سمير الإسكندراني العميل المزدوج الذي كشف المخطط الإسرائيلي لاغتيال عبد الناصر (تقرير)
ولد الفنان الكبير سمير الإسكندراني في منطقة الغورية بالقاهرة، حيث كان يعمل والده تاجرًا للأثاث في المنطقة، عاشق كبير للفن والفنانين، وله صداقات عديدة في الوسط الفني، حيث كان من بين أصدقائه، زكريا أحمد وبيرم التونسي وأحمد رامي، الأمر الذي ساهم في نشأة الإسكندراني الفنية، فخرج عاشقًا هو الآخر للفن.
عشق اللغة الإيطالية وهو يدرس في كلية الفنون الجميلة، ورغم أن اللغة ألغيت من المقررات الدراسية للكلية، إلا إنه ظل يتعلمها في مدارس أخرى، الأمر الذي دعا المستشار الإيطالي في مصر لدعوته للدراسة في إيطاليا في بعثة هناك، وبالفعل ذهب واستكمل الدراسة ببيروجيا الإيطالية، في 1958، وهو ابن العشرين عامًا، وهناك تعلم الرسم والموسيقى والغناء.
المهن الموسيقية تنعى الفنان الكبير سمير الإسكندراني.. وتكشف تفاصيل دفن الجثمان
لسمير الإسكندراني قصة كبيرة وأسطورية ودرس في الوطنية، حيث إنه وقت الدراسة في إيطاليا التقى بطالب مصري من أصول يهودية، أعجبه ذكاء الإسكندراني وتمكنه من التحدث بخمسة لغات، فعرض عليه، الانضمام للموساد الإسرائيلي والتجسس على مصر، مقابل راتب كبير، وبالفعل وافق وبدأ في التدريب على الأمر وتعلم طرق التجسس والمراسلات والحبر السري والتعامل مع اللاسلكي، لكن فور عودته إلى بلده مصر، أبلغ المخابرات المصرية، وهنا التقى بالزعيم جمال عبد الناصر، واتفق معه على الاستمرار في اللعبة كجاسوس إسرائيلي داخل مصر.
وخلال فترة عمله كعميل مزدوج استطاع الإسكندراني كشف عدد من المخططات الإسرائيلية ضد مصر، أهمها كشف خطة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر، وبعدها خطة دس السُم للرئيس جمال عبد الناصر، وعن طريقه تم القبض على أهم جاسوس هولندي، وكان يسمى مويس جود سوارد به، وكشف عن أعضاء شبكة كاملة داخل مصر.
كثير من الكُتّاب حاولوا كتابة قصة حياته وتقديمها في عمل فني، إلا إنه رفض، وظل مُحتفظًا لمدة كبيرة بالسر، إلى أن كشفه بعد مُدَّة كبيرة.
محمد صبحي ينعى سمير الإسكندراني: ثعلب المخابرات المصرية (صورة)
