الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عزيزي فلان.. إلى الكاتبة التشيلية إيزابيل ألليندي

القاهرة 24
ثقافة
الأحد 07/يونيو/2020 - 09:24 ص

“عزيزتي إيزابيل ألليندي”

تحية طيبة لجمالك اللاتيني المخلوط بحكايات الأجداد لحفيداتهن ذوات العيون الوسيعة، وبعد..

هل تعلمين أني أراهن أصدقائي على أني سأكون في خريف عمري حسناء ومتدفقة بالحياة والحكايات كمثلك؟ والله! أقول لهم انتظروني في كامل رونقي وسأكتب أجمل رواياتي وأنا في سبعينياتي..

قرأتُ عن أحزانك، يا إيزابيل، ولا أتمنى أن أعيش أحزانا كمثلك..تكفيني أحزاني، وتكمّلني، ولا أريد أحزانا أخرى من تلك التي تترك تجاعيدها في الوجه إلى الأبد..

قرأتُ كذلك ما كتبته عن كونك في طور الإبداع ترين ذاتك مجرد وسيط أو أداة لشىء ما أكبر من وجودك، وعن أن أصواتا ما تتكلم من خلالك إذ تكتبين، فلست مالكتها وإن كنت أنت من تخلقينها.

هذا كلام مخبول يا إيزابيل، يليق بحسناء عجوز شقية كمثلك!

لكن اعلمي يا صديقتي  أني حين أكتب، لا أكون أداة لأحد، بل إني حين أكتب أكون نفسي كما لا أكون في أي وقت، إذ أغدو حينها سيدة الورق الأبيض، والحبر الأسود، ومالكة أقدار الذين أكتب عنهم، والأذن الوحيدة القادرة على التقاط الحكايات التي تأتيني وحدي همسا من جنية الحكايات..

حين أكتب، أكون سلطانة كل المساحات البيضاء أمامي، وسيدة قلمي، ولا يملكني إلا مزاجي المدلل، أو رقيبي الذاتي الذي يتصنع الرصانة متعلقا في وقار مسرحي بحرف قلمي ليذكرني بما يليق وما لا يليق، وبالخط الفاصل بين العقل والشطط، وبأن بعض الذين أعري سرائرهم وأعيد سرد حكاياتهم، لا يزالون يعيشون تلك الحكايات ساترين تلك السرائر، ولم يصلوا بعدُ إلى الفصول الختامية التي تجعل للحكاية مغزىً تستحق لأجله أن تروى..

يوما ما سأروي كثيرا يا إيزابيل الحسناء، لكني لستُ بعدُ بنتا سبعينية حُلوة كمثلك، فما زالت بعض حكاياتي بلا نهايات، ومازلت عبدة في ساحات الرأسمالية، أتكسب قوتي من العمل ساعات طوال مملات في كل يوم، ليس لي فيها أن أحلم أو أشرد أو أضاحك أشباحي أو أبكي على موتاي..

كوني بخير

سلمى

تابع مواقعنا