الثلاثاء 07 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مساومات سيادته في موسم الانتخابات

القاهرة 24
الأربعاء 21/أكتوبر/2020 - 08:57 م

تجده في الصفوف الأمامية سواء في الأفراح أو الأحزان، يتقرب من جميع الناس، حوله حاشية من أشباهه، يصفقون له، ينبهرون بخطاباته، يرسمون صورة خيالية عن بطلهم في أذهان جميع الناس، وعود هنا يحملونها فوق أكتافهم ووعود هناك يطلقونها في الفضاء.. كلام معسول، ووظائف جاهزة وخدمات لا مثيل لها، مدارس جديدة، ومستشفيات نظيفة، وإسكان ونوادٍ وصرف صحي، ورصف طرق.

ككل موسم انتخابي نتعايش مع هذه المشاهد، وتداعبنا تلك الوعود وتدغدغ مشاعرنا هذه الأحلام لكنها سرعان ما تتبخر في الهواء، 4 سنوات ولا نجد من سيادة النائب سوى كلمات ووعود، ولِمَ لا والكرسي مضمون وذاكرة الناس مثل ذاكرة السمكة سرعان ما تنسى ونعود لتتكرر المشاهد بنفس الألية ولكن بتفاصيل مختلفة؟.

أتحدث هنا عن الوعود الزائفة التي لا تفصلنا فيها عن عصر العصا السحرية سوى مجرد كلمات مكتوبة في أوراق البرنامج الانتخابي الممهور بقلم وتوقيع سيادة نائب الدايرة، الأسطورة الذي هبط من السماء بجميع الحلول للمشكلات المستعصية، والسلامات والأحضان والضحكات الملونة في جميع المجالس.

في بلادي التي تواجه مشكلة كبرى في البطالة يوجد سيادة النائب الحل وفي جلسة لا تستغرق 15 دقيقة يرسل الأمل لجميع أبناء الأسرة، يطمئنهم ويربت على كتفهم بأنه لا مشكلة لديه، وأن المستقبل بيديه، وأن الله قد منّ عليه، وآتاه من حيث لا يعلم القدرة والمقدرة على صناعة الأمل بشرط الحصول على الأصوات والاستئثار بالمقعد.

طيلة سنوات مضت خضنا تجارب عديدة مع وجوه كثيرة لكنها متشابهة في المبدأ والطريقة، وعود في الهواء وأوقات وأكاذيب وخدمات لوجه الكرسي ليس لوجه الله وأبناء الدايرة الانتخابية، شاهدنا من الأعضاء من يحصل على الكرسي ويمكث طيلة انعقاد المجلس في القاهرة، ومنهم من لم يحالفه الحظ فيحزن ويلملم جميع خدماته لكنه سرعان ما يعود ليداعب بها عيون الناظرين وأيدي المحتاجين، يساومهم “الصوت مقابل الخدمة”، وكأن الله اصطفاه ليُنهي آلام البشرية بعصاه السحرية.

أيام قليلة تفصلنا عن المارثون الانتخابي لمجلس النواب، يجب علينا أن نتفهم مهام عضو مجلس النواب جيدا؛ حتى نستطيع الاختيار الصحيح لمن نرى فيه هذه المقومات، وهي مراقبة عمل الحكومة، تشريع وسن القوانين، وعمل أو تعديل الدستور وتطوير دائرته بالخدمات العامة وتطويرها بالمشاريع التي تحتاجها.

وفيما يخص الرقابة، فإن عضو مجلس النواب له الحق في أن يمارس الرقابة عن طريق السؤال وطلب الإحاطة والاستجواب وطلب المناقشة العامة، وله أيضًا أن يطلب سحب الثقة وتقرير مسؤولية رئيس مجلس الوزراء ومتابعة المجلس لشؤون الإدارة المحلية، كذلك عضو مجلس النواب له حق إقرار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة.

أخي المواطن، لنترك النزعة القَبلية والدينية ونضع المصلحة العامة نصب أعيننا، أن تكون اختياراتنا على أساس علمي وعقلي، نحتاج شخصًا واعيا مثقفًا لا يهاب المسئولين حتى يستطيع تمثيلنا تحت قبة البرلمان، يجب أن لا تكون اختياراتنا للنائب على أساس وعود منه ولكن عن طريق تاريخه وإنجازاته ونجاحاته وتعاملاته الصادقة مع نفسه قبل البشر.

سيادة النائب، أنت من تحتاج إلينا لا نحن، وأنت خادم لنا وقتما حصلت على أصواتنا ووثقنا فيك وألقينا همومنا على كاهلك فلتكن قدر المسؤولية وفقك الله ولتعلم أن “خير الناس أنفعهم للناس”.

تابع مواقعنا