الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الطريق إلى الجنة مليء بالمعوقات.. الرحلة لشرم الشيخ حيث السحر تنهكها الأكمنة

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 17/سبتمبر/2020 - 02:43 م

المئات يوميًا يحزمون حقائبهم ويشدون الترحال إلى مدينة السحر والسلام، حيث شرم الشيخ بجنوب سيناء، آملين أن يجدوا في أرض الفيروز ملاذًا آمنًا يلقون في بحرها ما أثقل كاهلهم من هموم، ويشبعون من شوارعها حاجتهم من المتعة والاستجمام، حيث أرض لا تفرق بين الأناس على أساس العرق أو الدين أو اللون، وتحتضن بكل حبٍ جميع الزائرين.

حزم الحقائب وشد الترحال إلى شرم الشيخ يصاحبه خطط وآمال عريضة للمسافرين، الذين يتوقون لإشباع رغباتهم في حصد أكبر قدر من المتعة في زيارة أحد أفضل البقاع والمقاصد السياحية في العالم، لكنه يصاحبه أيضًا مئات الدقائق من التعب وساعات من الإنهاك، خاصةً أن كان الرحلة عبر أتوبيس من العاصمة وحتى حدود مصر الشرقية.

العشرات سجلوا شكواهم من المتاعب التي صاحبتهم أثناء رحلتهم من القاهرة إلى جنوب سيناء، راصدين في تدوينات وتغريدات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما وجوده في طريق السفر الطويل الذي يمتد لأكثر من 500 كم، إلا أننا أردنا أن نخوض تجربة السفر إلى مدينة السلام ونخوض بأنفسنا التجربة كاملة.

في الساعات الأولى من يوم الأحد الموافق 6 سبتمبر، وبالتحديد في تمام الواحدة وعشر دقائق صباحًا، تحرك بنا أتوبيس من ميدان الشهيد عبد المنعم رياض بوسط القاهرة متجهًا إلى شرم الشيخ، في رحلة كان من المفترض أن تستغرق 8 ساعات، حسب ما هو مدون على التذكرة والموقع الرسمي للشركة الناقلة.

تحرك الأتوبيس الساعة 1:10 صباحًا من عبد المنعم رياض، ودارت عجلاته تجاه مدينة السلام، ولكن تلك العجلات تعطلت أكثر من مرة بفعل التوقف كثيرًا للتفتيش والفحص الأمني في عدد من الأكمنة، مما أضاف لساعات السفر المملة والمنهكة ساعات أخرى أفسدت متعة الترحال.

وصول أول رحلة سياحية لمصر للطيران إلى مطار شرم الشيخ قادمة من بغداد

 

قبل مغادرة العاصمة، وعلى أطراف القاهرة الجديدة، مررنا بأحد الأكمنة الأمنية قبل بدء الرحلة الطويلة إلى شرم الشيخ، ولم يستغرق توقفنا سوى ثلاث دقائق فقط من الساعة 2:33 صباحًا وحتى الساعة 2:36.

في تمام الساعة 3:50 دقيقة صباحًا وصلنا إلى بداية نفق الشهيد أحمد حمدي، أول نفق يربط قارتي إفريقيا، وآسيا، الذي ويربط شبه جزيرة سيناء بمدينة السويس، واصطفت السيارات بمختلف أنواعها في طابورٍ طويلٍ لإجراء عمليات الفحص والتفتيش، وما أن جاء دور الأتوبيس الذي نستقله حتى أخرجنا حقائبنا لفحصها وتفتيشها، واستغرق الأمر أكثر من ساعة وثلث، حيث انتهت عمليات التفتيش والانتظار في تمام الساعة 5:11 دقيقة صباحًا، لنعبر النفق في طريقنا إلى شرم الشيخ.

ذلك النفق الحيوي في مصر أجرى تفتيشًا على عشرات السيارات والأتوبيسات قبل العبور من خلاله، بشكل دقيق وهادئ في سبيل تأمين كافة الرحلات وتيسير عبورها من القاهرة إلى جنوب سيناء، ولضمان سلامة وأمن جميع المصريين والسائحين المسافرين إلى أرض الفيروز.

مررنا بعد الخروج من نفق الشهيد أحمد حمدي بكمين آخر لم نتوقف به، ثم وصلنا في الساعة 5:38 صباحًا إلى كمين عيون موسى، الذي تم فيه فحص بطاقات الركاب دون تفتيش الحقائب، وشهد سحب البطاقات الشخصية مع بعض الركاب بشكل عشوائي، والنزول من الأتوبيس للانتهاء من فحصها، ثم من يتم إثبات أي شيء عليه سواء حكم قضائي أو انتهاء مدة البطاقة الشخصية يتم احتجازه بشكل قانوني، ومن لم يثبت عليه شيء يستكمل رحلته، وانتهت عمليات الفحص في تمام الساعة 6:21 صباحًا أي استغرقت 43 دقيقة.

بعد بوابات عيون موسى استمرت رحلتنا إلى شرم الشيخ، ومرت السيارات على كمينين أخريين لم نتوقف فيهما، حتى وصلنا إلى كمين أبو رديس في تمام الساعة 8.20 دقيقة، وتوقفنا فيه لمدة 17 دقيقة حتى الساعة 8:37 صباحًا.

مرت رحلتنا إلى أرض الفيروز بعد ذلك بعدة أكمنة متتالية لم يشهدها أي توقف أو تفتيش حتى وصلنا إلى كمين رأس محمد في تمام الساعة 10:46 صباحًا، واستغرقت عمليات الفحص والتفتيش ربع ساعة فقط، واستأنفنا التحرك نحو مدينة السلام.

الرحلة التي بدأت في تماما الواحدة وعشر دقائق من صباح يوم الأحد، انتهت بالوصول إلى موقف الرويسات في شرم الشيخ في تمام الساعة 11:25 صباحًا، أي استغرقت 10 ساعات وربع ساعة بمعدل 615 دقيقة.

الطريق إلى “قطعة الجنة” الموجودة على حدود مصر الشرقية، كان من المفترض أن يستغق ثمان ساعات على الطريق القديم المؤدي من القاهرة لشرم الشيخ، لكنه تأخر ساعتان وربع بالكامل عن الموعد المقرر له بسبب كثرة عمليات التفتيش، الأمر الذي فرض على الرحلة الملل والتعب وأفقد الركاب بوادر الشغف التي حملوها في طريقهم للمتعة والراحة في المقصد السياحي الأهم في مصر.

تأفف الركاب وشكواهم وضجرهم من طيلة ساعات الرحلة، صاحبه أسئلة كبيرة حول أسباب التوقف أكثر من مرة، والتفتيش المتكرر للسيارات، والتوقف لفترات طويلة بالأكمنة.

ألسنة الركاب والمسافرين التي أنهكت مثلما أنهكت الأبدان من طول وقت الرحلة نحو المقصد السياحي الأهم بمصر، تحدثت بشكل مستفيض عن طريق شرم الشيخ الجديد، الذي سبق وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكنه توقف العمل به في وقت سابق لإجراء إصلاحات به.

“مدبولي” يوجه بإعداد قائمة بالمشروعات السياحية المتوقفة وتحتاج لتمويل إضافي بشرم الشيخ

 

طريق نفق أحمد حمدي / شرم الشيخ الجديد هو محور عرضي يصل بين طريق السلام والطريق الدائري لمدينة شرم الشيخ، يمتد بطول 342 كم وعرض 16 م، ويتكون من اتجاهين بواقع 3 حارات مرورية لكل اتجاه، علاوة على طبان مرصوف وجزيرة وسطى بعرض 33 م، بالإضافة إلى 205 أعمال صناعية (برابخ). وبلغت تكلفته الإجمالية 5.6 مليار جنيه، ويختصر وقت الوصول إلى مدينة السلام من 8 أو 10 ساعات إلى 4 ساعات على أقصى تقدير.

المعانات التي يتكبدها المسافرون من طيلة المسافة من العاصمة لشرم الشيخ، فضلًا عن كثرة الأكمنة وطول فترات التفتيش، جعلت الجميع ينادي بسرعة فتح طريق شرم الشيخ الجديد، أحد أبرز إنجازات الدولة المصرية خلال السنوات الماضية على صعيد الثورة الإنشائية في مجال الطرق والكباري، والذي يجعل الرحلة إلى مدينة السحر أيسر وأقل وقتًا وجهدًا، فضلًا عن التسويق السياحي المهم والجيد باختذال طريق الوصول إلى المقصد السياحي الأبرز في المحروسة إلى 4 ساعات بدلًا من 8، ما يجعل السائحين من الخارج يقضون فترات أفضل بكثير من تلك التي يقضونها على الطريق القديم.

وعلق مصدر أمني على كثرة الأكمنة بالطريق المؤدي إلى شرم الشيخ، قائلًا إن الهدف من كثرة الأكمنة على محاور الطريق لحماية المصطافين والسياح وتأمين المارة من المندسين، وهي سياسة أمنية تتبعها الدولة منذ تفجيرات دهب وطابا في عام 2006، وبالتزامن مع توجهات الدولة لتأمين كافة ربوع مصر من أي تهديد محتمل.

 

تابع مواقعنا