ضحايا يستغيثون بالرئيس.. كواليس “رحلة الموت” لـ 37 شابًّا في هجرة غير شرعية بالشرقية (صور وفيديو)
37 شابًّا في مُقتبل العمر وعنفوان الشباب، بل إن بينهم من لا يزال قاصرًا لم يبلغ سن المسئولية بعد، لكن ما حدث لهم بات حديث الجميع على الصعيدين المحلي والدولي؛ بعدما خرجوا جميعًا من بلدة واحدة بحثًا عن الوصول إلى الأراضي الإيطالية وما يتبع ذلك ويحرمه من أحلام للثراء، وبين هذا وذاك هجرة غير شرعية انتهت بوفاة 17 منهم، -حسب ما قيل لذويهم-، في مأساة ونكبة عناصر الخطأ فيها تتسع لتشمل مستغلين و”تجار بشر” داخل وخارج البلاد.
أحمد سعيد محمد صابر السروجي، ابن العشرين ربيعًا، ترتيبه الحادي عشر في قائمة الغرقى والضحايا الذين وصلت لذويهم، شاب مثل الآلاف غيره يبحث عن الثراء ويتمنى أن يحذو حذو أبناء بلدته ممن نجحت هجرتهم “غير الشرعية” إلى الأراضي الإيطالية، قبل أن يكتب الموت نهاية الرحلة فور بدايتها.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=345727990173144&id=411528046045666
على بُعد أمتار من مدخل قرية “دهمشا” التابعة لمركز ومدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية، وبينما تسير بقدميك عدة خطوات وتسأل عن ضحايا الهجرة غير الشرعية، تجد الجميع يُخبرك صراحة بحال القرية وحزنها: “البلد مليانة وفي كل بيت حزن”.
أهالي المفقودين في غرق مركب هجرة غير شرعية يناشدون الحكومة للبحث عن ذويهم
العبارة جاءت على لسان أحد أهالي البلدة، والذي أوضح لمراسل “القاهرة 24” أن بين المفقودين نجل عمه، الذي يصغره ببضعة أشهر، قبل أن ينتهي السؤال والاستفسار عند عتبة باب أول بيوت القرية، وهناك كان الأب جالسًا في ساحة منزل عائلته يستقبل الجميع ممن يأتون ليُقدموا واجب العزاء، لكن الرجل اقتطع جزءًا من وقته للحديث عما جرى لنجله.
“مشي من ورايا”.. عبارة مُقتضبة خرجت تحمل آلام السنين وتُرثي وتوجع ليكشف بها الرجل عن مكنون حزنه، قبل أن يشير بأصابع الاتهام إلى أحد أبناء البلدة، ويُدعى “إسلام”، بأنه هو من تولى عملية تسفير نجله والـ 36 الآخرين من أبناء القرية، قبل أن يمر على كل منزل لتحصيل 80 ألف جنيه من كل بيت وأسرة سافر أحد أبنائها في “الرحلة المشؤومة”، أي ما يوازي 2 مليون و880 ألف جنيهًا.
الظروف ودوافع الشباب لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تكون أخطاء نتيجتها فقدانهم وعدم عودتهم حتى وإن كانوا جثث، وفق ما يوضحه الأب المكلوم، قبل أن يطول الاتهام شخص يعرف باسم “الحاج رضا”، ليبي الجنسية، والذي يتولى بدوره مسأله الرحلة برمتها منذ وصول “المهاجرين” إلى السواحل الليبية.
والد “السروجي” أكد على أن إسلام والحاج رضا الليبي هما الأسماء المعروفة بالنسبة لهم في شبكة كبيرة لا تنفك أن تغوي الشباب ليكونوا مهاجرين الرحلة التالية؛ بعدما يبث “الليبي” مقاطع الفيديو والصور لمن تنتهى رحلاتهم بسلام إلى الأراضي الإيطالية، وبالطبع المُحصلة و”التسعيرة” ثابتة حتى وإن انتهت يموت الجميع.
اختتم الرجل حديثه لـ”القاهرة 24″، قبل أن يبث برسالة للمسئولين، عله يجد من يغيثه، قائلًا: “نفسي أي حد يكلمني ويكمن قلبي ولو حتى ابني مات يعرفوني ويدوني جثته أدفنها، لكني، وباسم أهالي الـ 36، بنستغيث بالمسئولين وكل مسئول إنسان وأب.. عرفونا اللي حصل لأولادنا ولو عايشين ساعدونا يرجعوا أو هاتوا لنا جثثهم ندفنها”.
