التنمر لـ “حبيبة”.. والدة طفلة بالفيوم تستغيث بالمسؤولين لإنقاذ عين ابنتها (صور وفيديو)

ذهبت برفقة والدها باكرًا مثل أي يوم، لتساعده في أكل عيشه داخل إحدى الأراضي الزراعية بعزبة إسحاق التابعة لمركز إطسا بالفيوم، لم تكن تعلم ماذا يُخبئ لها القدر من فترة عناء ستقضيها بين ألم مستمر وغُرف العمليات بالمستشفيات، بسبب إصابة عينها اليمنى أثناء مساعدة أبيها في تنظيف الأرض الزراعية التي يعمل فيها والدها، ليعود إلى منزله بقوت يومه.

حبيبة سيد حسين توفيق، طالبة بالصف الرابع الابتدائي بالفيوم، أصيبت بجرح قوي داخل قرنية العين اليمنى، أثناء مساعدة والدها في تنظيف أرض زراعية بعزبة إسحاق، مما سبب ذلك في عمل ثقب داخل القرنية ونزفت على إثر ذلك، وتحتاج إلى عملية زرع قرنية في أسرع وقت.

“القاهرة 24” التقى والدة الطالبة حبيبة سيد حسين، لتروي قصة ابنتها وماذا حدث معها، وماذا تحتاج لإنقاذها في هذا التقرير:

تروي الأم سُها يوسف عبد الله حسن، من عزبة إسحاق بمركز إطسا بالفيوم، لـ”القاهرة 24″، قصة فقدان ابنتها جزءًا كبيرًا من قرنية العين اليمنى، تقول: حبيبة تعتاد كل يوم الذهاب مع والدها لإحدى الأراضي الزراعية بنواحي العزبة والمركز، وحسب ما يرزقه الله من عمل في أي مكان يصطحبها معه بموافقتها من كثرة حُبها له، وفي يوم ما وهي تنظف الأرض الزراعية وقعت على الأرض، على جريدة متينة جدًا تسببت في فتح جَفن العين اليمنى، حتى هشمت جزءًا من القرنية من داخل العين، فصرخت فجأة فوجدت عينها تنزف بالدم الغزيز، أخذتها إلى مستشفى إطسا المركزي، وحولوني مباشرة للقصر العيني، ومن هُنا القصر العيني تولى حالة حبيبة، وأجرى لها عملية في حجر العين وتم وقف النزيف، وبعد شهرين من مرور وقت العملية، تراكمت مياه بيضاء في العين اليمنى، مما زاد من تعب وإرهاق العين، فذهبت برفقة ابنتي، إلى القصر العيني مرة أخرى، لأريهم ماذا حدث في عين ابنتي بعد العملية، قاموا بتحويلي لمستشفى أبو ريش، وقالوا لي: “إحنا طوارئ فقط، وهنحولك لأبو الريش”، فذهبت بالفعل لمستشفى أبو الريش، وتم عمل إجراءات الأوراق الخاصة بحالة ابنتي، وأجروا لها عملية أخرى لإزالة المياه البيضاء بالعين، إثر العملية السابقة بالقصر العيني، وزرعوا لها عدسة، ولكن بعد العملية بـ15يوما، وجدت عينها تنهار نهائيًا، معبرةً “عين بنتي في النازل، وكل شوية تقولي شكلي بيوحش ومش شايفة يا ماما وتقعد في ركن في المنزل وتفضل تبكي بسبب الألم والحرقان اللي في عينها”.

تستكمل الأم قصة عناء ابنتها وعنائها أيضًا ذهابًا وإيابًا بين عزبتها النائية وبين المستشفيات البعيدة في القاهرة تقول: ذهبت لمسشفى أبو الريش مرة أخرى، وسألتهم عن سبب تدهور حالة ابنتي بعد العملية، فكان ردهم أن العملية ضربت من عند القرنية، وقرنية عينها “باظت”، والسبب في ذلك أن ضغط عينها دائما عالٍ.

وأشارت الأم، إلى أنها في الوقت الحالي تتابع في مستشفى أبو الريش، مع الأطباء، حيث يتم إجراء عدة جلسات ليزر لابنتها حبيبة، وعلى الرغم من ذلك فإن حالتها تتدهور وتسوء جدًا كل يوم بدون تقدم.

تقول أم حبيبة: “بنتي في النازل ومفيش تقدم وأنا اللي حاسة بيها عينها دايما وجعاها وبتدمع أنقذوها”.

التنمر لحبيبة

الطفلة البريئة حبيبة سيد، لم تنجُ حتى هي الأخرى من التنمر بسبب إصابة عينها اليمنى عند الذهاب لدروس حفظ القرءان الكريم، فكان من أمنية حياتها أن تحفظ القرءان، فوفرت لها ذلك الأم بحفظ القرءان في أحد المساجد بالعزبة التابعة لها، ولا يشاء القدر أن تتم الحفظ بسبب ما حدث لعينها.

تقول الأم سُها، كانت حبيبة تذهب لتحفظ القرءان في الجامع، وحاليًا منعتها خوفًا عليها على عكس رغبتها، بسبب تنمر زميلاتها على شكل عينها، معبرةً “بيعايروها ويقولولها، عينك وحشة، يا أم عين ونص”.

تابعت، “حبيبة تذهب إلى المدرسة يومين في الأسبوع، وعندما تشعر بالألم نعتذر عن ذهابها، وعندما تشعر بالألم داخل المدرسة المدرسين يتصلوا عليّ لأعود بها إلى المنزل لتستريح من الألم”.

وعن كيفية مذاكرة حبيبة للدروس، قالت الأم، “مرة تذاكر، ومرة أخواتها يكتبوا لها الواجب على الرغم أنها مجتهدة، لكن مجبرين على هذا الوضع لحين شفائها”.

رسالة إلى الأنصاري من والدة حبيبة

ووجهت والدة حبيبة في ختام حديثها مع “القاهرة 24″، رسالة بكل تأثر وبكاء للدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، قائلة: “يا حضرة المحافظ لو سمحت الله يخليك، ومتشوفش أي حاجة وحشة في عيالك، زي ما أنا شوفت في حبيبة، عاوزة مساعدتك في توفير مساعدة، وطريقة تواصل معنا لعلاج بنتي وإجراء عملية الليزر، ونشوف هي محتاجة إية بالضبط، عشان ضغط عينها ينخفض، وتنجح عملية زرع القرنية، وأنا ممعيش فلوس أعمل لها عمليات ليزر”.

أنا عاوزة أخف

كلمات مؤثرة قالتها الطفلة حبيبة سيد، استوقفتني دقيقة، بعد انتهاء حديثي مع والدتها، قالت: “أنا عاوزة أرجع أشوف كويس من تاني، هو أنا هشوف تاني؟، لما بنام بصدع والألم بيزيد، مش عاوزة حاجة من الدنيا غير إني أخف وأنام بدون ألم”.