الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تبديد الخطاب الديني

القاهرة 24
الخميس 24/سبتمبر/2020 - 03:39 م

هل الدين يدير ظهره للمستقبل دائما؟ هل يمسك في تلابيب الماضي يخشى التجديد والتحديث.

لم أجد قضية اجتماعية أو فلسفية قد أثارت جدلا دينيا قديما أو حديثا إلا وقد انتصر المشايخ وفقههم للماضي وأداروا ظهورهم للمستقبل حتى ظن البعض أن الدين ضد المستقبل ضد التطور أو حتى ضد الحياة، غرسوا في الناس أن المستقبل غيب ومن العيب السؤال عن الغيب.

المؤسف أن هذا الفكر الديني قد خسر كل هذه المعارك والقضايا الاجتماعية، بداية من قضية تحديد النسل والإنجاب، تعليم المرأة، الختان، عمل المرأة، الحجاب وغيرها قضايا انتصرت فيها الحياة فظن البعض انها انتصرت على الدين وليس على فكر المشايخ فقط.

الغريب أن الفقهاء وعلماء الدين لم يظلوا علي موقفهم من هذه القضايا فقد عاد بعضهم ليأصلوا لها أصولا فقهية وشرعية جديدة ينتصر فيها للتحديث، حتى تأتي قضية أخرى ويتحول هؤلاء المستنيرين إلى متشددين حتى يظهر بعد وقت مشايخ يجدون أصولا فقهية وفكرية وهكذا، حتى أضحى الدين منتجًا فكريا وفقهيا هو رد فعل وتابع يسير أسير عقول تخلفت عن أي تحديث وتعطلت عن أي إبداع.

منذ أسبوعين جمعني لقاء مع وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وفي حضرة نقيب الصحفيين ضياء رشوان كان في ذهني عدة استفسارات، تتعلق بتجديد الفكر الديني ومحاربة التطرف والإرهاب بشكل جاد وحقيقي، وليس أمام شاشات التلفزيون وفي الندوات العلمية.

أعتقد أن وزير الأوقاف لا يعلم أن خطباءه منافقون على درجات متعددة من التطرف، أقلهم التطرف السلفي فهم متسامحون على المنابر وفي خطبة الجمعة خشية الجزاء والعقاب الوظيفي، وبين الناس يصدرون الفتاوى المتطرفة والشاذة سواء في دروس المساجد أو عند طلب الفتوى أو النصيحة.

كثير من خطباء المساجد في مصر لا يفرقون بين الفقه الذي هو نتاج فكري وبشري وليد وقته وزمانه، وبين الدين الذي هو تعاليم ربانية لا تتغير بتغير الزمان والمكان.

وزارة الأوقاف التي ما تزال تسمح للمتشددين من التيار السلفي باعتلاء المنابر ولكن بعد الحصول على فقط علي تصريح!!.

وزارة الأوقاف التي ما تزال تسمح لما يسمى بالمدارس الشرعية والتي تعطى شهادات في العلوم الشرعية والقراءات تحت أعين وبصر الدولة ودون إشراف أو حتى من الأزهر ودون أدنى مراقبة لهذه المناهج وما يتم فيها من دراسات للعلوم الشرعية.

وزير الأوقاف الذي حمل على عاتقه مهمة تجديد الخطاب الديني، لا يعلم أن كثيرًا من أئمة وزارته لا يعرفون ماهية هذا الخطاب وماهي موضوعاته وأطره بل أن بعض من الأئمة تدعى سرا أن تجديد الخطاب الديني إلحاد وكفر تبديل لكلام الله.

كان أحرى بوزير الأوقاف أن يمهد السبيل لجيل من الأئمة من المستنيرين المثقفين والمفكرين، ليكونوا نواة ينطلق منها لتجديد الفكر الديني بدلا من النظريات والأفكار الجاهزة التي لا تجد لها صدى علي الأرض أو في الواقع.

تابع مواقعنا