3 وفيات و50 مصابًا.. قصة عائلة “كورونا” في مصر

يقترب أبريل ومعه نسمات الربيع، حلم العمر الذي تمناه السيد نصر، 25 عاما، على بعد أسابيع من التحقق، ليجد طفلا يحمل اسمه وسط عائلة تعيش كلها في شارع واحد حيث محافظة القليوبية شمال القاهرة، لكن كل هذا الأمل أصبح على شفا حفرة من الانهيار، بعد إعلان العم الأكبر إصابته بفيروس كورونا المستجد.

يقول سيد لـ”القاهرة 24″ إن اليوم الأول لإصابة العم الأكبر بفيروس كورونا، بمثابة الخيط الذي انساب بيننا جميعا، تم نقله ثم الجدة ثم العم الثاني، وفجأة أصبح 50 شخص عم عماد العائلة مصابين بفيروس كورونا، وبين هذا وذاك كانت زوجتي في حملها على أعتاب الولادة ضمن المصابين، ومع 3 سنوات من الحب والود ومعايشة الصعاب، فرقنا الكورونا لأول مرة بعزلها في مستشفى عن المستشفى التي تم عزلي فيها.

القرية التي عرف عنها الضوضاء وأكبر أسواق المحافظة، أصبحت معزولة بأمر الفيروس، والعائلة التي تعد أكبرها أصبحت جميعها ما بين القبور أو مستشفيات العزل، فيما بقا السيد ألمه الأكبر الخوف من فقدان حلمه ، الجنين الذي أصبح على بعد أيام من القدوم للعالم وهو يعاني مثل معاناة العالم القادم إليه، ومع حلول أبريل جاءت البشرة الأولى ابنًا معافى رزقت به شقيقته، جعله أكثر اطمئنانًا على زوجته التي هي في الشهر الثالث.

أسيمناه “كورونا”، هكذا قالت شقيقة السيد لـ”القاهرة 24” إن الخوف من المجهول، الرهبة من أن يولد الطفل مصاب بفيروس كورونا، كانوا أصعب من أي شيء، التفكير في الانتحار لم يكن بعيدًا، لكن مع ذلك التحلي بالإيمان وبقاء الأسرة بجانبك من المصابين داخل مستشفى العزل جعل الامر أكثر هونًا، اضع يدي على بطني اتحسس حركة الجنين احادثه، اجعله يطمئن لاطمئن، لكنها كانت أيام صعاب، يكفي فيها أن يكون التفكير في الانتحار وألم الولادة والتعافي من الفيروس كلهم في عقل إنسان واحد.

الأيام مرت، خرج السيد من مستشفى العزل الصحي المخصص لمصابي فيروس كورونا المستجد، اجتمعت العائلة من جديد، ومع فقدانها لـ3 من أحباءها، كرمهم بطفل جديد، فيما تنتظر زوجة سيد هي الآخرى مولودها، ويعود النور والصياح للقرية التي أسكتها الفيروس، وأحياها الطفل “كورونا”.

وفاة الضحية الثالثة من عائلة الحاجة غالية أول ضحايا فيروس كورونا بمنطقة بهتيم بشبرا الخيمة