الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد سامى يلبس روح “دكان شحاتة” فى مسلسل “البرنس”.. وخالد يوسف يكسب

القاهرة 24
فن
الأحد 17/مايو/2020 - 07:14 م

المخرج اكتفى بالشكل الظاهرى للفيلم.. وصنع ضوضاء بصرية بعيدًا عن البناء الدرامي

يبدو أن الدراما المصرية وقعت تحت تأثير “الترند”، ما أضعف كثيرا من قيمتها الفنية، وبات البحث عن “الترندات” وجمهور السوشيال ميديا، أهم من المحتوى والمضمون، وتحولت الدراما إلى عنوان ساخن لحادث سير أو قتل أو اغتصاب، وشبيهة ببرامج الـ “توك شو” العنيفة، وأصبحت المسلسلات تنافس حوادث الشارع بين الجرائم والفضح، ومصدرا للتسلية مطابق لبرامج الخناقات وفضح الأسرار وكشف المستور وبرامج مشايخ الجن والعفاريت، غابت لحظة التأثير فى الوجدان وحضرت لحظة أشباح غريزة الفضول والانتقام والتشفى.

بالطبع اهتمام الجمهور الصارخ عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لا يعبر عن رأى كل الجمهور، ولا يعد نجاحا حقيقيا، لأن الجمهور يهتم بـ “الترند” من باب الفضول ليس إلا، كما اهتم بالقبض على فتيات “التيك توك” حنين حسام، ومودة الأدهم، واحتلت اسمائهما محركات البحث، وكذلك أى جريمة أو حادثة أو أزمة مع شخص ما، نجدها ترند على الفور، كنوع من حب الاستطلاع عند الجمهور، هذا يدفعنا للتساؤل هل شخصية “رضوان البرنس” فى مسلسل “البرنس” ستبقى في وجدان المصريين؟، أم أن تأثير الدراما أصبح مثل قانون “هوك” يغيب بعد غياب المؤثر، الاجابة تقول لا، للشواهد السابقة، ولأن المسلسل يلعب بالترند ولا يشغله التأثير الوجدانى، خصوصا وأن هناك عملا مشابها ترك أثرا كبيرا فى الوجدان ولازال باقيا وهو فيلم “دكان شحاتة” للمؤلف ناصر عبد الرحمن، والمخرج خالد يوسف، وبطولة عمرو سعد، الذى استلهم منه محمد سامى قصة “البرنس”.

“البرنس” و”دكان شحاتة” نجاح الترند ونجاح البقاء

فى مسلسل “البرنس” أخذ محمد سامى مخرج ومؤلف العمل، الشكل الظاهرى للفيلم السينمائى الشهير “دكان شحاتة” فقط، واختار أن يصنع حلقات المسلسل على غرار “الترند” لا التأثير، لذلك لم يلتفت الى السياق الدرامى، أو علاقة الشخصيات فيما بينها، بقدر صنع “ضوضاء بصرية” يخطف بها جمهور السوشيال ميديا، غير مهتم بالبناء الدرامى أو تركيبة الشخصيات، وقد تكون المشاهد التى يصنعها محمد سامى “ماستر سين” فى المسلسل، والغرض منها اعجاب جمهور الفيس بوك فقط، خصوصا وأن العمل قائم على الترند، دون وجود خط درامى مؤثر إنسانيا فى الأحداث التى اتسمت بالكآبة ورغبة الانتقام، وتحولت حلقات المسلسل لسلسة جرائم وكأنها صفحة حوادث، أو برنامج توك شو يترقب فيه الجمهور قيام الضيف بضرب الاخر.

محمد سامى يظن أنه حقق اكتساح ونجاح بمسلسله “البرنس” الذى اقتبسه من “دكان شحاتة”، لكن الحقيقة خلاف ذلك، هو صنع ترند لكنه لم يصنع دراما، تماما كما صنعت مودة الأدهم الترند وغيرها من فتيات التيك توك، خلق جدل لكن لم يخلق معنى، اعتمد على “الشعارات” وقدم مشاهد مجردة لعب بها، وظن انه عانق قضايا العصر، عكس الواقع تماما، وربما لو كان محمد سامى قام ببناء شخوصه مثل خالد يوسف فى دكان شحاتة لصار “البرنس” عملا متكاملا وأكثر نضوجا، فلعلنا نتذكر أن محور أحداث فيلم “دكان شحاتة” كان ضياع القيم الأصيلة فى الأسرة المصرية، من خلال شخصية شحاتة “عمرو سعد” الذى كان يوسف وسط إخوته، حيث منحه والده حبا خاصا عميقا، وبادله شحاتة نفس الحب وكان يعينه فى العمل عكس اخواته المنفلتين، ويقف الى جواره، لذلك شب على إهمال أشقائه له، وسطوتهم عليه، ومعاملتهم السيئة له، رغم حبه الشديد لهم، وأدت الغيرة المشتعلة بينهم إلى مأساة، ومع الأحداث يتوفى والده ويطمع البعض فى شراء الدكان، فيرفض شحاتة عملا بوصية والده، فيتآمر إخوته عليه ويلفقوا له تهمة ويدخلوه السجن، ويبيعوا الدكان.

إذا دققت أو لم تدقق فى أحداث الفيلم ستجدها هى نفسها قصة مسلسل البرنس بحذافيرها، وإذا وضعت مقارنة درامية بسيطة بين الفيلم والمسلسل، سترجح كفة الفيلم، لإجادة خالد يوسف البناء الدرامى فى العلاقات بين الأفراد، وخلق توازن بين الشخصيات والموضوع، ورسم خط درامى مميز بين شحاتة ووالده منذ أن كان طفلا وحتى صار شابا، حتى عامل الزمن لم يفلت من خالد يوسف ومزجه مع الأحداث ببراعة، بخلاف المخرج محمد سامى، الذى اعتمد على غرابة الشخصيات والتمثيل “الأوفر” لجميع الفنانين باستثناء محمد رمضان ومحمد علاء، وحّول العمل الى مشاهد صراخ وعويل وبكاء وقتل وسرقة وإجرام دون بناء كامل للعلاقات والشخصيات فيما بينها، أو حتى ذكر أسباب الكره والحقد، وكأن الدراما تسير بلا منطق، أو أن على الجمهور يتقبلها كما يرصدها، وهنا يتجلى سر بقاء فيلم “دكان شحاتة” فى الوجدان، وتبرز الأسئلة هل انحصر طموح المخرج محمد سامى فى اعادة ما قدمه خالد يوسف قبل 12 عام؟، هل يريد أن يقول ما قاله؟ وأن يبعث نفس رسائل الفيلم؟، لكن كيف ذلك وهو يدعو للتطوير والاختلاف وما يفعله يقضى على روح التجديد أصلا؟ هل أراد أن يصبح نسخة مكررة بتقديمه نفس القصة؟.

كنا نتمنى أن يكون السيناريو الأول له من بنات أفكاره، وليس مقتبسا، أو متشابها، لكن حدث العكس، والغريب أنه وضع اسمه عدة مرات على الشاشة كمؤلف ومخرج، ربما ليؤكد على أنه كذلك، وربما يكون هذا من قبيل تضخم الذات، ليصنع صنما كأنه مرآة ذاتية تعكس نرجسية صاحبها وأفكاره المتواضعة.

تابع مواقعنا