السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عام استثنائي.. تفاصيل 24 ساعة قضاها طلاب الثانوية العامة بين اختبار كورونا وتحديد المصير

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 22/يوليو/2020 - 09:37 م

ما أن ينقضي “بعبع الثانوية العامة” كما يطلق عليه البعض حتى يبدأ من جديد، بكل ما يحمله من خوف ورعب ومشقة وعناء يتحمله الأبناء، خشية الفشل، ورغبة في تحقيق آمال الأهل، الذين يؤثرون على أنفسهم في كثيرٍ من الأحيان، حتى يلبّون طلبات فلذات أكبادهم، في انتظار فرحة عام ٌ من الرعب والتوتر، والذي كان مضاعف خلال الثانوية الاستثنائية 2020 حيث كان الطلاب محاصرين بين وبائيين “كورونا، وقلق الامتحانات”.

24 ساعة مرت على طلاب الثانوية العامة داخل لجنة الامتحان، على مدار شهر كامل، بدأت 21 يونيه وانتهت بـ21 يوليو، كان الطلاب محاصرين خلالها ما بين كورونا وتوتر وقلق الثانوية والامتحانات وصعوبتها، والتي جاءت في بعض الأحيان غير موجودة بالمناهج أو لا توجد لها إجابات، وهو ما رواه أولياء الأمور لـ”القاهرة 24″، ساردين تفاصيل 24 ساعة من أصعب اللحظات في حياتهم.

بالي وفكري كان معاه في اللجنة

لأول مرة تخوض عبير الألفي، تجربة الثانوية العامة مع أبنها الأكبر محمد جاسر، ورغم قلقها الشديد من “بعبع” الثانوية، إلا أن هذا القلق تضاعف بظهور كورونا، والذي أصابهم بحالة شديدة من الخوف تبعها عدة قرارات أثرت على ابنها محمد، “وقفنا دروس، وفضلنا في البيت”.

لأكثر من شهر ونصف ومحمد جاسر لم يخرج من البيت، بسبب الوباء الذي حل دون سابق إنذار، إلا أنه خرج لأول مرة 21 يونيه لأداء امتحان الثانوية العامة، “مكنش من السهل، وكان مرعوب، وروحت وصلته للامتحان، وممكن قلقنا زاد من قلقله، بس هو كمان لأول مرة يطلع من البيت فكان خايف من كورونا، غير قلقه من الامتحان”.

نسبة نجاح 87%.. وزير التعليم يعتمد نتيجة العينة العشوائية للتفاضل والتكامل

مع دخول محمد للجنة، كانت “عبير” تغادر محيط اللجنة تنفيذًا لتعليمات التعليم بعدم التواجد أمام اللجان، إلا أن بالها وفكرها كان يقف مع “محمد” في اللجنة ترح وهو يبقى، “أكيد كنت أروح بس قلقانة وعماله أفكر فيه وفي الإجراءات، وهل الامتحان سهل ولا صعب، كننا محتارين وفكرنا معاهم ديمًا، خاصةً أول يوم ده” وزاد القلق شكاوى الطلاب من وجود بعض المخالفات مثل “الديسكات”، حيث تقول: “كانت حجاة مقلقة بس الحمد لله التعليم اتلفت ليها وحلتها”.

عبر منصات التواصل كانت “عبير” تتابع من خلال جروبات أولياء الأمور، تفاصيل الامتحانات وتحاول أن تجد ملجأ لروحها القلقة ليعيد إليها سكونها، إلا أنه كان يزيد من ضجيجها، “كنت بقول هرتاح لو لقيت حد كاتب الامتحان سهل ولا حاجة، بس استغربت، فيه بعض الامتحانات صعبة وغير ما توقعنا، مفيش مراعاة إن الدروس كانت واقفة وحالة الرعب اللي فيها الطلاب”.

البعبع بقى بعبعين

الوضع ذاته مرت به، نيفين ثابت، والتي تخوض تجربة الثانوية العامة لأول مرة مع ابتها جيسيكا سيفين، زاد من وتيرة القلق والتوتر، أن ابنتها من طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا “stam” والتي عادة ما يكون امتحانتها صعبة طبيعة الحال، الأمر الذي دفعها للتفكير لأكثر من مرة أن تؤجل للعام المقبل خوفًا من كورونا، خاصة أن ابتها كانت مقيمة في المدرسة.

بعد مكالمة بين “نيفين” والدكتور طارق شوقي وزير التعليم، طمأن خلالها ولية الأمر، وجعلها تتراجع عن قرار التأجيل ونصيحة عدد من أقران ابنتها بعدم التأجيل وخوض الامتحانات، مشيرةً إلى أن تصريحات الوزير لها لم تكن مجرد رسالة طمأنينة بل بالفعل تم تنفيذ كل ما جاء بها من اتخاذ إجراءات سواء في إقامتهم أو في لجان الامتحانات.

بنسبة نجاح 94.5%.. وزير التعليم يعتمد نتيجة العينة العشوائية لمادة الجيولوجيا

ورغم قرار خوض الامتحانات ورسالة الدكتور طارق شوقي، إلا أن القلق كان صديق دائم لـ”نيفين”: “كانت تدخل الامتحان وأنا حاطة إبدي على قلبي، ومستنية اطمن على حاجتين منها الأول والأهم الإجراءات وإنها بخير، والتاني الامتحان”، معربة عن استيائها من الجانب الثاني، “والامتحانات كانت صعبة غير ما توقعنا، وده طبيعي لإننا مدارس متفوقين، بس اللي مش طبيعي إن كان فيه أجزاء من المحذوف، وبعض الأسئلة الطلاب ما شوفوهاش قبل كده”.

الثانوية الأولى التي تمر على ولية الأمر “نيفين”، إلا أن ضغطها كان مضاعف، الأمر الذي جعلها تفكر من الآن لشقيق جيسيكا، في أن تدخله أي تعليم سوى الثانوية، “لأول مرة واتمنى تكون آخر مرة، عشت سنة  سيئة كلنا عشناها مش جيسيكا بس، البيت كان واقف مبيقعدش، رغم إنها سنة ملهاش لازمة.. بس خلاص الكل بتعامل على إنها بعبع، وبقت بعبعين بسبب كورونا”.

بعبع ثالث.. “كورونا وامتحانات وتسريبات”

لم تكن الثانوية العامة 2020، هي الأولى التي تمر على هاله شعبان، ولية أمر “ندي”، إلا أنها كانت الأصعب على الإطلاق من بين شقيقاتها، حيث كان القلق مضاعف، ما بين كورونا وخوف الامتحانات، حيث تقول: “شعور لا يوصف حقيقي والوصف الأنسب إحنا كأننا مدخلينهم يتنفيذ فيهم حكم الإعدام مش امتحان”، في إشارة منها رغم أنها كان بها بعض التسهيلات مثل تخفبف المناهج وحذف جزء كبير منها، سوى أنهن قلقتان من كورونا، وتشتيت تركيز ابنتها بسبب الأوضاع المحيطة.

المعادلة كانت صعبة، كما تشير ولية الأمر، والتي عاشت أجواء من الرعب مع ابنتها، “كان صعب علينا إننا نحاول نحتويهم ونخليهم يتعاملوا مع السنة كأنها سنة عادية مش تحديد مصير ومستقبل هيتحدد عليه العمر كله”، وبينما كانت ندى في الجنة تؤدي الامتحان، كانت والدتها هاله في حالة من الخوف عليها من الوباء الذي يطاردها، حريصة على متابعة السوشيال لرصد الأراء حول الامتحان فضلًا عن أخبار التسريب والتي كانت تستاء منها.

صعبة بس عدت

تحكي “ندى” عن تفاصيل لحظات أداء الامتحان، بقولها: “كننا مرعوبين طبعًا، وبالتحديد في اول امتحان الموضوع كان صعب علينا جدًا، بس كان فيه دور كبير للمراقبين واللي كانوا بيحاولوا يهدونا وإحنا إيدينا برتعش وقلوب بتدق، وهما بيقولوللنا ما تخافوش إنتم خدوا إجراءاتكم والامتحانات هتيجي ساهلة”.

3 ساعات كانت هي مدة انعقاد كل مادة لندى طالبة شعبة الأدبي، كانت هناك شعور مختلط ما بين التماسك والتركيز وأحيان ما بين الشتات والخوف، صاحب هذا المزيج من الشعور ندى لمدة شهر من الامتحانات، “مكنتش سنة سهلة وخدت من طاقتنا كتير قوي، مكناش عارفين نفرح إنها خلاص هتخلص ولا نخاف من كورونا، نركز في الامتحان، ولا نفكر في إننا نحافظ على نفسنا من كوورنا؟.. كانت أوقات صعبة”.

وزير التعليم لـ”أولياء الأمور”: “متحملوناش أزمة اختياركم للمدارس الغالية”

في أواخر الامتحان تضاعف القلق لدى “ندى”، حيث لم يتم تسليمهم الأدوات المعقمة، الأمر الذي تسبب لهم في حالة من الارتباك، “حياتنا كانت معرضة للخطر فعلا، خاصة إن الأعداد مكنتش قليلة يعني إحنا في لجنة”.

القلق في الثانوية بالنسبة للطالبة، لم يقتصر على “كورونا والامتحانات”، بل زاده حالات الغش وتهريب الهواتف المحمولة، والذي كان يضيع عليهم أوقاتهم، حيث أن المراقبين كانوا يضطرون لتفتيش الطلاب وسط الامتحانات مرة أخرى، مما يضيع عليهم الوقت، في ظل امتحانات لم تراعي الظروف الصعبة التي مررنا بها على مدار العام، مختتمةً حديثها: “ومرت وربنا يكرمنا في النتيجة”.

تابع مواقعنا