الأربعاء 17 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عزيزي فلان.. عزيزي رياض الصّالح الحسين

القاهرة 24
ثقافة
الثلاثاء 09/يونيو/2020 - 11:38 ص

الحقيقة أنني لستُ صاحبَ هذه الرّسالة، الرّاسل الأصلي هو حجر صغير، لا يعرف كيف يكتب ويعبّر، ولكنه يحب الموسيقى، وهو موضوع رسالتنا إليك.

لمّا كنتُ أقرأ ديوانك (بسيطٌ كالماء، واضحٌ كطلقة مسدس)، وأنا جالسٌ فوق رصيف بشوارع الزّمالك الرّئيسية، اقترب منّي حجرٌ ورفض أن يتركني، كلّما ركلته بعيدًا، ركلتْه عجلات السّيارات مجددًا إليّ!.

لاحظتُ أنه يخبطني بعنفٍ مقصود، حين سمعني أردد تلك الأبيات: “حارٌ كجمرة، بسيط كالماء، واضحٌ كطلقة مسدس، وأريد أن أحيا، ألا يكفي هذا، أيَّتُها الأحجار التي لا تحب الموسيقى؟”، وهنا بدأ هذا الحجر الصّغير في الدّندنة، تارةً بحك جسده بالأسفلت، وتارةً أخرى بتعمُّد نقر الرّصيف، في حركاتٍ متقطعة محسوبة، فيصدر عنها صوتُ خبطاتٍ منتظمة، كبداية موفّقة أو اقتراب معقول، من مطلع أغنية لأم كلثوم.

والسّؤال هنا يا رياض، يا ابن الوحدة، ونبي الحزنِ الجميل؛ هل ستموت قصيدتك هذه، بسبب وجود حجر يحب الموسيقى؟ أم يجب عليّ أن أشرحَ له مثلا، أنك طوال حياتك، كنتَ تهرب طاويا المدينة تحت إبطك، لأنك لم تجد من يسمعك أو يفهمك؟

عامةً، كي لا أطيل عليك، الحجر في نهاية مقابلتنِا القصيرة، أثبتَ لي أن جيلًا قادمًا من الأحجار، سيعشق الموسيقى، وسيحارب الجيلَ الموجود حاليًا، الّذي وصفته أنت بكراهيتهم للموسيقى.

هل فهمتَ ما أقصده يا رياض؟.

بقصيدةٍ واحدةٍ منك؛ صنعتَ جيلا -حتّى ولو لم أره أمامي- يعشق الموسيقى، وسيكسر الصّورةَ النّمطية المعروفة عن الأحجار، وهذا الحجر هو بذرة الانتفاضة الحجرية، الانتفاضة الّتي سيكون شعارها: “حُزن رياض يستحق المحاولة”.

عزيزي فلان.. إلى الكاتبة التشيلية إيزابيل ألليندي

عزيزي فلان.. مسا مسا يا بابا

 

تابع مواقعنا