهم كاملة خلال تلك الفترة.

“مستشفى العزل يجب أن يكون مُنفصل، ويجب أن يُقدم خدمة متكاملة شاملة خدمات الطوارئ والعمليات والرعاية الحرجة، خاصةً أجهزة التنفس الصناعي والخدمات المساندة، مثل المغسلة ووحدة التعقيم وثلاجات الموتى ووحدة الآشعة التشخيصية وغرفة جمع النفايات والمعمل وتكييف مركزي بفلاتر بكتيرية”.

الكلمات السابقة جاءت بمثابة توصيات ومُحددات واضحة وصريحة من المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ضمن كُتيب تناول كل ما يخُص أو ينتمي بصلة لمستشفيات العزل الجامعية والتعامل مع الحالات المؤكدة والمُشتبه في إصابتها بالفيروس، والذي سنلجأ له في نقطة أخرى فيما هو آتٍ، لكن جاء مبنى العزل التابع لجامعة الزقازيق ليُخالف المُحدداتت في نقاطٍ عدة؛ فبخلاف عدم وجود معمل بالمبنى، لا يوجد جهاز آشعة مقطعية لإثبات أو نفي إصابة المريض المُحتجز من عدمها، وهو ما يتكرر في المبنى الثاني (المستشفى الاقتصادي بقطاع صيدناوي)، وعليه يتم خروج المريض المصاب بالفيروس ليسير بين الناس مُعرضًا حياتهم لخطر الإصابة حال خضوعه لعمل آشعة مقطعية، فضلًا عن نقل العينات المأخوذة من وإلى المبنى بذات الطريقة، ما يُنذر بكارثة وشيكة الحدوث بانتشار الفيروس بعد ارتفاع الإصابات بالجامعة إلى 20 إصابة مؤكدة بالفيروس، بينهم حالتي وفاة.

تابع مواقعنا