“عندي تلاتة زيك”.. عظمة الأم المصرية تتجلى في مشاجرة المجند ورئيس القطار (فيديو)
صباح الاثنين الماضي، بينما كان رئيس قطار 48 المتجه من المنصور للقاهرة، يمر لمتابعة “تذاكر الركاب”، توقف برفقة محصل التذاكر، أمام أحد الشباب المجندين، يرغمانه على دفع ثمن التذكرة والغرامة، وسط توسل من المجند ليتركاه: “ما معيش حق التذكرة”، إلا أن مسئولي القطار أصروا على تحصيل التذكرة منه.
وبعد ثواني، تعالت الأصوات داخل العربة من مسئولي القطار الذين أصروا على دفع “المجند” لثمن التذكرة، أو تسليمه في أول قسم، وسط محاولات لإقناعهم بأنه سينزل من القطار في المحطة المقبلة، إلا أنها كانت بلا جدوى، “لتجيب حق التذكرة لتجي معانا وتتسلم في أول قسم”.
التف الركاب حول رئيس القطار والمجند ومحصل التذاكر، يتابعون الموقف دون تدخل، وأصوات مسئولي القطار تتعالى أكثر، فلم يجد المجند أمامه سوى أن يغادر معهم تاركًا أمتعته على الكرسي، وسط ترقب من جميع الرقاب، وإصرار منهم على تسليمه.
عمرو أديب لـ كمسري قطار المنصورة: مش من حقك تمسح بالناس الارض (صورة)
من بين هؤلاء الركاب، انتفضت سيدة من على مقعدها بالقطار بتلقائية، وتجلت عظمتها كأم مصرية حنونة على أبنها، قائلة: “عندي تلاتة زيك في البيت أقعد وانا هدفع لك مش هتنزل”، للحظة تعاملت الأم كما لو كان المجند أحد أبنائها الثلاثة الذين تكرتهم في البيت وذهبت لعملها، “والله ما أنت نازل”، ممسكة بذراعها في محاولة لجذبه من أيدي مسئولي القطار.
سحبت السيدة الخمسينة، حقيبتها من على المقعد، وأخرجت للكمسري ثمن التذكرة، مرددة جملتها: “يا ابني عندي 3 في البيت زيك.. والله لا أنت قاعد يا ابني أقعد”.
وجد الشاب العشريني، نفسه في موقف محرج بعد أن أخرجت السيدة ثمن التذكرة له، ورفضت كرامته أن تدفع له السيدة ثمن التذكرة، وبدأ يلملم في ثمن التذكرة من حقيبته، وبينما هو يعطيها للسيدة التي سددت عنه التذكرة، رفضت بقولها: “والله ما أنا واخدة منك حاجة”، لتجد الشاب قد انتابته حالة من الغضب، لتمتص غضبه بأخذ حق التذكرة منه.
“الضنا غالي وشوفته كأنه ابني”
“مفيش حد من ولادي دخل الجيش، بس اتمنى لما يدخلوا ربنا يوقفلهم اللي يساعدهم ويحنن عليهم”، بتلك الكلمات بدأت السيدة صفية إبراهم أبو العزم، والمعروفة إعلاميًا بـ”سيدة قطار المنصورة”، ساردةً دوافعها للتعامل مع مشاجرة رئيس قطار المنصورة القاهرة، مع أحد المجندين وإجباره على دفع ثمن التذكرة أو تسلميه في القسم.
وكشفت “صفية” المقيمة بالمحلة الكبرى بالغربية، تفاصيل الواقعة، مشيرةً إلى أنها فوجئت بارتفاع صوت الكمسري ورئيس القطار على المجند، والجميع يراقبون في صمت، بينما يخير مسئولي القطار الشاب بين سداد حق التذكرة أو النزول وتسليمه للشرطة، متابعةً: “لما شوفت المنظر قلبي وجعني، وقولت على جثتي إنه ينزل”.
وتابعت السيدة التي تبلغ من عمرها 50 عامًا، أنها اعتبرت أن المجند أبنها الرابع، وللحظة انتابها نوبة من البكاء ووجحدت نفسها تتصرف بدافع الأمومة، مردفةً: “الولد كان مُصر إنه ينزل ومش عاوزني أدفع التذكرة، قولتله أقعد أنا زي أمك، ودفعتله حق التذكرة”.
وعن أبنائها الثلاثة، أشارت السيدة الخمسينية، إلى أن ابنها الأكبر أحمد أبو صايمة، مهندس ويعمل بالعاصمة الإدارية، وعمر حاصل على بكالريوس تربية، أما عن الأصغر خالد فهو خريج الثانوية العامة 2020، ومن المقرر التحاقه بهندسة المنصورة.
“يا ريت لو كمسري أو أي حد بيتاعمل مع شاب زي ده يتخيل إنه ابنه، سواء كان مدني أو مجند”، هكذا تبعث السيدة برسالة للمصريين متابعةً: “الضنا غالي، لو ابنك واقف مكانه هطلع عينك تدهاله”، فيما تخص محصلي التذاكر برسالة: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
مشادة بين كمسري قطار ومجند بسبب قيمة التذكرة (فيديو)
يقول أحد ركاب القطار، تعليقًا على موقف السيدة: “السيدة المحترمة المهذبة بنت الأصول، ذهبت وهي تبكي من أجل إهانة المجند من قبل رئيس القطار ومحصل التذاكر، وقامت بدفع قيمة التذكرة عنه وحاولت تهدئة الشاب، لا سيما وأن الموقف كان في صباح اليوم”.
بعد انتشار الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تداول مستخدمي تلك المواقع، صورة السيدة بشكل واسع، مشيدين بالموقف الشهم الذي قامت به السيدة التي وصفونها بالجدعة، والتي تعد بـ”100 رجل” من كمسري القطار ورئيسه.
فيما طالب مستخدمي مواقع التواصل، بمحاسبة مسئولي القطار والذين كانوا لا يرتدون الكمامات، فضلًا عن أنهم أثناء المشاجرة أمروا المنجد بخلغ الكمامة من على وجهه، بقوله: “شيل الكمامة اللي أنت لابسها دي وسمعني صوتك”، ولوحظ أن جميع الركاب بلا كمامات ولا إجراءات وقائية.
كامل الوزير لـ”القاهرة 24″: تعامل كمسري قطار المنصورة مع المجند غير مهذب.. وأعتذر عن ما حدث
