“دكتورة أسنان” كانت أمنية تضع تلك الأحرف نصب أعينها لتكون المحرك الأساسي لها وبمثابة الوقود الداعم الحافز لها طوال أعوام الدراسة، وعلى مدار سنة الثانوية العامة، كانت تتحدى فيها ظروف قاسية ولكن القدر لم يمنحها سوى 96.95% ليعصف بحلمها، لتطرق باب المناشدة لوزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، والجامعات الخاصة لتنول منحة الإلتحاق بكلية الأسنان.

تحكي أمنية يسري محمد لـ”القاهرة 24″، بغصة ومرارة، قصة كفاح قامت بها على مدار سنة الثانوية العامة، بداية من معانتها من ضعف في النظر وحتى الظروف القاسية التي تمر بها أسرتها لتتخلى عن الدروس الخصوصية، ومع ذلك تحصل على مجموع 96.95%، مردفة: “مريت بسنة صعبة في ثانوية، نظري ضعيف ووالدي كان سواق أتعرض لحادث وصرفنا كل فلوسنا على تصليح العربية، ودخلنا الشهري أقل من الألف جنية بكتير ماقدرتش أخد دروس خصوصية، أعتمدت على نفسي وماكنتش بنام عشان حلم الدكتوراه”.

وتسرد: ” كنت بذاكر من 10 لـ12 ساعة يوميًا، أتصدمت بالمجموع كنت مستنية على الأقل أجيب 98% بس كنت راضية بمجموعي ولكن التنسيق قضى على الأمل وعرفت إن بيه مش هطول أي كلية حلمي.. مجموعي كبير ولكنه هيحطني في كلية أدبي عشان 1% ولا 2% وأنا تعبت طول سنين الدراسة وحلمي أفرح أبويا وأمي كل أمنيتهم يشوفوني دكتورة”.

وتردف المقيمة بمركز منية النصر بالدقهلية، أن بعد المسافة ومصاريف السفر عائق أمامها لتتمكن من تقديم أوراقها على منحة بإحدى الجامعات الخاصة، ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدي وتحاول، قائلة: “بحلم بمنحة من أي جامعة حاولت كتير أوصل لجامعات، من ساعة ظهور النتجة وأنا كل يوم بتصل بكل الجامعات تقريبًا ومحدش بيرد عليا.. وأنا مش في إيدي حاجة المشوار طويل على الأقل 7 ساعات بيني وبين أي جامعة وغير مصاريف السفر”.

“أنا طموحة وبجتهد وكنت بشتغل في مصنع عشان أساعد أسرتي ومتفوقة في دراستي وباخد الكورسات وأنا في الشغل، حرام أقضي حياتي في كلية أدبي”، بصوت يغلبه الحزن ويتجلى فيه قلة الحيلة، تلفت أمنية عن الشهادات الحاصلة عليها، حيث منذ 2017 وهي تعكف على الحصول على كورسات ومسابقات بمجالات مختلفة، مضيفة: “شاركت في مسابقات مع وزارة التربية والتعليم ومعايا درع من الوزارة، وخدت كورسات لغات وترجمة، تصوير، ريادة الأعمال، ومعايا شهادة من الجامعة الأمريكية في البحث العلمي”.

وتناشد أمنية وزير التعليم العالي، قائلة: “أنا تعبت وذاكرت وأجتهدت وماخدتش دروس ومريت بظروف صعبة وروحت الإمتحانات في ظروف صعبة وبالرغم من صعوبة الإمتحانات والظروف جبت مجموع كبير”، وتضيف متسائلة: “هو أنا ماستحقش ولو فرصة في البلد؟.. لما شوفت خبر بائع الفريسكا ومنحة الوزير عيطت، ربنا كريم وبحلم بمنحه زيه”.

بائع الفريسكا لـ”القاهرة 24″: “كان حلمي أدخل الطب وحققته.. عشان أفرّح أبويا”(فيديو)