الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

برقية عاجلة من جمال عبد الناصر إلى فاتن حمامة

القاهرة 24
الخميس 08/أكتوبر/2020 - 08:19 ص

 

فاتن حمامة صاحبة المجد السينمائي و التاريخ الفني الكبير المشرف  لم تكن أفلامها إلا جزء من تاريخ مصر و الوطن العربي و هموم و مشاكل و قضايا المرأة المصرية فلم يختلف أحد علي احترامها كنموذج فني في كل شئ

فهي الفنانة الكبيرة التي قلما أدلت بحوارات فنية هنا أو هناك ولكن فجاءة تداولت بعض المواقع تصريحات لها و هي تتحدث عن حكم جمال عبد الناصر وما فيه من ظلم كبير وعدم أمن و آمان وأنها خرجت من مصر هرباً و خوفاً من تهديدات جهات أمنية لها إن لم تتعاون معهم

خاصةً أن هناك الكثيرين ممن هم ضد جمال عبد الناصر قد استغلوا هذه التصريحات بالفعل للنيل منه

فاتن حمامه التي أُحبها و أحترمها و دوماً أدعو لها بالرحمة و المغفرة هي و زمانها الجميل .. بكل أسف لم تكن منصفة في هذه التصريحات

والحقيقة أنها غادرت مصر بالاتفاق مع زوجها النجم العالمي عمر الشريف لترافقه في رحلته إلي العالمية وهناك حاولت التمثيل في السينما فشاركت في دور صغير في فيلم من إنتاج فرنسي إيطالي مشترك ولكن الفيلم فشل فشلاً ذريعاً

والغريب في الأمر أن فاتن حمامه هي الممثلة صاحبة أهم أفلام عبًرت عن ثورة يوليو فقد قامت ببطولة أول فيلم يجسًد قيام ثورة يوليو فيلم { الله معنا } عام ١٩٥٤ ويتناول الفيلم صفقة الأسلحة الفاسدة و حركة الضابط الأحرار وقام فيه عماد حمدي بدور ضابط كرمز للرئيس جمال عبد الناصر وكانت دائماً فخورة بأنها بطلة أول فيلم عن ثورة يوليو

وفي نفس العام قدمت فيلم { صراع في الوادي } الذي يهاجم العهد الملكي و الإقطاعيين و يندد بأوضاع الفلاحين قبل ثورة يوليو

وفي عام ١٩٦٤ قدمت فيلمين يتحدثان عن مبادئ ثورة يوليو من المساواة و الحرية و العدالة و النضال الوطني فيلم { لا وقت للحب } و { الباب المفتوح }

إلي أن قدمت أهم أدوارها علي الإطلاق في فيلم { الحرام } عام ١٩٦٥ عن عمال الترحيلة من ذل و قهر و مرض و موت وذلك أثناء العهد الملكي وقد نالت عن دورها في هذا الفيلم سبعة جوائز دولية

فإن إسم و مجد و تاريخ فاتن حمامة صُنع في عهد الزعيم جمال عبد الناصر حتي أن معظم أفلامها التي دخلت ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية كانت في عهد جمال عبد الناصر ولم تلقب بلقب سيدة الشاشة العربية إلا في عهد جمال عبد الناصر ولم تعرف المهرجانات الدولية و الجوائز الدولية طريقها إلى فاتن حمامه إلا في عهد جمال عبد الناصر

ويذكر أنها كانت فخورة بتقديم أفلام وثقت ثورة يوليو بل وهي من سعت لبطولة فيلم { الباب المفتوح } عندما قرأت القصة من الكاتبة لطيفة الزيات و سارعت إلى المخرج بركات لعملها فيلم سينمائي وقامت باختيار كاست العمل وأسندت دور البطولة فيه إلي صالح سليم بدلاً من حسن يوسف الذي أُسند إليه دور أصفر

ومن المواقف الأخرى هي مشاركة فاتن حمامة في جمع تبرعات الجمعيات الخيرية لتسليح الجيش المصري وكانت تقوم ببيع الورود في المحافل التي تنظمها هذه الجمعيات و إيرادها يذهب لتسليح الجيش وقيامها مع وفد الفنانين في قطار الرحمة الذي كان يجوب القُطر المصري لجمع التبرعات لتسليح الجيش المصري في الخمسينات

ومن الجدير بالذكر أن الزعيم جمال عبد الناصر قام بتكريم السيدة فاتن حمامة مرتين المرة الأولى هي و وفد الفنانين المشاركين في قطار الرحمة لجمع التبرعات للثورة عام ١٩٥٤

والمرة الثانية تكريما خاصاً بها علي مسيرتها الفنية في عيد الفن عام ١٩٦٤ في عيد الفن ويذكر أنه أختارها بالاسم وقال لها { أهلاً بسيدة الشاشة }

بل والأهم من ذلك كله هي تلك البرقية العاجلة الذي أرسلها جمال عبد الناصر شخصياً لفاتن حمامه بخط يده و توقيعه وجاء فيها

{ عودي إلى وطنك فأنتِ ثروة قومية }

 

وهذا أن دلً على شيء يدل على أنه يقدرها و يحترم فنها فكلما سأل عنها كانت الإجابة أنها مع زوجها النجم العالمي عمر الشريف لمرافقته و مساندته في مشواره الفني العالمي فلم يتعجب وظل يسأل عليها باستمرار حتي أرسل لها هذه البرقية العاجلة لسفارة مصر في بيروت عندما علم بوجودها في بيروت بعد أن تنقلت ما بين فرنسا و إنجلترا

ولما علمت السيدة أم كلثوم بتواجد فاتن حمامه في حفلتها التي تحييها في لبنان من أجل المجهود الحربي طلبت من ابن اختها المهندس محمد الدسوقي قائلة { هاتولي فاتن حمامه بالكرسي إللي قاعدة عليه } وبالفعل حدث لقاء بينهما بعد الحفل ظل قرابة الساعة ونصف لتقنعها بالعودة إلى مصر و مقابلة الزعيم جمال عبد الناصر شخصياً ليطمئنها بنفسه وأثمر اللقاء علي وعد من فاتن حمامه بالعودة إلى مصر في أقرب وقت ولكن دون جدوي من فاتن حمامه

والسؤال هنا إن كان هناك بالفعل مضايقات تلاحقها من أجهزة الأمن كما تدًعي فهي تستطيع أن تطلب مقابلة الزعيم جمال عبد الناصر بنفسه والمعروف عنه أنه كان يجتمع بصفة مستمرة مع كثير من الفنانين و الأدباء و المثقفين وهي سيدة الشاشة العربية وتسطيع بمنتهي السهولة أن تقابله و ينتهي الأمر فلما لم تفعل ذلك

ثم أن مواقف الزعيم جمال عبد الناصر مع أهل الفن بصفة عامة و مع فاتن حمامه بصفة خاصة تنفي وجود أي إضطهاد ضد أي فنان مهما كان فلقد كرمها بنفسه مرتين بل وكان دائم السؤال عنها حتي برقيته العاجله لها في بيروت و وساطة السيدة أم كلثوم لعودتها إلي مصر .. أليس هذا يعني أهميتها لدي وطنها مصر بصفة عامة و تقدير الزعيم جمال عبد الناصر لها بصفة خاصة

عفواً سيدتي فاتن حمامه .. رغم حبي و تقديري لكِ إلا أني لم أقتنع بتصاريحاتك

فليرحمكِ الله و يغفر لكِ

 

تابع مواقعنا