الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طلع البدر علينا

القاهرة 24
الأربعاء 28/أكتوبر/2020 - 07:38 م

(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) التوبة 128 

طلع البدر علينا، رسول الله محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، من ثنيات الوداع، تيمنًا بطلوع البدر محمد بن عبدالله النبي الذي أحبه وأحببناه وأحبه كل من تبعه إلي يوم القيامة، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع، شكرًا لله سبحانه وتعالى على الهداية لنا، بعد الضلال، لمن جعله الله داعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرا، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المُطاع، نعم لأنه أمر من أرسلك لنا شاهدًا علينا وبشيراً ونذيراً، جئت شرّفت المدينة مرحبًا يا خير داع، نعم شرّفت المدينة والجزيرة العربية والقارة الآسيوية، وباقي قارات الأرض، بل والكرة الأرضية والمجرات السماوية، وما هو كائن في علم الله، فمرحبًا بك يا خير داع، يا من دعوتنا بالقرآن، الذي يهدي للتي هي أقوم وأصلح وأفضل، وكل معاني الخير من وزن أفعل تفعيلا أفضل تفضيلا، أنت ياسيدي وحبيبي من يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً.

هذا هو الحبيب الذي أمرنا الله أن نصلي عليه، وفعلنا الأمر مطيعين لصاحب الأمر، محبين للمأمور له، ومؤدين بالمأمور به، تلهث ألسنتنا وتخضع قلوبنا وتتيه عقولنا تفكيرًا وتوقيراً وحبا له، في كل وقت مُصلين عليه ومُسلّمين له أرواحنا وأجسادنا قبل عقولنا ومشاعرنا.

نبيٌ هذا أمره وهذه مكانته بين مُطيعية، منذ خمسة عشر قرنًا حتى الآن، لم تخبُ جذوة نور حبه في قلوبهم، بل تزيد ضياءاً في قلوبهم كلما ذُكر عندهم، إنه نبيٌ يذكرونه وآله كل يوم خمس مرات في صلاتهم، كيف لفرنسا ومن يدّعون بقُدسية الحرية، أن يعتبروا الطعن فيه أو السُخرية منه حرية، يطلبون صيانتها ويحرصون عليها، لا والله ليست حرية بل عصبية وتميّز ضد خُمس أهل الأرض، وهم عدد من يُدينون بالدين الإسلامي، إنّ المدافع عن هذا النوع من الحرية، كمن يدافع عن حرية شخص حرق بيت شخص آخر، أو حريته لاغتصاب زوجة جاره أو حريته فى سرقة مال مملوكٍ لغيره، إنّ للحرية حدودٌ ومن أهم حدودها عدم التعدي على الغير، وأي تعديٍ أكبر وأخطر وأسوأ من التعدي على معتقدات الغير، إنّ معنى الحرية عند من يدافعون عن الرسوم المُسيئة للرسول مختل ومهزوز ويكيلون بعدة مكاييل، إنّها ليست حرية بل سخرية واستهزاء، بأكثر من مليار ونصف مليار إنسان، ولا أكونُ مبلغًا أن أقول، إنه إعلان حرب وإلقاء القُفّاز في وجه كل مسلمي العالم.

 

قمر سيدنا النبي.. معلومات لا تعرفها في عيد مولد الرسول (فيديو)

وأقول لمن يرددون الأساطير عن الحبيب المصطفى، عليه صلاتي وسلامي، من ضعيف الحديث أو غريب الأثر أو قصص القصاصين، من أمثال أنّه سمل أعين الناس وقتلهم، صبراً، وإنه كان يأتي نساءه بغُسل واحد في ليلة واحدة وأنه كان يسُب هذا ويدعو على ذاك، أو إنه حاول الانتحار، كل هذا الخبل، أقول لهم أنتم قمتم بسب الرسول قبل أن يسبه أعداءه وأعداءكم، واهنتموه قبل أن يهينه رسّام جاهل أو كاتب موتور، لقد ضل سعيكم في الحياة الدنيا، وأنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا، وكل ذلك وغيره مما طعنتم به عليه، يخالف وصف الخالق العظيم له، بأنه على خُلق عظيم، وأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، حتى أن الله أعطانا مِثالًا من طريقته وكلامه مع الغير، ومنه ما ذكره رب العزة (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (24) قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) سورة سبأ، الله أكبر يقول للكفار (وإنّا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) طبعًا هو صلوات ربى وسلامه عليه لا يشك أنه على الهدى، ولكنه أدب الحوار النبوي، ويقول لهم (لا تسألون عما أجرمنا) وحاشا لله أن يكون من المجرمين (ولا نُسأل عما تعملون) مع أن عملهم هو الإجرام الحقيقي، ولكنها آداب وأخلاق خير الناس وإمامهم.

وأقول لمن ينفعلون ويُزهقون أرواح الغير عندما يستهزئون بنبيهم، أنتم متعصبين ولكنكم لا تتبعون الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والذي كان هديه: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66) سورة التوبة، كان يترك أمرهم إلي الله، هو سبحانه الذي يعفو على من تاب منهم، ويعذب من أصر على الاستهزاء، وكان هديه (وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) النساء 140، لقد كان في عصره استهزاء بالله وآياته ورسوله، وكان هديه الإعراض والبُعد وترك أمر مَن يفعل ذلك إلي الله، وليس من هديه قتل المُخالف.

إنّ قتل المستهزئين سيزرع العناد والحقد وبذور الفتنة، والشر الذي سيأتي من ورائه أكثر بكثير من أي منفعة، وهي معدومة في قتل هذا أو ذاك.

وأخيرًا: أيها المسلمون الذين يعيشون في بلاد الغير، لتكن أفعالكم خير دليل عليكم وعلى عظمة دينكم، ولنكوننّ دُعاة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالانفعال والتهور وقتل الغير، ألا هل بلغت ،،، اللهم فاشهد.

تابع مواقعنا