إلغاء للمجانية أم مقابل خدمات.. لماذا ازدادت مصروفات العام الدراسي الجديد أكثر من الضعف؟.. وزير التعليم يجيب

حالة من الغضب، انتابت أولياء الأمور بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية خلال العام الدراسي الجديد 2020، الأمر الذي وصفه البعض بـ”زيادة مبالغ فيها”، مشيرين إلى أن الأوضاع في البلاد والظروف المادية للمواطنين لا تسمح بذلك، وخاصة مع حالة الركوض التي صاحبت جائحة كورونا.

قبل 5 أيام، أعلنت وزارة التعليم، عن مصروفات العام الدراسي الجديد، والتي ارتفعت بشكل ملحوظ، بنسبة زادت في بعض الحالات عن 100 % مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي أثار غضب الجميع، ملمحين إلى أن هذه أولى خطوات إلغاء مجانية التعليم.

مصروفات العام الدراسي الجديد

ووفقًا للمصروفات التي حددتها الوزارة للعام الدراسي 2020/2021، تراوحت الأسعار ما بين ما بين الـ200 إلى 500 جنيه، حيث بدأت مصروفات مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائى 300 جنيه، ومن الصف الرابع حتى الثالث الإعدادى 200 جنيه، لتكون المصاريف، من الصف الأول الثانوى حتى الصف الثالث الثانوى 500 جنيه.

مصروفات العام الدراسي الماضي

فيما جاء مصروفات العام الماضي، وفقًا لمنشور وزارة التعليم على المديريات التابعة لها، 145 جنيها لطلاب رياض الأطفال، و160 جنيها لطلاب المرحلة الابتدائية و150 جنيها لطلاب المرحلة الإعدادية و195 جنيها للتعليم الثانوى العام و170 جنيها للتعليم الفنى.

أولياء الأمور: “الناس هتسيب التعليم.. أغلب الشعب تحت خط الفقر”

“رفع مصروفات المدارس بهذا الشكل، بداية لإلغاء مجانية التعليم”، هكذا قال سامح محمد، أحد أولياء الأمور، اعتراضًا على المصروفات التي أعلنت عنها التعليم، مؤكدًا على أن الحكومة ما عادت تلتفت للمواطنين في قراراتها وأن هذا التعليم سيساعد الكثيرين على التسرب من التعليم فضلًا عن انتشاره في الأونة الأخيرة بسبب الأوضاع المعيشية للبعض.

ووافقه الرأي، “أم شمس” إحدى أولياء الأمور التي فضلت عدم ذكر اسمها، مطالبةً أولياء الأمور بالتكاتف ورفض دفع المصروفات، بقولها: “كده حرام، والوزير والحكومة كلها مش حاسة بالناس ويتعاملوا مع طبقة الـvip من الشعب بس، ومش عارف إن أغلب الشعب تحت خط الفقر”.

فيما قالت “رشا. ر” إحدى أولياء الأمور: “يعني إيه الدولة تقوم الصبح تلغي حق أصيل جه بعد سنين سودا من الحراك والنضال لمجانية التعليم اللي اصلا بقي متواضع وضحل، ده خراب أكبر من احتمالنا والله”، متابعةً: “المدارس الحكومية اختيار أول لملايين المصريين بحكم كونها متاحة بمصروفات متواضعة، بالإضافة إلى تحمل الأسرة مصروفات الدروس والسناتر والمصروفات اليومية للأطفال، وده لوحده كان بيخلي الناس تنهج لحد ما يتقطع نفسها، مين خد القرار بالقضاء علي تعليم ملايين ع الأقل للقراءة والكتابة في البلد”.

“المنحة من رحم المحنة”.. مبادرة لتحمل مصاريف أبناء “الطبقة القادحة” تحت عنوان “فرح طلاب المدارس الحكومية”

ومن رحم تلك المنحة وشكاوى أولياء الأمور المتكررة، ولدت مبادرة “فرح طلاب المدارس الحكومية”، والتي أطلقها جروب “ائتلاف أولياء أمور مصر” بقيادة داليا الحزاوي، لمناشدة المجتمع المدني بمساعدة طلاب المدارس الحكومية وأولياء الأمور، في دفع المصاريف و شراء الشنط المدرسية كمحاولة لتخفيف العبء عليهم.

وقالت “الحزاوي”، إن هناك حالة من الاستياء الشديد خصوصًا في هذا العام  مع وجود  فيروس كورونا المستجد، مشيرًة إلى أن جميع الأسر المصرية تعاني من تابعات الجائحة، وأن هناك من فقد عمله وهناك من يتقاضى نصف الراتب، الأمر الذي يمثل صعوبة عليهم في سداد المصاريف.

وأشارت مؤسسة”ائتلاف أولياء الأمور”، إلى أن الدراسة لهذا العام سيكون بها عدد محدود من الأيام ، وكل أسرة لديها أكثر من طالب، لذا لا بد من مراجعة هذا القرار لحين تحسن الأحوال الاقتصادية، وإلا سنجد أعداد المتسربين من العملية التعليمية تتضاعف، وتكلفة الجهل  للوطن تكلفة اعلي بكثير من الزيادة المقررة من الوزارة.

وتابعت داليا الحزاوي، أنه لا بد من تدخل المجتمع المدني حال الثبات على تلك المصاريف، بقولها: “لو كل واحد راح مدرسة حكومة قريبة من بيته، وسأل الاخصائية الاجتماعية هناك على الطلاب المتعثرين في دفع المصاريف، ودفع لبعضهم المصاريف أو اشتري ليهم شنط هيفرق كتير، لازم جميعا نتكاتف من أجل عبور الأزمات”.

البرلمان: سنسعي إلى تأجيل الزيادة ومحاولة تخفيضها

الدكتورة ماجدة نصر، رئيس لجنة التعليم في البرلمان، رأت أن ارتفاع المصروفات بهذا الشكل الذي زاد عن الضعف في بعض الأحيان، سيقابلها خدمة أفضل، إلا أنها أشارت إلى أن المبالغ تلك قدد تتعارض مح حق أصيل للمواطن وهو “مجانية التعليم”، لذا فهي تعتزم على تقديم طلب إحاطة بتأجيل هذا القرار، لا سيما لحين الانتهاء من جائحة كورونا.

وأضافت ماجدة، أن هذه المبالغ قد تكون قليلة بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين، إلا أن هناك طبقة تأثرت من جائحة كورونا بشكل يجعلهم غير قادرين على تسديد هذه المبالغ، فيجب استثنائهم كما تم استثناء فئات كثيرة من القرار، مثل: “أبناء شهداء ثورة 25 يناير، وأبناء الأسر المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعي والمساعدات والمعاشات المقدمة من وزارة التصامن، والطلاب يتامى الأب، وغيرهم من المعفيين”.

واقترحت وكيل لجنة التربية والتعليم بالبرلمان، أن يتم تأجيل هذا القرار لحين الانتهاء من الأزمة التي أثرت على العديد من الأسر، أو تخفيض مقدار الزيادة، مشيرةً إلى أن هناك من يتقاضون نصف رواتبهم فقط، ولو افترضنا أن لهم 3 أبناء بالتعليم فهذا سيكون صعبا عليهم، مرجعةً سبب الاحتقان أن القرار لم يأتي تدريجيًا.

التعليم: “الفلوس مقابل الخدمات.. ويمكن تقسيطها على ترمين”

وفي أول تصريح للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والذي كان قد رفض الحديث في وقت سابق عن المصروفات، أكد أن الدولة المصرية تقدم كثيرًا مقابل الرسوم التي يدفعها أولياء الأمور.

وأشار “شوقي” خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج “الحكاية” على فضائية “إم بي سي مصر”، إلى أن الوزارة تقدم للطلاب هذا العام منصات جديدة توفر لهم الكثير من المحتوي الرقمي التعليمي لجميع المراحل، بداية من الصف الرابع الابتدائي حتي الثالث الثانوي.

وأوضح وزير التعليم، أنه من الممكن لأولياء الأمور تقسيط الرسوم المدرسية على ترمين، وذلك ضمن التسهيل على أولياء الأمور في دفع الرسوم المدرسية، بالعام الدراسي الجديد.

وعن مجانية التعليم وما يثار حولها، قال “شوقي”، إن ما يقال عن انتهاء مجانية التعليم ما هو إلا كلام، ولا أساس له من الصحة، مؤكدا أن الدولة المصرية صرفت خلال الأعوام الماضية نصف تريليون جنيه علي التعليم وهي ميزانية ضخمة جدا لا تحملها الدولة على أولياء الأمور.