الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

دكتور حاتم العبد يكتب: ابن المجتمع

القاهرة 24
ثقافة
الإثنين 10/أغسطس/2020 - 05:12 م

يغيب عن الكثيرين مفهوم المجتمع وأهميته، بمعنى آخر يغيب عن البعض مفهوم الصالح العام وضرورته، يطال هذا الغيب عامة المجتمع كما يطال بعض مثقفيه ويتجذّر ويتوحش في بعض الفئات الحاكمة.

يتلخص كل ما سلف في مصطلح “ابن المجتمع” هذا المفهوم المغيّب في الغالب الأعمّ من الحالات والغائب في حالات محدودة. ابن المجتمع من مقتضياته تغليب الصوالح العامة الواسعة على الصوالح الشخصية الضيقة. والنظر إلى ما هو أبعد مدى وأكثر ضرورة، بدلًا من فقد حاسة البصر في التدقيق والتمحيص والتفحّص موضع الأقدام. من مقتضيات ابن المجتمع النظر إلى الناشئة بحساب كونهم أبناء للمجتمع بأسره، بغض النظر عن دينهم وعِرقهم ووضعهم الاجتماعي. بل يجب احتضان الجميع ورعايتهم والكشف عن مواهبهم وتزكيتها وتنميتها، لا أن يضطهد البعض لكي لا يعيَّن معيدًا إكرامًا لابن أو بنت أستاذ بالكلية، وقِس على ذلك باقي المهن والوظائف.

إننا بإهدارنا مفهوم ابن المجتمع نكون قد حرمنا أنفسنا ومجتمعنا من طاقات شابّة قادرة على النهوض والرقي به. ليس هذا فحسب، بل قد يكون ذلك مدعاة لنقمة هؤلاء وكفرهم بالمجتمع بل ومحاولتهم الانتقام منه بسبب ضياع حقهم وضياع فرصهم.

من منَّا لا يعرف نابغة في مجاله لو كان استسلم للجهلة والحمقى لكان قد حرم المجتمع من مهاراته وكفاءته.

علينا أن نؤثر أبناء المجتمع على أبنائنا، لأنه بحسابات العقل والمنطق أنفع لنا ولمجتمعنا من أبنائنا. فلينظر كلٍ منا حوله، وليتدبَّر ظروف كل من يشغل وظيفة أو يتقلد منصبّا، وهل هو ابن فلان أو ابن المجتمع، وسوف تلحظون الفرق في التوّ واللحظة، وما إذا كان أنفع وأحظى للمجتمع أم أنه وبالًا ووباءً على أهله ومجتمعه.

تتعاظم فوائد ابن المجتمع، هب أن أحدًا ألمّ به مرضًا هل يذهب إلى طبيب متمكّن من تخصصه وموهبته أم إلى طبيب يعمل أستاذًا في كلية الطب ما عيّن إلا لنفوذ والده وسلطته ؟ وكذلك المحامون والمحاسبون وباقي المهن.

إن ابن المجتمع يقضي على اذدواجية المعايير والتقلقل النفسي ؛ فلنبحث عن ابن المجتمع، نمدّ له يد العون، نحنوا عليه، نؤازره، نوفر له سبل التفوّق والتفرّد، خدمة لنا وللصالح العام، وخدمة لأهله وله شخصيًّا.

أدام الله أبناء المجتمع، وهدانا لاحتضانهم ؛ رفعةً لمجتمعنا ورقيًّا لإنسانيتنا.

تابع مواقعنا