الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمر طاهر: الحكومة راهنت على وعي شعب لا تأتمنه على كرسي في مدرج كرة.. والسينما بمصر عجيبة.. ولازم نحفظ أسماء من خذلونا بأزمة كورونا (حوار)

عمر طاهر
ثقافة
عمر طاهر
الجمعة 26/يونيو/2020 - 07:46 م

تذخر مصر بعشرات الكتاب والأدباء أصحاب البصمات الباهرة في أسلوب كتاباتهم وعرضهم لأفكارهم المختلفة، ولكن عمر طاهر، الكاتب الصعيدي، ذات طابع خاص، ويحمل رونقا مختلفا، إذ يحرص بشكل شبه يومي على التواصل مع متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متلاحمًا معهم في كافة الموضوعات التي تهمهم بشكل مباشر، ووفق طريقة عرضهم وتلقيهم لتلك الموضوعات.

الكاتب المصري صاحب الـ44 عامًا يتفرد بآرائه الجريئة طيلة الوقت، فلا يخشى في الكتابة سوى عيوبها مثل “الأستاذية الفارغة” والسطحية، على حد قوله، لذلك عبر عن رأيه في تعامل الدولة المصرية مع أزمة فيروس كورونا، والذي وصفه بأنه كان تعاملًا عظيمًا في بادئ الأمر ولكن أصابه التشويش بعد ذلك.

عمر طاهر أشار إلى أن الحكومة المصرية راهنت على وعي شعب لا تأتمنه على كرسي في مدرج كرة قدم بملعب مُغلق، مشددًا على ضرورة حفظ أسماء رجال الأعمال وجميع من خذلونا في جائحة كورونا كعقاب لهم، كاشفًا تفاصيل حواره مع “الكينج” محمد منير، وأسماء من سيضعهم حال كتابة جزء جديد من كتاب “صنايعية مصر”، والعديد من الأمور الهامة في سياق حواره التالي مع القاهرة 24”.

– ما رأيك في إدارة الدولة لأزمة فيروس كورونا المستجد؟

الدولة ابتدت بداية عظيمة جدًا فيها قرارت حاسمة وأفكار لتحزيم الفيروس، وأنها تسبق خسائره بخطوة، لكن بمرور الوقت حصل تشويش، تشويش له علاقة بالاقتصاد والمشاريع القومية والأمن وأصوات استغاثات الناس اليومية على السوشيال ميديا من كوارث بيقابلوها في الأزمة، وغضب الأطباء، واستغاثات العالقين، وخسارة الرهان على وعي الناس، كل الحاجات دي ممكن تشوف أثرها في مقارنة المعدلات الزمنية للإصابة بالفيروس في أول الأزمة والنهاردة.

– هل حقًا وعي الشعب كان سببًا في ارتفاع معدلات الإصابة؟

فيه أكتر من نقطة في موضوع الرهان على وعي الناس، أولها إن الحكومة راهنت على وعي شعب الحكومة نفسها مش مستأمناه على كرسي في مدرج كورة مقفول لمدة ساعة ونص.

الحكومة كأنها مش عارفه الشعب اللي بتراهن على وعيه ومش مذاكراه، نسيت أن ده الشعب اللي بيقف جنب القنبلة يتفرج على خبراء المفرقعات وهم بيفككوها، نسيت إن المصري بالفطرة بيؤمن أن الموت والمرض والحرايق والظلم وكل المصائب بتيجي لحد غيره مابتجيلوش هو.

الحكومة نسيت تتفرج على النجوم اللي عملها وعي الشعب، النجوم اللي بتحاكم ناس منها دلوقتي بتهم منها الدعارة، الحكومة نسيت وعي الشعب اللي خلى ناس كتير فيه ماسكة صكوك الجنة والنار ومين يستاهل الرحمة و مين لأ، وعي شعب بتقول لناس منه لحد النهاردة لو سمحت وطي التليفزيون واسمعني من التليفون.

من ناحية ثانية الناس ماتعاملتش مع تنبيهات الحكومة بجدية تامة، الإعلام كان بيخوف الناس أكتر ما بيفههم، وماكنش موضوعي في التعامل مع الحكاية، يعني كان بيزعق للناس البسيطة اللي لو مانزلتش ركبت المترو كل يوم مش هتلاقي مصاريف بيتها، وكان رقيقا مع شركات الإنتاج وتصوير المسلسلات ومتعاطفا مع شكاوى رجال الأعمال من الخسائر، وعندك مثلا أنه ماكنش فيه تنظيم كافي للناس اللي نزلت تصرف المنح اللي قدمتهالها الدولة، أنت مانظمتش للناس طريقة وبترجع تهاجمهم بالليل في الإعلام وتعرض فيديوهات الفوضى وتزعق.

فالناس كانت حاسة إن فيه أزمة بس ماكنتش حاسة إنها أزمة قوي، الحكومة لما فهمت ده عملت قوانين بغرامة على الكمامات وشددت على أنك ماتدخلش مؤسسة أو بنك غير بكمامة، بس أنت عملت كده بعد شوية وقت كان إحساس الناس فيها بالخطر قل.

– ما رأيك في مواقف رجال الأعمال في تلك الجائحة؟

رجال الأعمال والمستشفيات الاستثمارية وكل صيدلي أو صاحب مدرسة خاصة أو صاحب محل بقالة، وأي حد خذل المجتمع خلال هذة الأزمة لازم كلنا نحفظ اسمه كويس ومانعملش حاجة أكثر من إننا نفكر نفسنا وأولادنا كل شوية بمواقفهم، تتشال أساميهم في الوجدان الشعبي باللي عملوه، وجيل يسلمها لجيل، ده عقاب أنا شايف إنه عادل جدا.

– هل ترى أن هذا الجيل تعيس الحظ لمعاصرته حروبا إقليمية وأوبئة وأزمات عديدة؟

هذا الجيل عاش قدره. تقييمك للي أنت عيشته مسألة شخصية.

– شهور من العزل الصحي بسبب كورونا.. كيف كان قلم عمر طاهر وماذا كتب وما تأثير الجائحة على كتاباته؟

فترة العزل كانت غريبة جدًا ابتدت برغبة في القراءة ومشاهدة الأفلام بكثافة، ودي حالة استمرت بالضبط أسبوع، لأنه بعدها الواحد اكتشف إنه محتاج للتفريغ أكثر من الشحن، كان فيه هلاوس كتير لا ترقى لمرتبة الأفكار ابتدى الواحد يتأملها تاني وياخد المهم منها.

كان فيه ميزة إنه مش مطلوب منك شغل بعينه فكان القلم حر يجرب كل اللي بيجي في باله، تسألني واستفدت إيه أقولك يمكن بعد 4 شهور حسيت إن الواحد قدر يتعرف شوية على اللي ناقصه، اتعرف على مدى أصالة المشاريع اللي عايز يشتغل عليها وأيه المهم منها وممكن يتعمل إزاي، اتعرف على مكتبته وحط في الصدارة اللي محتاج يقراه بدقة في الفترة الجاية، حرية التفكير والتقليب في كل شىء بدون أي ضغوط أو مواعيد تسليم شغل كانت الميزة الأهم في فترة العزل بالنسبة لي كواحد شغلانته الكتابة.

– كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحرب سواء على الحدود الغربية أو مع إثيوبيا.. كيف ترى المشهد وما تحليلك للوضع الراهن؟

أتمنى من كل قلبي ماندخلش في حرب، بس لو ده قدرك فأنت مضطر تشارك من جبهتك أيا كان موقعها.

بس أنا خوفي مش من الاشتباك مع عدو خارجي، خوفي من  الاشتباك اللي هيحصل بين الناس وبعضها على الهامش، الناس بتتلكك لبعض زي المخبر اللي بيقولك ورينا بطاقتك، الناس بتقول لبعض: ورينا وطنيتك، بتفتش مش بتناقش، حب البلد حاليا بقى له أكتر من 30 تعريف متضاربين، وماحدش مهتم يشتغل على الثغرة دي، وهي ثغرة مخيفة ممكن تبلع أي خطوة لقدام.

– أليس لديك اشتياق للصحافة وتنوي العودة للكتابة بشكل مستمر؟

كنت هاقولك سقف حرية الرأي، وبعدين سحبت إجابتي دي، لأن الكاتب مابيغلبش يلاقي طريقة يقول بيها اللي هو عايزه حتى لو هيعمل باب الكلمات المتقاطعة.

لكن الحقيقة إن كتابة المقال بالنسبة لي حاجة خارج السيطرة، يعني تظهر لك فجأة الرغبة وتبتدي من تاني يوم، لحد ما تلاقي نفسك ابتديت تتعامل مع المقال بشكل روتيني، لازم تكتب وتبعت للجرنال حتى لو مافيش حاجة عندك تقولها، فتوقف.

دايما بافتكر جملة حد من أساتذتي قال لي أنت أكثر واحد في جيلك بيكتب ويعتذر ويغير الأماكن اللي بيكتب فيها، وماتغيرش طريقتك لأنها بقت جزء من أسلوبك ككاتب له مكان عند بعض الناس.

 – أنت دائما مهتم بالحقبة بين الثمانينيات والتسعينيات في كتاباتك.. أظن أن الألفية الثالثة كانت مليئة بالأحداث الفريدة فكيف يمكن لك توثيقها في رواية؟

أنا بدأت أكتب عن الثمانينيات بعد ما سبتها بـ15 سنة، كان ابتدى يبان وقتها عندي ملامحها وأثرها وأيه الأصيل منه اللي باقي في العقل والوجدان، وأعتقد أن الكتابة عن أي حاجة ليها علاقة بالواقع محتاجة فترة مشابهة، لازم تبعد عن الحدث بما يكفي للقدرة على تأمله للكتابة عنه.

– رأينا الفترة الأخيرة موجات من الكره والتكفير بعد انتحار شابة.. لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة وكيف يكون دور الكتاب والأدباء لمواجهة التطرف الفكري وحالة البغض العامة؟

فيه فيروس تاني غير كورونا دخل مصر سنة 2011 اسمه “الفرز”، مع كل حدث أنت بتفرز، لأن الناس بقى جزء من سلوكها إنها تشوف الحدث وتجري تسجل رأيها فيه أون لاين فورًا، بقى العرف إنك لو ماسجلتش رأيك هتتاخد غياب وهتتشتم، مع إنك لما تسجله هتتشتم برضه.

لكن وجهات النظر وطريقة التفكير مابقتش مستخبية خلاص، بقت مكشوفة، و مع كل حدث جدلي (وطني، سياسي، كروي،أخلاقي، فني، صرف صحي) بتكتشف اللي حواليك بيفكروا إزاي وبتتعرف عليهم من أول وجديد، علشان كدة مارك ذوكربرج اخترع أوبشن اسمه “البلوك”. فالجدل هيحصل هيحصل، بس الميزة إنه بيفرز الناس حواليك.

الكركبة دي ماتسألش عن علاجها الأدباء والمفكرين، أنت عايز الكتلة دي تعالج إزاي وهي ماعندهاش ولو برنامج أسبوعي تطلع تكلم منه الناس، ماعندهاش سقف كتابة رأي يحرر الأفكار، ماعندهاش اللي يدافع عنها في معركة تزوير الكتب اللي هي مصدر رزق معظمهم، مافيش أصلا اعتراف رسمي بأهمية الاستعانة بيهم.

فأي محاولات للعلاج هتلاقيها محاولات فردية، ناس بتحاول ترسخ انحيازهم للإنسانية وتحوله لفن، مش هاقولك أدعمهم ولا ساعدهم، لا يا عم هاقولك بس سيبهم في حالهم يكتبوا وينشروا ويكلموا الناس ويخلوا بوستاتهم بابليك، سيب معدين البرامج يستضيفوهم، وماتلغيش ندوات، وماتحبسش ناشرين، وماتقفلش مكتبات او تدفعها لكدة، وماتحشدش هيئة الإعلام بحالها علشان تحاكم واحد كاتب مقال أيًا كان اتفاقنا أو اختلافنا مع وجهة نظره.

– إيه تقييمك للوسط الثقافي في مصر؟

هي الإجابة بشكل عام صعبة، لكن فيه جزء مش قليل من الوسط الثقافي في مصر بيعاني من نفس المشاكل اللي هو طول الوقت بيهاجمها، الشللية والمجاملات والانفصال عن الناس وغياب الموضوعية.

أما أزمة جيلنا الكبرى إننا جيل بدون نقاد، اللي بيحصل هو زمايل بيقولوا رأيهم في شغل بعض، لكن الناقد اللي بيعلم ويوجه و يفكك النصوص ويشاور لك على القوة والضعف بأستاذية المحب اللي نسمع عنها أيام حد زي الأستاذ رجاء النقاش مثلا، ده مش موجود.

الأمل في التعلم أصبح عند القراء أكثر من الوسط الثقافي وناسه، ساعات قاريء على “جودريدز” يقول بالفطرة وتذوقه الشخصي ومن غير حسابات وجهة نظر تعلمك كثير، القارئ ده لازم تدور عليه وانت وحظك، لأنه بيكون مستخبي بين ناس بتنقد الكتب بتقديم انطباعات سطحية، الكارثة أن الانطباعات دي بتنتشر أسرع من الكورونا وبتتحول لموضة وطريقة تفكير.

– لو قررت كتابة جزء جديد من “صنايعية مصر” من تضيف ممن عاصرناهم.. نريد قائمة أسماء؟

بالصدفة وعلى هامش ما يواجهه الأطباء اليومين دول، مش هاضيف غير دكاترة، دكتور مجدي يعقوب، ودكتور محمد غنيم.

– ماذا عن المشاريع السينمائية التي كان من المزمع الانتهاء منها؟

شغلانة السينما في مصر من أعجب الحاجات اللي الواحد قرب منها، المشاريع بتقوم وبتتعطل لأسباب مجهولة، أنا من 2015 وقعت وكتبت أكتر من سبع أفلام، اللي اتنفذ منهم برومو دعائي مدته 30 ثانية لفيلم عقلة الأصبع “كينج سايز” مع محمد هنيدي، وهو فيلم اتكتبت خمس مرات من 2016 لحد الحمد لله ما عملنا البرومو، لكن ليه ماتعملش؟، شغل السينما في مصر يخليك تبطل تسأل الأسئلة اللي من النوع ده.

بس في انتظار المشروعات دي تطلع للنور قريبًا.

 – أرو لنا كواليس حوارك الأخير مع محمد منير.. وهل رفض “الكينج” الإجابة عن أسئلة بعينها؟

لا ما رفضش بالعكس لما اتقابلنا قبل الحوار علشان أعرض عليه الأسئلة قال لي مش عايز أعرف الأسئلة، قلت له يمكن فيه مواضيع ماتحبش نفتحها، قتلني من الضحك وهو بيقول لي بتحدي أنا أفتح معاك أي مواضيع أنت عايزها وده اللي حصل فعلا.

الحوار مع منير من الحاجات اللي ليها مكانة خاصة لوحدها بين كل اللي اشتغلته، زي ما منير نفسه له مكانة لوحده بين كل اللي بيغنوا، ولحد النهاردة الأجمل من الحوار بالنسبة لي لما الشركة الراعية عرضت عليه  قائمة الأسماء اللي ممكن يقعد يتكلم معاها فاختار اسمي، فرحت مش علشان حسيت إني أشطر واحد في مصر مثلا، لا فرحني إن الكينج محمد منير حس أنه ممكن يبقى على راحته مع العبد لله.

– بصراحة.. ما الذي يخشاه عمر طاهر في كتاباته وما الذي يخجل منه؟

أخشى كل عيوب الكتابة اللي الواحد ممكن يشوفها طول الوقت في شغل أي حد، الافتعال، الركاكة، الاستعراض، السطحية، التعقيد، التعالي على اللي بيقرا، الأستاذية الفارغة، تحس اللي بيقرا أنك ضيعت وقته على الفاضي، الأخطاء الساذجة القائمة على السهو أو الاستسهال، الرغي، أنك تكتب كتابة حلوة فعلا لكن لا تفضي إلى شيء.

أما عن الخجل فالواحد لحد آخر كتاب في عمره هيخجل من الكتاب اللي قبله، لأنه الكاتب بعد شوية وقت بيكتشف أنه اللي عمله مهما كان ناجح كان ممكن يتعمل أحسن 100 مرة.

– تُهاجم فكرة أداء محمد رمضان لشخصية أحمد زكي.. هل الأمر مرتبط بالعاطفة والغيرة عندك فقط أم لديك تقييم فني؟

عندي مشكلة شخصية يمكن تكون عاطفية، مشكلة إني مش متقبل إن أحمد زكي بجلالة قدره يتحول لمجرد دور في مسيرة محمد رمضان.

عمر طاهر يهاجم ساويرس وشركات الإنتاج: “الإعلام بيتشطر على اللي نازل علشان يلاقي مصروف بيته”

تابع مواقعنا