الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

” إثم عظيم وجناية كبرى”.. الأزهر: مصاب كورونا الذي لا يخضع للعزل آثم شرعًا

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 22/يونيو/2020 - 03:10 م

أصدرت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فتواها عن حكم المصاب الذي يمارس حياته بشكل طبيعي ولا يخضع للعزل، غير مبالي لما يحمله من وباء، وما سيترتب عليه من أذى، قائلة: “بعض الناس لا يبالي بخطورة الوباء ويمارس حياته بشكل طبيعي مع علمه بحمله للوباء، وإن أول من يتأذى من المصاب هم أسرته والمقربون منه، وهذا إثم عظيم وجناية كبرى؛ للأدلة التالية: منها قوله تعالى: “قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ”، فوصف الله تعالى المستهتر بحرمة النفس البشرية بالخسران والضلال المبين، وففي هذا أعظم رادع من التهاون والتفريط في كل ما يؤدي لهذه النتيجة”.

وأضافت أن على المسلم التحلي بالمسؤولية، ورعاية حرمة من حوله، ودفع الضرر عنهم، كما حث الإسلام، مستشهدة بحديث شريف، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”. وذلك ردًا على سؤال حول رجلًا مصاب بفيروس كورونا، ولا يعزل نفسه عن الأخرين، فهل يكون آثم شرعًا؟.

ووضحت الفتوى أن الحديث يبرز أن آثار الإسلام تظهر في حماية الإنسان لغيره، فلا ينالهم منه أذى أو ضرر، مشددة أن إيذاء الغير يتنافى مع حقيقة الإيمان، حسب حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن” قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: “الذي لا يأمن جاره بوائقه”.

واستشهدت اللجنة بأدلة أخرى لدفع الضرر أيضًا، منها: عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “الطاعون رِجسٌ أُرسل على طائفةٍ من بني إسرائيل، أو على من كان قَبلكم، فإذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه”، وعن أبي هريرة – رضى الله عنه –  قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -“لا يوردنَّ مُمرض على مصح”، وعن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم “إنا قد بايعناك فارجع”.

وحسب حديث أخر للنبي صلى الله عليه وسلم، يوضح السلوك الرشيد في عدم مخالطة مصاب الوباء، وعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ، لاَ تُؤْذِي النَّاسَ، لَوْ جَلَسْتِ فِي بَيْتِكِ، فَجَلَسَتْ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ الَّذِي كَانَ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ، فَاخْرُجِي، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا.

ولفتت اللجنة لنصائح المنظمات الطبية، والتي شددت على أن أفضل وسائل لمنع تفشي هذا الوباء هو منع المخالطة؛ تفاديًا لا نتشار الوباء، مضيفة أن هذه من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم الذي وضح السلوك الرشيد في التعامل مع هذا الداء ونهى عن اختلاط المصاب بغيره.

وأضافت الفتوى أن على المصاب المبتلي بفيروس كورونا “كوفيد-19” يتوجب عليه الصبر لقدر الله تعالى،مع أخذه بالأسباب، وخضوعه للعزل في المستشفى أو في منزله مع الالتزام والتمسك بإراشادات وزارة الصحة.

مؤكدة حرمة كافة أشكال التنمر وإظهار العداوة للمصاب أو لأي من أفراد أسرته، كما دعت الجميع للتعاون والتكاتف في هذه المحنة، ونسأل الله تعالى أن يرفع الوباء عن البلاد والعباد.

تابع مواقعنا