الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هبة محمد علي تكتب: (out of cadre 5)

القاهرة 24
الأحد 17/مايو/2020 - 06:31 م

• أتابع حرب الترندات بنوع من الشفقة على من يخوضونها، فهناك مسلسلات غاب عن متابعتها المشاهدون منذ الحلقات الأولى بينما يدعى أصحابها أنهم (ترند) وهناك مسلسلات آخرى يفخر صناعها بمركزهم على القائمة رغم أنهم يعلمون تماما أنهم نالوها بسبب تهكم المتابعين على عدم منطقية أحداث مسلسلهم، جميعهم يحاولون من خلال هذه الأوهام أن يدللوا على ارتفاع نسبة مشاهدة مسلسلاتهم داخل البيوت، زادت شفقتى عليهم بعد متابعتي لفيديو السيدة التي تأثرت بشدة من جراء وفاة “هشام” نجل “عهد” في مسلسل (خيانة عهد) التي لم تهدأ إلا بعد مكالمة من “يسرا” و”خالد أنور” في محاولة لإقناعها بأن ما جرى ضمن أحداث المسلسل لا يمت للواقع بصلة..هذا هو المعنى الحقيقي للترند يا أصحاب الترندات!!

• منذ أكثر من 25 عاما، وقفت “عبير صبري” للمرة الأولى أمام الكاميرا كممثلة، وفي خلال مشوارها الفني الطويل، لعبت العديد من الأدوار الهامة التي يتذكرها الجمهور جيدا، لكن دور “نادية” في مسلسل (خيانة عهد) يشكل لها نقلة مختلفة طال انتظارها، ليس فقط لأنها قامت من خلاله بلعب دور الأم لابن وابنة في مرحلة الشباب، وهي جرأة قد لا يمتلكها الكثير من النجمات، لكنها قدمت أيضا من خلاله مزيجا من المشاعر الإنسانية الصعبة، بسلاسة، وبطبيعية، ودون اصطناع، وإذا كان ردها على زوجها “مروان” بعد معايرته لها في إحدى مشاهد المسلسل بأنها (المادة الخام للستات) فالحقيقة أن أدائها لدورها في المسلسل هو (المادة الخام للفنان الذكي)

• لا أستطيع قراءة وفاة الفنان الراحل “إبراهيم نصر” رحمه الله في هذا التوقيت بالتحديد إلا أنه نوع من الاعتراض على ما يقوم به “محمد ثروت” في برنامجه السخيف (ما حدش فاهم حاجة) تحت مسمى الكاميرا الخفية، منهيا فقراته بجملة (إللى فات اتصور لو تحب نذيع هنذيع) وهي الجملة التي اشتهر بها الراحل الذي ابتدع شخصية (زكية زكريا) فاضحكنا من قلوبنا دون أن يمتهن إنسان أو حيوان كما يفعل “ثروت”.

• اعتذار أبطال (رجالة البيت) عن ما قدموه من هراء طيلة الشهر الكريم شئ يحسب لهم، وشجاعة لابد أن نقدرها، لكن هذا الاعتذار في رأيي لابد أن يلهم “ويزو” أن تراجع الطريقة التي اختارتها لنفسها في التمثيل، والتي حتما ستقضي عليها فنيا عاجلا غير آجل، فاستمرارها في تهكمها على وزنها الزائد، وإنهاء كلماتها بـ(القلش) الذي كانت تستخدمه ورفاقها على خشبة مسرح مصر هو محاولة انتحار فني اتمنى أن تعدل عنها سريعا.

• “غادة طلعت” تلميذة من تلميذات المخرج العبقري “خالد جلال” من شاهدها تتلون، وتتحرك بين الشخصيات بسلاسة في العرض المسرحي (سينما مصر) لن يتعجب من أدائها المبهر لشخصية “الست ثريا” في مسلسل (الفتوة) ..”غادة” أدت الدور وكأنها امرأة قادمة إلينا من القرن قبل الماضي، لتخبرنا عن حكايات أهله بعد أن عاشرتهم، وعرفتهم تمام المعرفة، والحقيقة أنها أثبتت من خلال أدائها أن حجم الدور ليس هو المعيار الوحيد لتعلق المشاهدين بأي شخصية درامية.

• مايفعله “آسر ياسين” في (بـ100 وش) مبهر بالنسبة لي، لا أستطيع أن استوعب أن “عمر” صاحب الدم الخفيف، والكاريزما العالية، هو نفسه “عماد” ذلك المريض النفسي، الذي لم يزده مرضه سوى شهوة نحو الدم والقتل، في مسلسل (في كل أسبوع يوم جمعة)

“آسر” يثبت في كل دور أن تصنيف الفنان على أنه كوميدي، أو تراجدي، أو (جان) يؤدي الأدوار الرومانسية هو أكبر خطأ تم التأصيل له بحكم العادة، فالمشخصاتي الحق يؤدي كل الأدوار ببراعة.

• كان مسلسل (أهل كايرو) جواز عبور الفنان التونسي “تميم عبده” إلى وجدان المصريين، رغم أنه ليس أول أدواره، لكنه كان تميمة الحظ بالنسبة له، خاصة مع خبرته التي امتدت حوالى 27 عاما داخل مكتب “يوسف شاهين” والتي ساهمت بشكل واضح في ازدياد ثقافته السينمائية، وبدت قدراته واضحة في العديد من الأعمال التي تلت (أهل كايرو) وفي هذا العام يشارك بدور الصحفي “بدير الحديدي” في مسلسل (اثنين في الصندوق) ورغم أدائه الرصين، إلا أن الدور لا يتناسب مع امكانياته الكبيرة، والحقيقة أن عزوف المنتجين عن هذا الفنان القوي هو أمر محير بالنسبة لي!

• تحدثت من قبل عن اهتمام صناع مسلسل (ليالينا) بالشكل على حساب المضمون، وقلت أن اللغة البصرية المستخدمة في المسلسل، والتي اجتهد أصحابها على أن تطابق فترة الثمانينيات، لم يوافقها تفوق في السيناريو، والحوار، خاصة مع ترديد بعض العبارات العصرية التي من المستحيل أن يكون قد تم ترديدها منذ أربعين عاما، بالإضافة إلى الأحداث المهترئة، والتي لم أجد قيمة لاختيار فترة الثمانينيات لتقديمها فيه، لكن في الحلقات الآخيرة من المسلسل، ظهرت عيوب إخراجية آخرى، خاصة بالمونتاج، وترتيب الأحداث، فعلى سبيل المثال، في المشهد الذى هاجمت فيه العصابة شقة “هشام” إياد نصار، لتبحث عنه، وقيدت ابنته، والخادمة انتظارا لزوجته “مريم” غادة عادل، والتي بدى أنها استغرقت وقتا لتصل، وبعد وصولها، وتهديد العصابة لها، تظهر ابنة البواب في مشهد آخر وهي تلهث، لتخبر والدها أنها وجدت رجالا يقتحمون الشقة! فضلا عن شرب “رقية” التي تلعب دورها “صابرين” للشاي مع زميلتها في المصنع، بعد لقطة نهارية للمصنع من الخارج، رغم أنهم طيلة الحلقات لم يدخروا جهدا ليخبرونا أننا في رمضان!!

• تجسيد أي فنان لدور امرأة على الشاشة هو وسيلة مضمونة للإضحاك، وطريقة معروفة منذ قديم الأزل، لكن اعتماد البعض على الشكل الخارجي وحده قد يخلق ضحكا لكن لا يبقي الشخصية في الذاكرة، وفي شخصية “أم معاذ” التي قدمها “إسلام إبراهيم” في إحدى حلقات مسلسل (ب100وش) كان الشكل الخارجي عاملا مهما لإقناع المشاهد، لكن أداء “إسلام” حولها لشخصية من لحم ودم، نقابلها يوميا في حياتنا، والحقيقة أن “إسلام إبراهيم” فنان يشبه الإسفنجة المشبعة بالشخصيات من كل صنف ولون، والأجمل أن لديه قدرة على استدعاء كل منها فى الوقت المناسب… هو نجم الكوميديا القادم بلا منازع.

بالأمس أتم الزعيم “عادل إمام ” عامه الثمانين، وهو في قمة العطاء، والمجد، فهو بحق فنان استثنائي قد تجاوز حاجز الزمن، فعبر عن أجيال متعاقبة تربت على فنه، وتجاوز حاجز المكان، فتحول إلى أسطورة الكوميديا التي تربعت على عرش قلوب كل العرب، من المحيط إلى الخليج منذ حوالي خمسين عاما…كل سنة وأنت طيب يا زعيم الفن، وزعيم القلوب.

تابع مواقعنا