ست بـ 100 رجل.. “ولاء” تترك البورصة لتُصبح أشهر بائعة كيك في الشرقية (صور)
عادةً ما تبدأ قصص وسير الناجحين بمواقف عصيبة وظروف استثنائية، إما بفقدان أو خذلان، لكن حكاية بطلة اليوم لا تشبه أو تتشابه مع أيٍ من الحكايات؛ فهي التي راهنت على فكرة ولدت بسيطة في خيالها، حتى صارت عظيمة هي وفكرتها، وباتت مثار إعجاب الآلاف وهي تُبرهن يومًا بعد الآخر على أن الإيمان بالحُلم والسعي وراء الطموح حتمًا سيصل بصاحبه إلى القمة يومًا ما.
قبل نحو 8 سنوات، ومع أول نسمات صيف عام 2011، بدأت حكاية “ولاء يحيى” الفتاة اليافعة آنذاك، والتي التحقت بالبورصة لتكون واحدةً من أصغر أعضاء المكان ومن يتعاملون ليل نهار مع المال، في مكان يصل بالأمر بالعامة إلى تمني فقط أن يسيروا ولو لبرهة داخله.
ورغم ما كانت تشهده البلاد آنذاك من أزمات من انقسامات عقب الثورة وما تبعها من أحداث إلا أن “ولاء” كانت واثقة الخطى في مجالها، تعرف وتدرس الأسهم جيدًا وتُدرك متى تشتري ومتى تبيع ومتى تكسب ومتى يمكنها الانتظار، لكن دوام الحال من المحال.
ما بين عشية وضحاها لمعت في ذهن وفاء فكرة ترك البورصة والرهان على حلم جديد رأته وحدها وآمنت به، فيما كان الأمر أشبه بعدم الاتزان بالنسبة لكل من عرفها؛ فمن ذا الذي يترك مجال البورصة والمال ليؤسس فكرة بسيطة تهتم بعمل وبيع الكيك ليس إلا.
وعقب 24 شهرًا من دخولها البورصة جمدت “ولاء” حسابها لتُقرر البحث عن تحدٍ جديد وتُحقق ذاتها بعيدًا عن مخاطرة البورصة وارتفاع وانخفاض الأسهم، وبالفعل بدأت في عرض الكيك الذي أتقنت صنعه، وبدأ صيتها يذيع بين أهالي مدينة الزقازيق رويدًا رويدًا، لكنها، وبفكر من أتقن فهم البورصة والسوق، عرفت أن النجاح الحقيقي يتطلب صبر وتأني، وبين هذا وذاك جهد متواصل لا ينقطع بحثًا عن المزيد من النجاحات التي لا تنتهي.
عرضت “ولاء” بضاعتها بأسعار تنافسية، وبجودة لا تقل عن مثيلاتها في أشهر محلات الحلوى الشهيرة، وبعد بضعة أسابيع بدأت الخطة التسويقية تؤتي ثمارها؛ فمن يتذوق الكيك أصبح بمثابة فرصة التسويق التي تتفرع من أذن لأخرى تحكي تجربة مختلفة وأسعار تنافسية.
وعلى مدار ست سنوات، نجحت “ولاء” في تأسيس مصنعين وعدة أفرع، وبات الجميع يعرفها ويعرف حلواها، لكنها أكدت لـ”القاهرة 24″ على أن النجاح حقًا يتطلب إيمان وعزيمة وعدم استسلام في أحلك الظروف، لافتةً إلى أن نجاحها يُحسب لزوجها وأسرتها التي تحملتها وتحملت ظروف عملها، ولكل من شاركها وعمل معها يومًا ما، وأن كل فتاة أو سيدة يمكنها النجاح متى أرادت، شريطةً أن تبذل الوقت والجهد اللازم لتحقيق حلمها وفكرتها.
