الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

العم إسكندر يوجه رسالة لمسئولي محافظة سوهاج: “أنا عاوز حقي في ضمان قوت ولادي مش أكتر”

القاهرة 24
محافظات
الثلاثاء 28/يوليو/2020 - 11:46 م

رجل في العقد السادس من العمر، يجلس على جانب الطريق بمنطقة الشرق بمدينة سوهاج، ينظر للمارة بعينيه الحزينتين اللتان لم يستطع زجاج نظارته إخفاؤهما.

يطلب بتلك النظرات من المارة بالشارع أن يوزنوا أنفسهم عنده بتلك الميزان الذي تهشم زجاجه من كثرة التنقل بشوارع المحافظة به، يجلس وتراوده مخاوف الأفكار، “ماذا سأفعل بقوت يومي؟، كيف سأقضي حاجة بيتي اليوم؟، كيف سأكشف لطفلتي الصغيرة التي يتألم لآلامها؟”.

“كنت بشوف لي لقمة عيش في القاهرة ولقيت واحد قاعد نفس قعدتي دي دلوقتي في شارع التحرير”، بهذه الكلمات بدأ العم مجدي إسكندر حديثه مع “القاهرة 24″، موضحًا أنه لم يحظى بوظيفة منذ أن حصل على دبلوم الزراعة، فلم يكن أمامه منذ فترة شبابه سوى الوقوف على الفراش بالشوارع، فتارة يحاول بيع الولاعات، وتارة يبيع الأشياء الصغيرة كـ”أحجار السخان وجلد اسطوانات البوتاجاز”، حتى ضاقت حالته المعيشية بعد أن رُزق بخمسة أطفال.

والآن يجلس وأمامه ميزان يزن أجساد البشر الذين لم يستعطفهم حالة الرجل الذي ينظر لهم مُتمنيًا أن يذهب لديه أحدهم ليزن نفسه ويعطيه ما فيه قسمته، ولكن في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من انتشار فيروس كورونا المُستجد، ووقف الحالة المعيشية لأكثرية المواطنين، لم يهتم أحد بمثل تلك الأمور ولذلك أصبح وضع “مجدي” المعيشي أكثر سوءاً.

عم إسكندر

فكيف لذلك الرجل الذي يبلغ من العمر 52 عامًا أن يُكفي احتياجات أطفاله الخمس دون عمل مُجدي؟.

رجل نقش الحزن على وجهه الملامح، فلا ترى فيها سوى الأسى والجراح، ترى دروس الحياة التي لم تخشى براءة طفولته، ولقنته درساً منذ وفاة أبيه الذي قُتل أمام أعينه وهو في السادسة من عمره، فرحل عن مقر ولادته الذي خشى أن يذكره فيعلم قتلة أبيه بمكانه، رجل أخذ يمشي إلى جانب الحائط كي يخشى مُعاملة الناس القاسية، “وإن استطعت أكون بداخل الحائط لفعلت”.

استجابه لاستغاثة مواطن.. محافظ المنيا يكلف بمتابعه إحدى الحالات المرضية وتقديم الرعاية الطبية  

“عاوز اطمن على أولادي قبل ما أموت”، وهنا أخذ يوجه العم إسكندر رسالته للمسؤولين بمحافظة سوهاج، فهو يُريد عملاً مُجديًا، يستطيع منه أن يوفر مصاريف لتعليم أطفاله، الذين أكبرهم لم يتخطى المرحلة الإعدادية، كما يُريد أن يُشبع جوفهم بما يشتهون فقد أشبعهم الزمان جوعًا.

عم إسكندر

واستكمل رسالته للمسؤلين أثناء حديثه لـ”القاهرة 24″ قائلاً: “أريد صرف معاشًا لي كي يآخذونه أولادي عقب وفاتي”، مؤكدًا أنه لم يطلب من الدولة توفير كشك له أو محلاً تجاريًا أو غير ذلك، وأن كل ما يطلبه هو وظيفة في أحد المباني الحكومية حتى “عامل بوفيه”، مشيراً إلى أن يؤيد آن يُصرف له راتبًا شهريًا يدبر أمور حياته طيلة الشهر.

واختمم حديثه قائلاً: “أنا مش بشحت ومش بطلب حاجة من حد ده حقي اللي المفروض الدولة تديهوني من غير ما أطلبه أنا عيشت اللي محدش يتوقع إن طفل عنده 6 سنوات يعيشه، انا واحد ابوه اتقتل قدام عينه عشان عرف الحق فين مش أكتر، واحد المفروض الدولة تكرمه عشان صبر وكافح ومسرقش ومقتلش، أنا عاوز حقي بس إني اضمن قوت ولادي”.

تابع مواقعنا