الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف: العلاقة بين الدين والدولة ليست عداء ولن تكون

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
السبت 24/أكتوبر/2020 - 02:56 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مصر والسودان ليسا مجرد شقيقتين، وإنما يجمع البلدان التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك، مؤكدا أنهما في خندق واحد.

وأكد “مختار جمعه”، في كلمة ضافية بالخرطوم بمؤتمر الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر، أن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من صميم مقاصد الأديان، مشددًا على أن العلاقة بين الدين والوطن أو بين الدين والدولة ليست علاقة عداء أبدا ولن تكون.

وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم

وحضر المؤتمر، كل من الفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي، ونصر الدين مفرح أحمد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان، والدكتور عبدالرحيم آدم محمد رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان، والزبير محمد على مدير مركز الرعاية والتحصين الفكري، والسفير حسام عيسى سفير مصر بالسودان، ولفيف من السادة الوزراء والسفراء وأساتذة الجامعات والعلماء والتنفيذيين وقيادات المجلس السيادي بالسودان الشقيق، ونحو خمسمائة عالم وباحث ومفكر وأكاديمي وإعلامي، ولفيف من الشخصيات الدينية والعامة.

وجاءت كلمة وزير الأوقاف كالتالي:”علاقة مصر والسودان ترسخها عوامل التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك، إن الوطن أحد أهم الكليات الست التي حرص الشرع الشريف على صيانتها، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا ، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا”.

وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم

وأكد وزير الأوقاف:” أن الوطن والحفاظ عليه أحد أهم الكليات الست التي يجب الحفاظ عليها والتي أحاطها الشرع الشريف بعناية بالغة وعمل على صيانتها، وهي: “الدين والوطن والنفس والعرض والمال والعقل والنسل”، فقد أجمع الفقهاء قديما وحديثا على أنه إذا دخل العدو بلدا من بلاد المسلمين وجب على أهل هذه البلدة أن يهبوا جميعا للدفاع عن وطنهم ولو فنوا جميعا في سبيل ذلك، ومن قتل منهم في سبيل ذلك فهو شهيد، ولَم يقل أحد على الإطلاق، إنهم إذا غلبهم العدو وخشوا على أنفسهم من الهلاك فروا من الهلاك ونجوا بأنفسهم لينشروا الدين في مكان آخر، فالدين لا ينشأ في الهواء الطلق، إذ لابد له من وطن يحمله ويحميه، فالمشردون لا يقيمون دينا ولا دولة، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، فدورنا هو عمارة الدنيا بالدِّين وليس تخريبها ولا تدميرها باسم الدين، فالأديان كلها رحمة، وحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد فثمة شرع الله الحنيف”.

وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم

وزير الأوقاف يؤدي خطبة الجمعة في السودان

وأشار مختار جمعه، إلى أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، فكل ما يؤدي إلى قوة الدولة والحفاظ عليها وعلى تماسك بنائها ورقيها وتقدمها هو من صميم مقاصد الأديان ومراميها وغاياتها، وكل ما يؤدي إلى النيل من الوطن أو زعزعة أمنه أو استقراره لا علاقة له بالأديان ولا علاقة للأديان به، وكل الأديان منه براء، مشيرًا إلى كلمة رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة؛ لأن الأول له وطن يحمله ويحميه والآخر لا سند له في الداخل ولا في الخارج، مستشهدًا شعر للراحل أحمد شوقي: لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنا نَقيهِ وَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ إِذا ما سيلَتِ الأَرواحُ فيهِ بَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا نَقومُ عَلى البِنايَةِ مُحسِنينا وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا إِلَيكِ نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيّا ويقول: وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ”.

ويقول أحمد محرم : مَن يُسعِدُ الأَوطانَ غَيرُ بَنيها وَيُنيلُها الآمالَ غَيرُ ذَويها لَيسَ الكَريمُ بِمَن يَرى أَوطانَهُ نَهبَ العَوادي ثُمَّ لا يَحميها تَرجو بِنَجدَتِهِ اِنقِضاءَ شَقائِها وَهوَ الَّذي بِقُعودِهِ يُشقيها وَتَوَدُّ جاهِدَةً بِهِ دَفعَ الأَذى عَن نَفسِها وَهوَ الَّذي يُؤذيها وَلَقَلَّما أَرضى اِمرُؤٌ أَوطانَهُ حَتّى تَراهُ بِنَفسِهِ يَفديها.

وتابع: “فما بالكم إذا كان ما يجمعنا هو التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك، مشيرًا إلى أنه بالنسبة لما يتصل بقضية التجديد بين الأصل والعصر، وأن هذا الموضوع شديد الاتزان والتوازن بين الحفاظ على الثوابت وفهم طبيعة المتغيرات، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت طريق الجمود والتشدد والتطرف، مع تأكيدنا أننا لن نستطيع أن نقضي على التشدد والتطرف ونقتلعه من جذوره إلا إذا واجهنا الانحراف والتسيب بنفس القوة والحزم، فما أمر الله “عز وجل”، بأمر في الإسلام إلا حاول الشيطان أن يأتيك من إحدى جهتين لا يبالي أيهما أصاب الإفراط أو التفريط، غاية ما في الأمر أننا في حاجة ملحة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص، وعدم الوقوف عند آليات الحفظ والتلقين بالتحول إلى آليات الفهم والتحليل، حيث يقول ابن القيم “رحمه الله”: وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِمُجَرَّدِ الْمَنْقُولِ فِي الْكُتُبِ عَلَى اخْتِلَافِ عُرْفِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَأَزْمِنَتِهِمْ وَأَمْكِنَتِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ وَقَرَائِنِ أَحْوَالِهِمْ فَقَدْ ضَلَّ وَأَضَلَّ.

وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم

واستكمل: “ويقول الإمام القرافي رحمه الله: إن إِجراءَ الأحكام التي مُدْرَكُها العوائدُ مع تغيُّرِ تلك العوائد فهو خلافُ الإِجماع وجهالةٌ في الدّين، بل لو خرجنا نحن من ذلك البلد إِلى بلَدٍ آخر، عوائدُهم على خلافِ عادةِ البلد الذي كنا فيه أفتيناهم بعادةِ بلدهم، ولم نعتبر عادةَ البلد الذي كنا فيه، وكذلك إِذا قَدِمَ علينا أحدٌ من بلدِ عادَتُه مُضَادَّةٌ للبلد الذي نحن فيه لم نُفتِه إِلَّا بعادةِ بلدِه دون عادةِ بلدنا”.

وأضاف: “لقد فتح الإسلام باب الاجتهاد واسعا حتى في عهد سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي حياته، يتجلى ذلك عندما بعث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيدنا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى اليمن وقال له بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال فإن لم تجد، فقال بسنة رسول الله، فقال فإن لم تجد، قال أجتهد رأيي ولا آلو، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحبه ويرضاه”، متابعًا أن هذا على عهد سيدنا رسول الله وفي حياته ولم ينكر سيدنا رسول الله وعلى سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه بل أقره عليه، وقال الحمد الله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى الله ورسوله، وهو ما صار عليه الصحابة الكرام.

وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم
وزير الأوقاف في ضيافة الخرطوم

وأردف: “نختم بالحديث عن أمر في غاية الأهمية وهو فلسفة نظام الحكم، ونؤكد أن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا صامتًا محددًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنـه، وإنمـا وضع أسسًـا ومعـايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يُقـرّه الإسلام ، ومتى اختلّت أصـاب الحكم من الخلل والاضطراب بمقـدار اختلالهـا، ولعل العنوان الأهم الأبرز لنظام أي حكم رشيد هو مدى تحقيقه لمصالح البلاد والعباد، وعلى أقل تقدير مدى عمله لذلك وسعيه إليه، فأي حكم يسعى إلى تحقيق مصالح البلاد والعباد- في ضوء معاني العدل والمساواة والحـرية المنضبطـة، بعيدًا عن الفـوضى والمحسوبيـة وتقديـم الولاء على الكفاءة – فهو حكم رشيد معتبر”.

وزير الأوقاف للناخبين: من منح صوته لشخص ويرى أن غيره أنفع للوطن قصر في حق دينه

تابع مواقعنا