تنبأت بوفاتها وحلم بزواجها.. كواليس اللحظات الأخيرة لعروسين توفيا في “الصباحية” بالشرقية (صور وفيديو)
شاب في مُقتبل العمر، بالكاد أتم عامه التاسع بعد العشرين، ارتبط بالإنسانة التي تمناها قلبه وعاش يحلم بها، لكن القدر كان يخبئ لهما نهاية لكل تلك الأحلام والسعادة في حادث مأساوي أودى بحياتهما، بعد أقل من 24 ساعة على زفافهما، وسط مشاهد مؤلمة يرفض الجميع أن يُصدقها ويُقر بأن العروسين اللذين حضروا زفافهما أمس قد توفيا، وأن العزاء بات واجبًا بدلًا من تقديم التهاني والتبريكات.
على بُعد أمتار من مدخل قرية “طحا المرج”، الواقعة وسط مركز ومدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، عاش “محمد” سنواته هادئ الطباع ذو خُلق يعرفه ويحترمه الجميع، وبعد تخرجه في كلية التجارة، بنحو بأربع سنوات ارتبط بالإنسانة التي اختارها قلبه، في خطبة لم تستمر لأكثر من عامين، وبعدما كلل الزواج علاقتهما كتب الموت نهاية الحكاية والحلم.
“السنة دي نكون مع بعض”.. عبارة كانت الأبرز فيما تمناه محمد من العام الجديد قبل نحو عشرة أشهر بالتمام والكمال، في إشارة إلى حلمه الكبير بأن يجمعه منزل الزوجية بخطيبته وحبيبته المهندسة “شيماء”.
بعد 24 ساعة من الزفاف.. مصرع عروسين في “الصباحية” بالشرقية
العروس ربما تنبأت دون أن تدري بوفاتها؛ إذ قطعت نصف الطريق بتخرجها قبل فترة وجيزة وتحدد ميعاد لزفافهما، في حدث عبرت عنه بحب وفرح، وتمنت أن يكون الشهر الجديد فترة لتحولات عظيمة، دون أن تدري أن ما تمنته سيحدث لكن بأسوأ ما يمكن أن يحدث لعروسين تحولت حياتهما إلى موت وشُيعت جنازتهما بعد أقل من 24 ساعة على الزفاف.
وكشف عم العريس، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، كواليس اللحظات الأخيرة في حياة العروسين، مشيرًا إلى أن نجل شقيقه كان شابا بسيطا دمث الخُلق لا يحلم بأكثر من حياة زوجية هانئة هادئة مع من حلم بها.
وأوضح عم العريس، أن الزفاف مر سريعًا لكن في “الصباحية” فوجئ هو وأفراد الأسرة بنجلة شقيقه تُهرول باكية تُخبرهم بالنبأ الحزين: “محمد وعروسته ماتوا”.
“اتنين شباب في مقتبل العمر كان نفسهم يعيشوا ويتهنوا مع بعض”.. قالها العم بحسرة يصف بها العروسين بعد تشييع جنازتهما فجرًا، قبل أن يشير إلى أن نجل شقيقه تخرج قبل ست سنوات وارتبط بعروسه قبل نحو سنتين، وأنه كان ترتيبه الثاني بعد شقيقته الكبرى، لكن القدر كتب نهاية زواجه وحياته في آنٍ واحد.
وشيعَّ الآلاف من أهالي قرية “طحا المرج” التابعة لدائرة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، فجر اليوم الاثنين، جنازة العروسين “محمد” و”شيماء”؛ اللذين لقيا مصرعهما مختنقين بغاز السخان صبيحة ليلة زفافهما بالقرية.
وشهدت الجنازة، والتي شُيعت من أمام مسجد “السلمانية” بالقرية، وجود جمع غفير من أهالي القرية والقرى المجاورة، وسط صرخات النسوة ودعوات الرجال من المشيعين.
البداية كانت بتلقي اللواء إبراهيم عبدالغفار، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بمصرع كل من: “محمد السيد فتوح” 29 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة، وزوجته “شيماء أحمد هلال” مهندسة؛ إثر تعرضهما لاختناق جراء الغاز المنبعث من سخان المنزل، أثناء الاستحمام، وذلك داخل منزل الزوجية صبيحة ليلة زفافهما بقرية “طحا المرج” التابعة لدائرة مركز شرطة ديرب نجم، فيما صرحت النيابة العامة بالدفن.
