الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سد النهضة.. والبقرة الصفراء

القاهرة 24
الخميس 16/يوليو/2020 - 04:46 م

حتى الان ومصر تتخذ الطرق السلمية في مواجهة التعنت الاثيوبي ، وتحافظ على اقصى حالات ضبط النفس في هذه القضية التي بدأتها بمباحثات ثلاثية بحضور السودان كإحدى دولتي المصب ، ثم قامت بتدويل قضيتها بقبول دخول اطراف أخرى نافذه في المجتمع الدولي ثم ذهبت بالقضية الي مجلس الأمن ، وفي المقابل فإن الجانب الاثيوبي لم يبدي أي مرونة تذكر طوال فترة المباحثات بل وزاد الطين بله ببعض التصريحات غير المسئولة معتمدًا على الدعم الإسرائيلي اللا محدود والذي تجلى بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو والذي وعد بجعل البقر الاثيوبي افضل بقر في العالم ، وكأن قدر اليهود أن يشكل البقر أهمية خاصة في تاريخهم منذ أن تعدوا على بعضهم بالقتل فذبحوا البقرة الصفراء فاقع لونها وضربوا الميت ببعضها فأخرج الله ما كانوا يكتمون ، فهل سيكون دعمهم للبقر الاثيوبي سببًا لكشف مخططاتهم ضد مصر ، لعلنا نجد بين البقر الاثيوبي تلك البقرة الصفراء ، وعلى الجانب الإثيوبي أتمنى أن يكون بينهم عاقل يعرف أن الشرعية الدولية ليست بالبقر وان مصر لن تقف مكتوفة الايدي وحقها التاريخي في نهر النيل يتم التعدي عليه بشكل سافر ومحاولة إثيوبيا تعطيش مصر وأهلها ، مصر التي ارتبط شح النيل عندها بالمجاعة ، مصر التي اعتادت على تقديس النيل والحفاظ على جريانه ، والذي إذا وقف امامه عائق استنفرت كل جنود الفرعون ولا يعودون حتى يعود النيل لجيرانه.

اصل المشكلة التاريخي بدأ عندما تنازلت مصر في زمن سابق عن بعدها الإستراتيجي في أفريقيا وأهملت دورها الأفريقي لتنمية دول حوض النيل وتركت السودان واثيوبيا ودول المنبع في الشرق الافريقي ، ثم غضت الطرف عن دخول العدو الإسرائيلي في دول القارة الأفريقية لاسيما دول الشرق الافريقي الذين يشاركوننا في حوض نهر النيل ، لم تكن لدينا خطط واضحة وعلاقات استراتيجية معهم ، بدأت خطط تعطيش مصر مبكرًا عندما أنفصلت الكنيسة الاثيوبية الارثوذكسية عن الكنيسة المصرية الارثوذكسية.

كما اعتمدنا على ان لنا حصة الأسد في مياه النهر وتوقفنا عن تطوير مشروعات الري واستغلال المياه وكنا نفقد حوالي عشرين مليار متر مكعب كل سنة في مياه البحر المتوسط ، ولم نفكر في مشروعات لاستغلال كامل حصتنا ، وفي نفس الوقت هناك زيادة سكانية مطردة وكبيرة تحتاج لزيادة حصتنا من المياه مع استغلال كل قطرة فيها ، وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب والذي سنذبح بقرته قريبًا اذا لم تتوقف الأعمال العدائية على نهرنا العظيم ، فإن الفرصة مازالت بين أيدينا خاصةً وان الإدارة المصرية العاقلة للأزمة تجعل الشرعية الدولية في صفنا اذا ما اضطرت مصر لأخذ موقف حازم في وجه الاعتداءات الإثيوبية المتكررة على حقوقنا التاريخية في النيل ، اذا صحت الأخبار التي تتكلم عن قيام إثيوبيا بشكل احادي البدأ في ملئ الخزان خلف السد فإن موقف مصر السلمي يجب ان يتغير ويتسم بالحزم والحسم ، صحيح ان استخدام القوة في غير موضعها حماقة ولكن التقاعس عن استخدامها في وقتها جبن ، ومصر لا ولم ولن تكون جبانة في كل تاريخها العريق القديم بقدم سريان النيل على أرضها ، ويجب ان يكون لكل حادث حديث.

وأقول للقيادة المصرية وللرئيس عبدالفتاح السيسي ، سنكون معكم وخلفكم في أي قرار ستتخذونه لحفظ حق مصر في النيل ، فاحزموا أمركم وخذوا قراركم ولو خضتم بنا الأهوال سنخوضها معكم حتى لا تحاسبنا الأجيال القادمة عن أي تفريط في حق مصر ، وأقول لشعب مصر ليس اليوم يوم انقسام واختلاف ففي الانقسام خيانة وفي الخلاف خيانه وفي الضعف خيانة والجبن خيانة وترديد أقوال الانهزاميين ومناصرة الأعداء خيانة والمصري الحق لا يخون ، فصفوا أنفسكم امام قيادتكم السياسية وكونوا خير داعم لجيشكم العظيم واجعلوا جبهتكم الداخلية قوية في مواجهة الفتن والمؤامرات والدسائس واعرفوا حجم المشكلة وعظم المسئولية ، فمصر مستهدفة بالإرهاب من الشرق في سيناء والجيش يسطر البطولات هناك وليس الشهيد منسي ورفاقة بغائبين عن أذهاننا ، ومستهدفة من الغرب بما يحدث في ليبيا وجمع شتات الجماعات الإرهابية بأموال قطرية ومباركة تركية ، ومستهدفة من الشمال بمناورات البحرية التركية في حوض المتوسط ومستهدفة من الجنوب بمحاولة تعطيشها وتجويع أهلها ، ورغم كل ذلك فنحن قادرون على مواجهة كل التحديات والانتصار على كل الجبهات بشرط دعم القيادة السياسية والجيش ، بشرط ان نكون على قلب رجل واحد في مواجهة أعداء مصر وتحدياتهم التي ستنتهي وتتكسر على صخرة صلابة الشعب المصري العظيم وجيشه البطل.

تحيا مصر ،،، ويحيا جيش مصر.

تابع مواقعنا